برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    الحكومة تعفي استيراد الأبقار والأغنام من الضرائب والرسوم الجمركية    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية        إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله        بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البداية والنهاية في الحرب على الأرض السورية
المواجهة الروسية الأمريكية وسياسة حافة الهاوية
نشر في العلم يوم 17 - 06 - 2013

ليلة يوم الخميس الجمعة 13 - 14 يونيو 2013 ذكر البيت الأبيض الأمريكي في بيان له إنه قد تأكد له استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، للسلاح الكيماوي عدة مرات، بما في ذلك غاز السارين على نطاق ضيق، مؤكدا أنه قرر التحرك عبر زيادة دعمه للمعارضة المسلحة، بما في ذلك توفير المساعدة العسكرية، دون اتخاذ قرار بما يتعلق بفرض منطقة حظر جوي.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن واشنطن تأكدت من استخدام السلاح الكيماوي، بما في ذلك غاز الأعصاب "سارين" وذلك "على مستويات محدودة ولعدة مرات." وأضاف البيان أن الإدارة الأمريكية: "ستزيد سرعة ومنسوب" الدعم المقدم للمعارضة.
بيان البيت الأبيض جاء بعد قليل على إعلان مصادر في الكونغرس أن الرئاسة الأمريكية أبلغت النواب بنيتها اعتبار أن نظام الرئيس بشار الأسد قد "تجاوز الخط الأحمر" مع توفر معلومات أمنية تشير إلى أن غاز السارين مسؤول عن مقتل ما بين 100 إلى 150 شخصا على الأقل في سوريا.
إدارة واشنطن في بيانها حول أعداد القتلى جراء الضربات الكيماوية قالت: "رغم أن العدد لا يشكل إلا جزءا بسيطا من إجمالي عدد القتلى الذي تجاوز 90 ألف قتيل، غير أن استخدام السلاح الكيماوي يتجاوز بوضوح الخط الأحمر الذي وضعه المجتمع الدولي منذ عقود".
في وقت لاحق، قال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، في اتصال مع الصحفيين، إن الرئيس باراك أوباما، قرر تقديم الدعم العسكري للثوار، ولكنه لم يوضح طبيعة الأسلحة التي سيقدمها لهم، كما نفى اتخاذ قرار حول إنشاء منطقة حظر جوي، وهو مطلب قديم للمعارضة السورية التي تشكو تزايد القصف الجوي لمناطقها.
المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض جاي كارني كان قد صرح يوم الخميس 13 يونيو إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع المتدهور في سوريا وأضاف أن الرئيس يبحث جميع الخيارات الممكنة والمتاحة للولايات المتحدة وحلفائها من أجل العمل في سوريا.
وأشار إلى أن أوباما يأمل مناقشة الأزمة السورية ضمن إطار قمة "مجموعة الثمانية" التي تعقد يومي 17-18 يونيو في مدينة اينيسكيلين في ايرلندا الشمالية برئاسة بريطانيا.
من جانبه، قال السيناتور جون ماكين، أحد أبرز الداعمين للمعارضة السورية في واشنطن، إن الثوار في سوريا بحاجة للصواريخ المضادة للدروع والطائرات، إلى جانب منطقة حظر جوي.
محللون غربيون أشاروا إلى أن البيان الأمريكي بالمقارنة مع المواقف والتحركات الأمريكية سواء قبل غزو العراق سنة 2003 أو حرب حلف الأطلسي على ليبيا سنة 2011 يعكس حالة إحباط نتيجة العجز عن التدخل بشكل يسمح بعكس مسار الحرب التي تدور على الأرض السورية. ويضيف هؤلاء أن المغالطة الواضحة في البيان الأمريكي هي عن قرار واشنطن تسليح القوات التي تقاتل في سوريا لإسقاط النظام حيث أنه ومنذ أكثر من سنتين تقوم واشنطن وباريس ولندن وتل أبيب مباشرة أو عبر من يعتبرهم الغرب رسميا حلفاؤه من بعض الحكام العرب والأتراك بمد هؤلاء بكل أنواع الأسلحة، إضافة إلى آلاف من المجندين الأجانب.
