هدد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي يسيطر عليه نشطاء إسلاميون مقربون من جماعة الاخوان المسلمين بمقاطعة انتخابات أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية التي تجرى بعدغدا في حالة عدم تأجيل تاريخها و في المقابل تمسكت إدارة المجلس الذي يرأسه المغربي محمد موسوي باجراء الاقتراع كيفما كانت الظروف . و يتزامن الفصل الحديد من فصول الصراع المرير حول تمثيلية مسلمي فرنسا مع دخول الجزائر الرسمية مرحلة متقدمة من التعبئة و التجييش لإحداث انقلاب أبيض على مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية و الفوز بمنصب رئيس المجلس في شخص مرشحها المقرب دليل أبو بكر الذي يشغل في نفس الوقت عميد مسجد باريس . و حشدت الحكومة الجزائرية خلال الأشهر الماضية مسؤولي تمثيليات المسلمين الفرنسيين من أصول جزائرية لدفعهم الى التصويت على قائمة مسجد باريس ،و الحصول على أغلبية أعضاء المجلس الذي أنشىء قبل عشر سنوات برعاية نيكولا ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية والذي يضم جمعيات اسلامية من مختلف الاتجاهات، مقربة الى حد ما من الدول الاصلية لمؤسسيها وتتنازع تأييد حوالى مليونين الى ثلاثة ملايين مسلم. ويرأس المجلس اليوم محمد موسوي نائب رئيس تجمع المسلمين في فرنسا »المقرب من المغرب«. وقرر مسجد باريس المشاركة في انتخابات مجلس الديانة الفرنسي بعد نجاح مسؤوليه في فرض عدة تعديلات جوهرية لأنظمته تغير شروط ومعايير المشاركة في الانتخابات التي يجرى شوطها الأول غدا السبت . و كان دليل أبو بوبكر الذي يعد أول رئيس معين للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية قد أعلن السنة الماضية انسحاب ممثلين اثنين لمسجد باريس الكبير من المكتب التنفيذي لهذه الهيئة المؤلفة من 15 عضوا. و قد بادر حينها وزير الداخلية الفرنسي الأسبق مانويل فالس، الى القيام بدور وساطة لتقريب وجهات النظر بين مجلس الديانة الإسلامية الذي يترأسه المغربي محمد موسوي ، ومؤسسة مسجد باريس المقربة من الجزائر. و كانت الجمعيات المنضوية تحت لواء مسجد باريس الكبيرقد قاطعت قبل سنتين انتخابات تجديد الهيئات الاقليمية والوطنية للمجلس . واتهم حينها دليل بوبكر المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية بانه "حاول التقليل من مساحة ونفوذ مسجد باريس الكبير". و قد أعلن بلاغ للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية أن 868 مركز للعبادة قد سجل بلائحة الناخبين الذين سيشاركون في إقتراع الغد بزيادة بنسبة 24 في المائة مقارنة مع الكتلة الناخبة لانتخابات يونيو 2011 . و أبرز البلاغ الذي وقعه رئيس المجلس محمد موسوي أن صيغة الانتخابات الجديدة و التي ستشرف عليها 25 لجنة جهوية متفرعة عن اللجنة الوطنية المركزية من شأنها تلبية حاجيات مسلمي فرنسا (البالغ عددهم قرابة ستة ملايين نسمة ) و تحقيق التناوب في حكامة هياكل المجلس . و كان رئيس المجلس الحالي الفرنسي من أصول مغربية ، محمد موسوي قد أعيد إنتخابه قبل سنتين على رأس المجلس لولاية ثانية »2011 -2014« . وجرى إعادة انتخاب الموساوي (49 سنة) حينها وهو أستاذ جامعي لمادة الرياضيات، كمرشح وحيد من دون أي مفاجأة، بعد تصدر تجمع مسلمي فرنسا الذي يمثله، للانتخابات الجهوية للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية . و قد وافق حينها المجلس الاداري للمجلس على تعيين عمدة مسجد باريس دليل أبو بكر المقرب من دوائر القرار بالجزائر رئيسا شرفيا لذات الهيئة على الرغم من أن الجمعيات المقربة منه كانت قد قاطعت إنتخابات أعضاء مجلس الديانة الفرنسية التي بوأت نتائجها تجمع مسلمي فرنسا الذي يقوده موسوي صدارة اللوائح المتنافسة . الى ذلك إستبقت الصحف الجزائرية المقربة من مراكز القرار نتائج عملية الاقتراع التي تجري ابتداء من الغد و أكدت أن نتائج عمليات سبر الآراء في فرنسا حول انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قد أكدت أن الجزائر تملك حظوظا في افتكاك رئاسة الهيئة الفرنسية و إنتزاعها من مرشح المملكة المغربية علما أن الرباط لم تعلن الى حد الساعة عن مرشحها لذات المنصب . يشار الى أن الجزائر عارضت فيما سبق انتخاب مغربي على رأس مجلس الديانة الفرنسية بعد أن ظل هذا المنصب حكرا على دليل أبو بكر لسنوات بمسطرة التعيين المباشر و عبأت كافة وسائلها و إمكانياتها لقطع الطريق أمام أي مرشح مغربي راغب في تولي هذا المنصب مستقبلا و قد شهدت الأشهر الماضية تعبئة و تحركات لوزراء و مسؤولين حكوميين و ديبلوماسيين جزائريين لتوفير أرضية حظوظ وافرة لمرشح الجزائر لمنصب رئيس المجلس و الحد من الانتصار الانتخابي الذي حققته تجمع مسلمي فرنسا الذي يؤطر المسلمين الفرنسيين ذوي الأصول المغربية .