كالعادة و خلال افتتاح موسم الانتاج بمعمل كوزيمار باولاد عياد »إقليم الفقيه بن صالح « ، وعلى مدى أسبوعين تدفق العشرات من أبناء المنطقة لطلب العمل ، لكن أغلبيتهم لم يتمكنوا من ذلك لأن الزبونية و المحسوبية و التهميش و الإقصاء ،ظلت هي اللغة السائدة ، و على إثر ذلك تجمهر العشرات من الشباب على مقربة من بوابة المعمل ، و تدخلت القوات العمومية لتفريقهم بغية فسح المجال للشاحنات لولوج البوابة ، بعد نفاد المادة الخام عن المعمل بسبب إقفال المعتصمين للمدخل ، و قد أسفر التدخل الأمني العنيف عن إصابات واعتقالات في صفوف المحتجين و حول المنطقة المقابلة للمعمل إلى مسرح غليان شبابي . ويوجه المهتمون بالميدان الفلاحي انتقادات لاذعة للسياسة الممنهجة و المألوفة التي تنهجها الإدارة عند بداية كل موسم و تتحول الشعارات الغوغائية إلى وهم و سراب و متاعب ، خصوصا للفلاحين الصغار بمباركة ممثليهم و خصوصا جمعية منتجي الشمندر السكري المستفيد الأول من الاختلالات و التي تدر مبالغ مالية مهمة تقول مصادرنا أنها تستخلص درهمين عن الطن الواحد و تستغل هكتارات لهذا الغرض . أما المعمل فإن موسم الانتاج يدر عليه أكثر من 70 مليار سنتيم خلال ثلاثة أشهر من العمل ، وظلت صيحات العاملين ، و الساهرين على المنتوج في ضيعاتهم حبرا على الهواء ، الشيء الذي دفع العديد من المتضررين إلى الامتناع عن غرس الشمندر السكري . و في غياب التحفيزات يقول أحد الفلاحين ، أن المشكل الأساسي يكمن في ثمن الكيلوغرام الواحد من الشمندر الذي يظل هزيلا و مستقرا ، بيد أن ثمن الجزرمثلا يتجاوز ثمن المادة الحيوية أضعافا ، و هنا بيت القصيد ، ومن بين الاختلالات في مصنع كوزيمار بأولاد عياد هيمنة أطر سابقة استفادت من المغادرة الطوعية على الخدمات ، و أنشأت شركات يطلق عليها شركات المكننة لزرع واستخراج ونقل الشمندر السكري و توفير آليات لزرع الشمندر السكري ، وأخرى تقوم باستخراج ، واقتلاع هذه المادة ، وتوفير وسائل لنقل الشمندر من ضيعات الإنتاج صوب معمل التصنيع عملا بالمقولة الشائعة ، »' خيرنا ما يديه غيرنا« ،' و يستغل البعض مكانتهم لخلق الامتياز لزبنائهم من المنتجين ، على حساب البعض الآخر ، أما ما كانت تقدمه إدارة المعمل من خدمات داخل الضيعات كفتح المسالك فإنها توقفت بالمرة ، دون الحديث عن مشاكل يتعرض لها سائقو الشاحنات المكلفة بالنقل مما يستدعي فتح تحقيق حول خبايا أمور عديدة أمام ضعف نسبة المستفيدين العاطلين الغير المحضوظين الذين يتمكنون بطريقة أو بأخرى من الاستفادة من أيام معدودة من العمل الموسمي .