تقرير أمريكي نشرته صحيفة الواشنطن بوست ذكر أن قطر بمفردها أنفقت أكثر من 3500 مليون دولار لدعم خصوم نظام دمشق.
مصادر رصد أوروبية أشارت إلى أنه إذا تمت إضافة الأموال الباقية التي أنفقتها بعض دول الخليج العربي الأخرى فإن ما تم دفعه للحرب على الأرض السورية من جانب خصوم نظام بشار الأسد يتجاوز 4850 مليون دولار خلال أكثر من سنتين ونصف.
خطوة متأخرة
يوم الجمعة 14 يونيو 2013 وفي نطاق استعراض شبكة الأخبار الأمريكية "سي إن إن" لأراء الخبراء حول تصريحات البيت الأبيض أفادت أن السناتور الجمهوري، جون ماكين قال "أحيي قرار الرئيس، وأنا أقدر ذلك لكن على أوباما أن يدرك أن مجرد توريد الأسلحة لن يغير في المعادلة على الأرض أو في توازن القوى".
من جهته قال السيناتور ثورن بيري: "السؤال ما هو الشيء الذي يمكن أن يحدث فرقا حاسما الآن؟ وهل الإدارة على استعداد للقيام بذلك أم مجرد إرسال بعض البنادق والتظاهر بأننا فعلنا شيئاً بينما لن يحدث ذلك فرقا؟. ومن المهم بالنسبة لنا نظرا لوجود عدد هائل من الأسلحة الكيماوية وعلينا إدراك أن وقوع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة سوف تستخدم بالتأكيد ضد أوروبا والولايات المتحدة".
يوم الأربعاء 12 يونيو 2013 طالب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بمزيد من الضغوط من أجل دور أمريكي أقوى في الحرب التي تدور في سوريا لا يصل إلى حد إرسال قوات أمريكية. وقال كلينتون في تقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو"، إن "لا أحد يطلب إرسال جنود أمريكيين في سوريا"، أن "المسألة الوحيدة هي: الآن ومع وجود الروس والإيرانيين وحزب الله هناك، وهل يتعين علينا أن نحاول أن نفعل شيئًا لمحاولة إبطاء مكاسبهم وإعادة توازن القوى حتى تكون لهذه الجماعات المعارضة فرصة جيدة للانتصار إذا حصلت على دعم أغلبية من الشعب؟".
وفي سياق متصل، ألقت صحيفة واشنطن بوست الضوء على معركة القصير التي وصفتها بأنها مدينة إستراتيجية تربط دمشق بمنطقة الساحل على البحر المتوسط، بالإضافة إلى موانئها والقاعدة البحرية الروسية البالغة الأهمية.
وذكرت إن سقوطها يمثل تحولا إستراتيجيا حيث باستطاعة قوات الأسد الآن التقدم إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في وسط وشمال سوريا، بما فيها حلب. وأضافت أن سقوط القصير بالنسبة للثوار يمثل خسارة فادحة في الأرض والمعنويات وممر إمدادهم من لبنان.
وأشارت الصحيفة إلى أن الذي قلب ميزان المعركة هناك هو التدخل الخارجي من حزب الله وإيران، وأن هذا النصر ليس لطهران فقط ولكن لموسكو أيضا التي تساند الأسد. وفي المقابل فالخاسرون هم تركيا، الداعم الرئيسي للثوار، والأردن، الذي يغرق الآن بنصف مليون لاجئ سوري، وحلفاء أمريكا في الخليج، الذين يزودون الثوار بالسلاح والمال.
وعابت الصحيفة على الولايات المتحدة بأن رئيسها المتفرج، الذي أعلن أن الأسد يجب أن يرحل وأنه فقد شرعيته وأن سقوطه مسألة وقت فقط، لا يبدو عاجزا فقط بل ساذجا. وقالت إنه إذا كان الرئيس باراك أوباما لا يريد الزج بقوات أمريكية فهذا أمر جيد، لكن بين العدم والغزو تكمن تدابير متوسطة كثيرة، بينها تسليح الثوار ومساعدة تركيا في الحفاظ على منطقة آمنة في شمال سوريا وسحق قوة الأسد الجوية بمهاجمة المطارات وصعودا حتى تعزيز منطقة حظر طيران بتدمير أنظمة الدفاع الجوي للنظام.
