انتقدت الممثلة فاطمة وشاي في برنامج إذاعي، التوجه لدى بعض المخرجين، الذين يلجأون إلى تعرية الفتاة أو المرأة، والسماح بالتقبيل المكشوف، والمشاهد الخالية من أي وقار واحترام للتقاليد المغربية، والأسر عندنا تتابع هذا الأفلام صحبة أبنائها، اعتقادا منها أن المشاهد ستكون تربوية، وذات فائدة. لاتمس بأخلاق نشأنا عليها حتى تفاجأ بلقطة خليعة، أو بمشهد لا يخلو من إثارة، سواء كانت مرتبطة بالجنس، أو بلحظات ماجنة، متضمنة لنساء تدخن أو يحتسين الخمر، أو تبرز محظورات جسمها. تعتبر السينما مرآة لعكس الواقع المجتمعي، ووسيلة لإصلاح الأمراض الاجتماعية والسياسية، بأشكال وصيغ مختلفة.. وهذا مفهوم بسيط يعرفه كل السينمائيين، وفي المغرب يتجه بعض المخرجين منذ سنوات في بعض أعمالهم، إلى تناول مواضيع لها ارتباط بالجنس والشذوذ الجنسي، والإباحة، وغيرها، ولا تبدو من تناولها طريقة مثلى للعلاج. إلا أنهم يعتقدون أن الولوج لمثل هذه الطابوهات، فيه جرأة تمنحهم التميز، والشهرة من خلال الانتقاد أو الجدال الذي يخلفه العمل المقدم لجمهور الشاشة بهدف تسريع وتيرة الشهرة.. الممثلة فاطمة وشاي لم تنطلق من فراغ، وهي ابنة الميدان، وتعرف ماذا يجري بالكواليس، وما يعرض من سيناريوهات، وهو موقف وجد آراء مساندة، لكن عارضته الممثلة لطيفة أحرار، التي لم تجد ما يمنع من إنجاز مثل تلك الافلام، باعتبارها يدخل في خانة الحرية الشخصية، والانفتاح والجرأة، وهي من أقامت الدنيا وأقعدتها، بعرضها المسرحي المثير، والكل يعرف ما جره عليها من مواقف وانتقادات. نحن نريد أن نرى سينما مغربية تعالج الواقع المغربي وبكل أمراضه، بجرأة سياسية تكشف مظاهر الفساد والرشوة واستغلال المواطنين والانتخابات لتحقيق الأغراض الشخصية والمناصب الوزارية وتسريح العمال، وإغلاق المعامل. وغيرها من العيوب أو بتقديم سير ذاتية لشخصيات مغربية حتى نفتخر بأن لنا سينما جادة.