أكثر من 75 % من مقابر المسلمين بالمغرب تعيش وضعية صعبة وكارثية، حيث تغيب فيها أدنى شروط الأمن والنظافة والصيانة، إضافة إلى الزحف الكبير للإسمنت والتوسع العمراني المطرد، الذي قلص من مساحة المقابر بالمغرب، الأمر الذي أصبح يحتم على الدولة تخصيص مساحات إضافية لدفن موتى المسلمين. و تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن المغرب في حاجة إلى 80 هكتار سنويا من المقابر، وأن أغلبية المدن ستعرف أزمة كبيرة في أفق 2020، الأمر الذي دفع بالعديد من الجمعيات وفعاليات المجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر وإصدارعدة نداءات وبيانات في هذا الصدد محذرة من تداعيات تفاقم هذه الوضعية. وأشارت تقاريرحول المقابر في المغرب أن هذا المرفق يعيش وضعية مزرية، تتمثل في انتشار الأوساخ والأزبال، وتنعدم فيها النظافة، كما تعرف اكتظاظا كبيرا جعلها غير قادرة على استيعاب المزيد من الموتى، كما أن المقابر أصبحت قبلة للمتسكعين والمتسولين وبعض السلوكات الأخرى التي لا تليق بحرمة القبور، وتحولت المقابر كذلك إلى ملاذ لعشرات الأطفال بدون مأوى، يتسللون إليها من أجل النوم بين البنايات المتآكلة لقبور الموتى، كما تحولت إلى مجال للتجارة، إذ تنتشر مجموعة من الباعة العشوائيين الذين يطوفون ببعض الفاكهة الجافة وماء الورد والخبز وآخرين يعرضون خدماتهم على زوار هذه المقابر، ومن ضمنها خدمة صباغة القبور. وأصبحت الوضعي المزرية التي تعيشها مجموعة من المقابر المغربية، والتي أصبحت تعطي صورة غير لائقة عن مدى احترام الجهات الوصية للموتى، في الوقت الذي يدعو فيه الإسلام إلى دفن الموتى في مكان نظيف، واحترام حرمة مقابر المسلمين، وفي وقت فقدت مجموعة من المؤسسات الرسمية المغربية في الآونة الأخيرة سيطرتها على القبور المغربية، حيث لم تستطع هذه المؤسسات أن تضمن حماية حرمة مقابر المسلمين، بل إن المغاربة أصبحوا مهددين بعدم وجود مكان لدفن موتاهم بسبب امتلاء أغلب المقابر، وتقاعس السلطات في البحث عن بقع أرضية لبناء مقابر جديدة.