ونبهت الصحيفة إلى أن انسحاب أمريكا من المشهد يشكل فراغا يدعو إلى تدخل خارجي عدائي، وقالت إن دور القوة العظمى في أي صراع إقليمي هو الردع.
حلب والقصير
في نفس التوقيت وفي تعبير عن حالة الانتكاسة التي يواجهها خصوم نظام دمشق، ذكرت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس 13 يونيو 2013 انها تخشى أن يتكرر ما حدث في بلدة القصير السورية في مدينة حلب مما يقوض محاولات التفاوض من اجل السلام.
وقالت بيلاي لتلفزيون رويترز "أخشى أن يحدث ما حدث في القصير في حلب. كل التقارير التي أتلقاها هي عن زيادة الموارد والقوات من جانب الحكومة". وأضافت "هذا ليس بسيناريو او مسرحا مناسبا للتفاوض في هذه المرحلة. هل تبدأ التفاوض مع اناس عازمين على الخروج كمنتصرين من صراع سمته العنف".
وسط هذه الضجة والجدال صرح رئيس لجنة السياسة الخارجية بمجلس النواب الروسي ميخائيل مارغيلوف في حسابه على موقع تويتر "إن المعلومات عن استخدام نظام الأسد لأسلحة كيمياوية جرى تلفيقها بنفس الأسلوب الذي لفقت فيه الأكاذيب بشأن أسلحة الرئيس العراقي صدام حسين للدمار الشامل".
وأضاف مارغيلوف إن على الأمم المتحدة ألا تماطل في التحقيق بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا". يشار إلى أن تقارير أممية أشارت قبل أسابيع أن القوات التي تقاتل ضد سلطات دمشق هي التي استخدمت موادا كيمياوية في القتال.
وحسب وكالة الانباء الألمانية "د ب أ" وبتاريخ 6 يونيو 2013 قال خبير في الأمم المتحدة إنه لا يوجد حتى الآن أدلة قاطعة على ما تردده عدة أطراف بشأن استخدام دمشق لغاز الأعصاب "سارين". وذكر الخبير السويدي في الأسلحة الكيميائية، أكي سيلشتروم، في بيان نشرته الأمم المتحدة في جنيف، إن المعلومات الفرنسية في هذا الشأن لا تقدم أدلة كافية.
يذكر أن الأمين العام للامم المتحدة، بان كيمون، عين سيلشتروم رئيسا لمجموعة من الخبراء تختص بالتحقيق في اتهامات استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
سراب أم تهديد
في هذه الأثناء نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين غربيين وصفتهما بالكبيرين في تركيا قولهما إن الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر جوي محدودة من حيث الزمن والمساحة في سوريا يحتمل أن تكون بالقرب من الحدود الجنوبية مع الأردن وذلك لمساعدة المعارضة السورية هناك. يذكر أن القوات الأمريكية وفي نطاق مناورات عسكرية أطلق عليها إسم "الأسد المتأهب" إنطلقت في الأردن يوم 9 يونيو 2013 وإنتهت يوم 20 يونيو، بمشاركة 8 آلاف عسكري من 19 دولة أجنبية وعربية، أبقت على جزء من وحداتها مرابطة في المنطقة.
وقد شارك في المناورات حوالي 4500 جندي أمريكي، ونحو 3 آلاف جندي من القوات المسلحة الأردنية، وما يقارب 500 عنصر فقط من الدول المشاركة الأخرى.
واشنطن ذكرت في حينها أن القوات الأمريكية الخاصة من الفوج أل 75 من "فرقة رينغرز"، أجرت تداريب على استخدام منظومات صواريخ "باتريوت" وطائرات ف 16 للتعامل مع الضربات الكيماوية في حالة "لجوء نظام الأسد لاستخدامها".
التلويح الأمريكي غير المباشر بفرض منطقة حظر جوي يقدره بعض المحللين ببالون إختبار، فرنسا قالت إنه من غير المرجح إنشاء منطقة حظر جوي فوق سوريا في الوقت الحالي بسبب معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو للصحفيين "المشكلة مع هذا النوع من الإجراءات هو أنه لا يمكن تنفيذه بدون موافقة المجتمع الدولي".
