دخل المناضل الصحراوي مصطفى سلمى سيدي مولود في المرحلة الخطر ، بعد ولوجه يوم الثلاثاء 17 يونيو 2013، في يومه التاسع والعشرين من إضرابه عن الطعام، دون أن تقدم المفوضية السامية لغوت اللاجئين في نواكشوط الجديد بخصوص ملفه المطبي، المتعلق بالاجتماع مع أسرته الصغيرة في أي بقعة من بقاع الأرض، و تلبية حقه المشروع في التنقل كلاجئ صحراوي قرر مصيره باختيار مقترح الحكم الذاتي للم شمل المحتجزين في مخيمات تندوف بإخوانهم المغاربة في أقاليمنا الجنوبية. تقول السيدة توفة والدة مصطفى سلمى التي التحقت به، يوم الاربعاء المنصرم من الرباط نحو مقر المفوضية بنواكشوط، حيت يوجد فلذة كبدها هناك دون هوادة ، ليكشف للعالم التآمر الشنيع لبعض المنظمات الحقوقية الدولية وصمتهم المريب، عن حقوق المعارضين للطرح الإنفصالي للبوليساريو،" لقد اغمي علي لمدة ساعة ونصف حين رأيت ابني ، وقد أنهكه الجوع و هزل بشكل كبير، إذ فقد حوالي 15 كلغ، ولا أعلم لماذا ترفض المفوضية إ نصافه، ألأنه زار والده أم لأنه قرر العودة الى المخيمات للإجتماع مع اطفاله، أم لأنه عبر عن رأي يخالف موقف الجزائر ولبوليساريو..". وأضافت هذه الأم المكلومة، في تصريحها الهاتفي لجريدة "العلم"، أنها كانت و لا تزال تعاني كآلاف النساء والأمهات الصحراويات المحتجزات في المخيمات، تداعيات نزاع مفتعل، يرتزق به جلادو البوليساريو ويطعم الأجندة العسكرية للجزائر، منذ ضربة مخيم الريب في السمارة سنة 1979 ، حين قتلت ابنتاهاالصغيرتان بين ذراعيها، بقذيفة روجت الجزائر والبوليساريو زورا وبهتانا فيما بعد أنها للقوات المسلحة المغربية، ثم رحلت هذه السيدة رفقة أطفالها الخمسة دون زوجها الى اتفارتي تم الى أرض لحمادة حيث المخيمات اليوم، على متن شاحنات عسكرية جزائرية رفقة مئات الأسر الصحراوية المغربية، احتجزتهم الجزائر لتصنع منهم شعبا وهميا يحمل وثائق وهمية لجمهورية وهمية. إنها نفس الوثائق التي جعلت ابنها اليوم خارج أي وضعية قانونية سواء فوق التراب الجزائري أو خارجه، ليعيش اليوم وضعية التشرد الدولي أمام قصور مفوضية غوث اللاجئين كمنظمة دولية وصية على هكذا حالات في العالم، لتقف اليوم وقفة المتفرج على وضعية اللاهوية لآلاف الصحراويين مثله في مخيمات لحمادة، وهي نفس الوثائق التي قدمها شباب التغيير بقيادة الناجم علال قبل سنة لمفوضية غوت اللاجئين بتندوف، طالبين استبدلاها ببطاقات اللاجئ التي تضمن لهم حق التنقل و تحمل الجزائر مسؤولية ضمان الحق في العيش الكريم لهم ولذويهم، من سكن،شغل، تمدرس، تطبيب وحرية التعبير، ، وذلك وفق ما تنص عليه اتفاقيات القانون الدولي للاجئ التي وقعت عليها الجزائر عن طواعية ، لكن رد المفوضية كان دائما ولا يزال الرفض واللامبالاة، وكأن الجزائر لم تخول لها من الاختصاص في المخيمات أكثر من تنظيم برنامج تبادل الزيارات بين الضفتين، مفارقات غريبة في مفاهيم اختصاص هذه المنظمة الأممية تضاف إلى تلك التي كشف عنها، قبل شهور، شريط تورط عنصرين من فرع المينورسو بتندوف في أكبر فضيحة ، لتأطير وتحريض شباب المخيمات على "الجهاد" ضد المغرب. دائما عن رحلة معاناتها التي دامت 34 سنة، تسرد جزئا طفيفا من قصتها يختزل معاناة مسكوت عنها لنساء يعشن فوق التراب الجزائري، لم ترصدهم تقارير منظمات حقوقية على شاكلة مؤسسة كيري كيندي: "كان صعبا علي أن أربي لوحدي خمسة أطفال في المخيمات في ظروف بدت لي غربية وقاصية اعتدت عليها مع مرور السنوات عن مرارة، فكنت رفقة مجموعة من نساء المخيمات نصنع الحصير ونختلس الذهاب به إلى مدينة تندوف حتى نبيعها هناك ونطعم أطفالنا، واليوم لعنة المخيمات لم تفارقني وأنا أرى ابني بعد ثلاث سنوات من النضال و الانتظار يحتضر يوميا ليساوم بسكراته وأنفاسه المفوضية في حقوق كونية مشروعة..". وجهت الأم توفة في ختام دردشتها مع "العلم" نداء إلى كل الضمائر الحية عبر العالم، صرخت من خلالها بصوت أم مكلومة لغوث ابنها وقالت:" إن لم تجد المفوضية السامية لغوت اللاجئين حلا جادا لمصطفى اليوم وهي التي تكلفت بحالته منذ البداية، لتضعه في سجن دون جدران، من سيجرأ غدا من أهل المخيمات على أن يقول" لا " للبوليساريو والجزائر عن أي ظلم يطاله..". كما زارت »العلم « والد مصطفى الشيخ سلمى سيدي مولود الذي يوجد طريح الفراش بقسم الجهاز العصبي بمستشفى محمد الخامس بالرباط، بسبب الصغط الذي عاناه من جراء قضية ابنه المبعد في موريتانيا.