إذا كانت المخدرات ظاهرة مقلقة أبانت أرقام متصلة بها أنها معضلة اجتماعية واقتصادية، فإن تناول الشيشة أو تعاطيها لا يقل عنها أهمية وبالأرقام دائما. فبالنسبة للمخدرات معطيات وزارة العدل أوضحت أن نزلاء المؤسسات السجنية المتابعين في ملفات المخدرات يصلون 25 في المائة، وبرسم سنة 2012 تم اعتقال 30 ألف شخص بسبب هذه الجرائم، بينما يوجد 10 آلاف شخص في حالة فرار. وزارة الداخلية بدورها كشفت الاثنين الماضي بمجلس النواب عن معطيات تخص ظاهرة تدخين الشيشة التي وصفها أحد أعضاء مجلس النواب بأنها دخيلة على المجتمع المغربي الذي لم يكن له صلة بها إلا عبر الأفلام المشرقية. وفي الوقت الذي اعتبر فيه وزير الداخلية أن ظاهرة تدخين السجائر بدورها دخيلة على مجتمعنا قال إن 3304 شخص اعتقلوا سنة 2012 بسبب الشيشة ضمنهم 402 من النساء و45 من القاصرين موازاة مع ذلك تم حجز 12 ألف و 394 نرجيلة بأماكن عمومية و6 أطنان مما يشتهر في أوساط المدمنين والمروجين بالمعسل. وأبرز وزير الداخلية أن ظاهرة الشيشة تعرف انتشارا وهي تنطوي على مخاطر وأسباب الإصابة بعدة أمراض وتلويث الأماكن وإزعاج المحيط، وفي ظل عدم وجود تشريع قانوني متصل بالظاهرة، فإن المتابعات يتم تكييفها انطلاقا من قانون التبغ لملاحقة الأشخاص بتهمة تقسيط المعسل وبيعه، كما يتم اعتماد عمليات تحسيسية في المدارس والأندية والعلب الليلية والفنادق لتقليص انتشار هذه الظاهرة، مضيفا أن المخالفات المعتمدة تصل عند تكرار فعل تقديم الشيشة لرواد هذه الفضاءات إلى سحب الرخص من أرباب المقاهي والمحلات العمومية. مجلس النواب دق ناقوس الخطر من خلال التنبيه إلى وجود مواد مسببة للسرطان، وأن انتشارها بعدما كان مقتصرا على شاطئ عين الذياب ومحاور معروفة في الدارالبيضاء ومراكش، أصبح يهم كل مناطق المغرب من الشمال إلى الجنوب، ودعا في هذا الإطار إلى تفعيل قانون منع التدخين في الأماكن العمومية وظهير زجر جرائم المساس بالسلامة الصحية للأمة.