وأضاف المسؤول الفرنسي أن هناك حاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي وليس أي قرار، مشيرا إلى أنه يجب إصدار قرار بموجب الفصل السابع يجيز القيام بعمل عسكري، وأن من غير المرجح الموافقة عليه مشيرا ضمنيا إلى الفيتو الروسي الصيني. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قد تحدث من جانبه بعد معركة القصير عن ضرورة منع تقدم القوات السورية نحو حلب، وحذر من أنه إذا لم يكن هناك توازن على الأرض فإن مؤتمر جنيف2 لن يعقد لأن المعارضة السورية لن تشارك فيه.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من جانبه قال إن "تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا".
وأضاف في ختام مباحثاته مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا في ريو دي جانيرو أن موقف المعارضة السورية يشير إلى أنها لن تحضر المؤتمر قبل استعادة التوازن العسكري، "لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار فلن يعقد هذا المؤتمر أبدا".
داخل تكتل حلف "الناتو" استمر الخلاف الناجم عن رفض ركوب القطار الأمريكي للتصعيد ولو كلاميا فقد أعلنت ألمانيا أنها "أخذت علما وتحترم" القرار الأمريكي بدعم مقاتلي المعارضة في سوريا عسكريا، لكنها أكدت أنها لن تسلمها أسلحة. وقال المتحدث بإسم الحكومة ستيفن سيبرت "لن تسلم ألمانيا أسلحة لسوريا. لا يحق لألمانيا تسليم أسلحة إلى بلد يشهد حربا أهلية".
تحول في مسار المواجهة
جاء في تقرير لوكالة فرانس برس نشرته يوم الأربعاء 5 يونيو 2013: تعد سيطرة القوات السورية وحزب الله اللبناني على مدينة القصير الاستراتيجية مكسبا مهما لنظام الرئيس بشار الأسد يعزز موقعه التفاوضي في مرحلة التحضير لمؤتمر دولي حول سوريا، ونكسة للمعارضة تضعف معنويات مقاتليها، بحسب ما يقول محللون.
وقد أبرزت معركة القصير الدور الرئيسي لحزب الله إلى جانب النظام في القتال الميداني، وهو ما يتوقع المحللون استمراره طالما احتاج النظام إلى خبرة مقاتلي الحزب في حرب الشوارع، في ظل قرار حاسم من حلفاء دمشق بمنع سقوط النظام.
ويقول الخبير في معهد بروكينغز للدراسات في الدوحة شادي حميد ان لاستعادة النظام السيطرة على القصير "تأثيرا مهما. انها تاكيد لما كنا نراه منذ فترة لجهة ان النظام يكسب على الارض في مواجهة المسلحين، وتزداد ثقته بنفسه. في المقابل، الأمر له تأثير سلبي على معنويات المسلحين الذين يعانون من انقسامات داخلية ويخسرون على الارض".
ويضيف "خلال العامين الماضيين، تعامل الغرب وخصوم ساسة دمشق مع سقوط النظام وكأنه أمر لا مفر منه، لكن أعتقد ان ما تؤكده القصير هو ان سقوط النظام ليس حتميا".
ويرى حميد ان هذه السيطرة "مهمة من الناحية النفسية، ليس فقط بالنسبة إلى دمشق بل أيضا بالنسبة إلى المجتمع الدولي". ويضيف "في أي مؤتمر سلام او مفاوضات سياسية، تضع هذه السيطرة النظام في موقع أفضلية، وتوفر له رافعة اضافية".
ويرى الخبير العسكري في مركز "اينغما" للدراسات ناجي ملاعب ان النظام يسعى الى "ان تكون المدن الرئيسية، اي حمص في الوسط وحلب في الشمال ودمشق نظيفة من خصومه قبل الاجتماعات الدولية".
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس سود خطار ابو دياب ان النظام "يعطي الآن الانطباع بأنه قوي جدا لأنه يستطيع بسط سيطرته من دمشق إلى آخر الساحل".
ويقول حميد "انها ضربة قاسية ورمزية... بالنسبة الى معنويات مقاتلي المعارضة". بينما يشير ملاعب الى ان القصير "كانت طريق امداد للمعارضة السورية المسلحة" من مناطق في شمال لبنان وشرقه.
الا ان الخبراء يؤكدون ان معركة القصير وان كانت تعطي النظام أفضلية ميدانية، لن تؤثر في حسم وجهة النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011
ويقول أبو دياب ان خسارة القصير "لا تعني نهاية الطريق. في فبراير 2012، ظن النظام السوري ان معركة بابا عمرو وهو الحي الذي شهد معركة حظيت بتغطية عالمية تعني نهاية الوضع والانتصار الحقيقي، ولم يكن ذلك صحيحا. سقوط القصير سيجعل المعارضة السورية اكثر راديكالية، وسيكون هناك ابتعاد عن العمل السياسي والمزيد من العسكرة".
ويضيف "اعتقد ان مؤتمر جنيف 2 أصبح مهددا بشكل هائل. لا أظن أن مسالة القصير ستسهل عقد جنيف 2 بل ستعقد الأمور أكثر".
الباحث والمحلل الاستراتيجي السوري تركي الحسن قال في تصريحات خاصة لوكالة "شينخوا" الصينية بدمشق تعليقا على إعادة السيطرة الكاملة على مدينة القصير وتوقيتها الزمني إن "ما أنجز في القصير موضوع هام جدا، والقصيرة بالذات لها طبيعة خاصة في الحرب التي تشن على بلدنا منذ أكثر من عامين".
وأضاف الخبير العسكري الحسن إن "القصير كانت على الحدود السورية اللبنانية وهي عبارة عن مركز استقطاب وتجهيز وإرسال الإرهابيين إليها، والتسليح والتسفير والتوزيع على محافظتي حمص وحماة، ثم إلى ريف دمشق والى دمشق في الغوطتين"، مؤكدا أن "أهمية ما أنجز اليوم إننا أغلقنا هذه المسألة، وهذه النافذة المهمة للمسلحين".
وبدوره اعتبر الباحث والمحلل الاستراتيجي العسكري اللواء سليم حربا أن الجيش السوري أصبح في واقع مطمئن جدا بعد الانجاز الذي حققه في القصير، مشيرا إلى أن الذين تضرروا من انجاز القصير هم في المعسكر الذي يضم أمريكا واسرائيل الذي كان يعول على التجمع الإرهابي في القصير.
وقال الباحث العسكري السوري حربا لوكالة "شينخوا" بدمشق إن "ما حققه الجيش السوري في القصير هو تحول استراتيجي في إعادة السيطرة على الأرض" ، مؤكدا أن هذا الانجاز سيعجل بانهيار الإرهاب، لافتا إلى أن هذا الشيء سيغير مواقف بعض الدول الغربية تجاه حل الأزمة السورية.
وأضاف اللواء سليم حربا إن "سوريا تذهب إلى المؤتمر الدولي في جنيف وهي ممسكة بزمام الأمور على الأرض وتمتلك موازين القوة ميدانيا وسياسيا"، مؤكدا ان هذا التصعيد لتقزيم ما جرى اليوم من قبل بعض الدول والتصعيد على المستوى الإعلامي والسياسي والاتهامات والأكاذيب تأتي لتشكل حالة ضغط على سوريا ليحصلوا على مكاسب سياسية ما عجزوا عنه بالعسكرة خارجيا وداخليا.
وأضاف حربا إن " المؤتمر الدولي في جنيف وموافقة الدول على عقده هو حل لمأزقهم بعد فشل مشروعهم العسكري ومشروع الإرهاب وليس لحل مشكلة الشعب السوري".
واعتبرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، أن النصر الذي حققته في القصير بريف حمص مؤخرا يعتبر "رسالة واضحة" إلى جميع المشاركين بالعدوان على سوريا وعلى رأسهم إسرائيل وعملائها. وأشارت إلى أنها حصلت على "وثائق" تثبت تورط جهات عربية وإقليمية وأجنبية في سوريا، مبينة أنها "قيد الفحص والتدقيق، وسيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب".
ومن جانبه اعتبر صفوان عكاشة عضو هيئة التنسيق الوطنية المعارضة في الداخل أن ما حصل في القصير"لا يعتبر نصرا" ، داعيا إلى وقف كل المعارك على امتداد ساحات سوريا من قبل طرفي النزاع.
تقرير وضعته مصادر رصد أوروبية غربية في دولة عارضت منذ مدة كل خطط التسليح سواء متوسطة أو مكثفة للمسلحين في سوريا أو التدخل بواسطة المجندين الأجانب والقوات الخاصة في الأزمة، أفاد أن الجيش السوري في غيبة أي تدخل عسكري خارجي كثيف في طريقه لكسب الحرب. ويضيف التقرير أنه لو عقد مؤتمر جنيف 2 وهو أمر صعب إن لم يكن مستبعدا جدا، فإنه سيكون شبيها إلى حد كبير مع مؤتمر باريس حول الفيتنام والذي أنتهى في 27 يناير 1973 بإتفاق قدرت واشنطن أنه يكفل لها إنسحابا مشرفا وأنهى أطول حرب في التاريخ الأمريكي.
إسرائيل والتدخل المباشر
يوم الاثنين 10 يونيو 2013 اعتبر وزيرالشؤون الدولية والاستراتيجية والاستخبارات الاسرائيلي يوفال ستاينيتز ان الرئيس الاسد يمكن ان ينتصر في النزاع. وذكر الوزير الاسرائيلي امام جمعية الصحافة الاجنبية "هذا الأمر قد يكون ممكنا، الأسد يمكنه ان ينتصر، اعتقد ان هذا ممكن". واضاف "في هذه المرحلة من النزاع، اذا لم تحرز المعارضة تقدما ونجح النظام في الصمود والحصول على دعم قوي جدا يمكنه ان يبقى في نهاية الامر".
وعلى الرغم من أن أعضاء آخرين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سرعان ما تنصلوا من هذا الرأي فإنه عكس الصعوبات التي تواجه اسرائيل والدول الغربية في التكهن بمصير سوريا.
وسئل يوفال شتاينيتز وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والمخابرات خلال إفادة مع صحفيين اجانب عما إذا كانت النجاحات التي حققتها قوات الأسد في الآونة الأخيرة في مواجهة مقاتلي المعارضة إيذانا بانتصار الزعيم السوري فقال "كنت أفكر دائما في أن اليد العليا ربما كانت في النهاية للأسد".
وشتاينيتز ليس عضوا في الحكومة الأمنية المصغرة لكنه على علم بأحدث المعلومات المخابراتية وله كلمة مسموعة لدى نتنياهو. وقال إن حكومة الأسد "ربما لا تبقى فحسب بل وربما تستعيد أراضي" من مقاتلي المعارضة.
ولقيت تصريحات شتاينيتز فتورا لدى وزارتي الدفاع والخارجية.
وقال دبلوماسي اسرائيلي لرويترز طلب عدم نشر اسمه "هذا موقف شتاينيتز الشخصي بناء على ما بلغه من معلومات.. أو بالأحرى فلنقل معلومات خاطئة".
يذكر أنه في يونيو 2011 بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء الازمة السورية توقع وزير الدفاع الاسرائيلي في ذلك الحين ايهود باراك سقوط الأسد "خلال أسابيع".
وبعد شهور وتحول الانتفاضة إلى صراع مسلح دولي قال مسؤول اسرائيلي رفيع إن باراك كان يحاول التعجيل بالأمر وتشجيع خصوم الأسد على الإسراع بالإطاحة به وهي نتيجة كانت تعتبرها اسرائيل حتمية في ذلك الوقت.
وشاركت تل أبيب بشكل علني في الحرب ضد نظام دمشق حيث نفذت ثلاث غارات جوية على الأقل على مواقع سورية وصفتها مصادر مخابراتية بأنها تضم أسلحة متقدمة كانت في طريقها إلى حزب الله. وأكدت مصادر رصد ألمانية أن الجيش الإسرائيلي قام بشكل منتظم بإرسال أسلحة لخصوم النظام ونقل معلومات إستخبارية عن تحركات الجيش السوري النظامي كما سمح لمقاتلين معارضين بالمرور عبر الجولان المحتل لمهاجمة المواقع السورية شمال خط وقف إطلاق النار، زيادة طبعا على ما أعلن عن استقبال المستشفيات الإسرائيلية للجرحى الذين سقطوا في القتال ضد الجيش السوري.
روسيا تعيد الحقبة السوفيتية إلى البحر المتوسط
إذا كان البيت الأبيض والساسة في لندن وباريس الأكثر ضجيجا في تصريحاتهم بشأن إحتمالات التدخل العسكري العلني في سوريا، فإن الطرف الأقوى في مساندة سلطات دمشق أكثر كتمانا ولكنه أشد في تحركاته.
يوم الخميس 6 يونيو 2013 أعلنت روسيا إنها أرسلت وحدة بحرية إلى البحر المتوسط في خطوة قال الرئيس فلاديمير بوتين إنها للدفاع عن أمن روسيا لكنها تأتي في وقت تدخل فيه موسكو في مواجهة مع الغرب بسبب سوريا.
وقال رئيس الأركان الروسي إن روسيا أرسلت 16 سفينة حربية وثلاث طائرات هليكوبتر تقلع من السفن لتتمركز في البحر المتوسط في أول انتشار دائم لبحريتها في المنطقة منذ عهد الاتحاد السوفيتي.
وذكر بوتين إن الهدف من هذه الخطوة ليس "قرع طبول الحرب" ولا تهديد أي دولة، وأضاف "هذه منطقة لها أهمية استراتيجية ولدينا مهام ننفذها لتوفير الأمن الوطني للاتحاد الروسي".
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من إعلان موسكو أنها تعتزم استئناف دوريات تقوم بها غواصات مزودة بأسلحة نووية في البحار الجنوبية في إطار جهد اوسع نطاقا لبوتين لتجديد القوة العسكرية الروسية.
ويؤكد بوتين أهمية وجود جيش قوي منذ عودته إلى رئاسة روسيا. وكثيرا ما أشار طوال 13 عاما منذ وصوله للسلطة إلى تهديدات خارجية عندما يتحدث عن الحاجة إلى قوات مسلحة خفيفة الحركة والوحدة السياسية للروس.
التحرك الجديد للإسطول الروسي جاء بعد أن أجرت موسكو خلال شهر مارس 2013 مناورات بحرية واسعة النطاق قرب السواحل السورية واللبنانية، وهو ما اعتبره الغرب استعراضا للعضلات وتحذيرا من أن أي تدخل جديد ضد سوريا سيواجه برد روسي عسكري.
مصادر إعلامية نقلت عن مراكز استخباراتية أمريكية وإسرائيلية أن البحرية الروسية في المتوسط رصدت برادارتها الموجهة للصواريخ المختلفة الطائرات الإسرائيلية كلما اقتربت من المجال الجوي السوري ولو بقيت فوق الأراضي الخاضعة لإسرائيل وهو ما ترجمه المسؤولون في تل أبيب وواشنطن على أنه تهديد مباشر بالضرب.
مواجهة بين تل أبيب وموسكو
يوم الثلاثاء 11 يونيو 2013 قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت' العبرية نقلاً عن مصادر سياسية وأمنية رفيعة المستوى في تل أبيب إنه عندما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرئيس السوري، د. بشار الأسد، فإنه عمليا كان يقصد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتابع المحلل للشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، قائلاً إن تهديد الأسد بفتح جبهة مقاومة ضد الدولة العبرية من هضبة الجولان العربية السورية المحتلة تؤرق صناع القرار في الدولة العبرية، ولكن ما يقض مضاجعهم، في المستويين السياسي والأمني في الفترة الأخيرة هو السياسة الروسية في الأزمة السورية، على حد قول المصادر عينها.
ونقل فيشمان عن المصادر قولها إن السياسة الروسية في سوريا هي إحراق الأكثر، فهم يقومون بقذف أعواد الثقاب إلى البرميل المندلع أصلاً، ولا يعيرون إسرائيل أي اهتمام، كما أكدت المصادر إن موسكو تقوم بتدمير الخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة الإسرائيلية أمام دمشق، وذلك عن سبق الإصرار والترصد، كما أنهم يقومون بالمس، مسا سافرا بالمصالح الإسرائيلية، ولا يعيرون اهتماما بالمرة لتداعيات هذا الأمر، على حد قول المصادر الإسرائيلية. ورأت المصادر أنه على الرغم من المحاولات المتكررة لسبر غور السياسة الروسية تكللت بالفشل، ذلك أن الإسرائيليين لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد الأضرار التي تخطط روسيا لإلحاقها بالدولة العبرية، وإلى أي مدى سيواصلون الروس مساعيهم ضد تل أبيب، وليس صدفةً، شددت المصادر عينها، على أن رئيس الوزراء نتنياهو، قام خلال الفترة الأخيرة بإجراء مكالمتين هاتفيتين مع الرئيس الروسي بوتين، لافتةً إلى أنه خلال المحادثتين قام نتنياهو بتوجيه رسائل سرية لبوتين، في ما قام الأخير بتوجيه رسائل سرية أيضا لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه عندما يتحدث صناع القرار عن أعواد الثقاب التي يقومون الروس برميها في سوريا، فإنهم لا يقصدون بذلك منظومة الصواريخ من طراز إس300 التي يتلذذ الروس في الحديث عنها جهارا ونهارا، بل أن الحديث يجري عن قضايا أخرى، ففي مطلع السنة الجارية قامت إسرائيل، بحسب المصادر الأجنبية بمهاجمة قافلة من الصواريخ ضد الطائرات من طراز أس.أي17، لافتًا إلى أن الروس عندما قاموا بوضع هذه الصواريخ على رصيف ميناء طرطوس السوري، كانوا على يقين بأن وجهة الأسلحة ستكون لبنان، أيْ أنهم، بحسب المصادر في تل أبيب، كانوا على علم وعلى دراية بأن الصواريخ ستصل إلى حزب الله اللبناني، واعتقد العديد من صناع القرار في تل أبيب أنه إذا تمت عملية تدمير الصواريخ، فإن الروس سيفهمون الرسالة وسيتوقفون عن المس بالمصالح الإسرائيلية، ولكن أملهم خاب، ذلك أن الروس يواصلون حتى اليوم تزويد سورية بالأسلحة والعتاد العسكري من الطراز الثقيل، مع أنهم يعلمون علم اليقين بأن هذه الأسلحة ستصل عاجلاً أمْ أجلاً، إلى حزب الله في لبنان، وقال المحلل أيضا إن الروس يقولون عمليا لإسرائيل: ماذا ستفعلون؟ ستضربون مرة أخرى، فلنراكم.
وأكد المحلل فيشمان، نقلاً عن المصادر ذاتها، على أن الطلبات والشكاوى التي توجهها إسرائيل لروسيا، وللرئيس بوتين تحديدا تنزل على آذان صماء، ذلك أن الدب الروسي، بحسب المحلل، يشم رائحة الضعف، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقف إلى جانب إسرائيل باتت ضعيفة جدا في منطقة الشرق الأوسط، والروس لا يأخذون تهديداتها على محمل من الجد، لا في الملف النووي الإيراني ولا في الأزمة السورية، على حد تعبيره.
وساق المحلل الإسرائيلي قائلاً إن الثقة بالنفس التي يتحلى بها الروس في الآونة الأخيرة تم ترجمتها على أرض الواقع عندما اقترحت موسكو إرسال 400 من جنودها ليحلوا مكان قوة الإندوف أي قوة الأمم المتحدة في الجولان، التي انسحبت منها النمسا، وأضاف المحلل قائلاً إنه عندما قيل للقيصر الروسي بوتين إن هذا الاقتراح يتناقض مع المعاهدات والمواثيق الدولية رد بحزم قائلاً إن هذه الأمور كانت سارية المفعول خلال الحرب الباردة، وليس في هذا الوقت، وبالتالي يجب العمل على تغييرها.
علاوة على ذلك، قال المحلل فيشمان إن بوتين لم يكتف حتى الآن بتحدي الدولة العبرية في القضايا التي ذكرت أنفًا، فمنذ بداية شهر يونيو 2013 تقوم أكثر من عشرين سفينة حربية روسية بالعمل في البحر الأبيض المتوسط، علاوة على المقاتلات الحربية التي ترافقها. وخلص المحلل إلى القول إن التعالي والكبرياء الروسيين أصابا الرئيس السوري الأسد، الذي بدأ هو الآخر بالتهديد، وتساءل: ماذا يفعل نتنياهو؟.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.