كعادته وكما عهدناه، لم يخرج علي أنوزلا عن القاعدة، وبدا مرة أخرى مضطربا، متناقضا في تصريحاته التي خص بها بعض الصحف في شأن الدعوى التي رفعها ضد شخصي المتواضع، وهو نفس أنوزلا الذي يتعامل مع جميع القضايا بنفس الاضطراب وبنفس التناقض. فهو في تصريح ليومية «أخبار اليوم» يقول إنه رفع دعواه ضدي بصفتي البرلمانية، وكأن موضوع الدعوى صدر مني بصفتي البرلمانية، وهي ليست الحالة، بل إنها محاولة من محاولات أنوزلا البئيسة لتسييس الملف وإخراجه عن سياقه القانوني الصحافي الصرف، بيد أن صاحبنا لم يجد أي حرج في التصريح لأسبوعية «الأيام» أنه لا يرى أي مانع في تطبيق القانون الجنائي ضد الصحافيين، باعتبار أن الصحافيين مواطنون عاديون، وهنا نسجل بمداد أسود طبعا أن علي أنوزلا يعتبر أول صحافي إن كان فعلا كذلك يصرح بمثل هذا الكلام ، الخطير. وليس مثيرا في شأن هذا الإنسان أن نذكر أنه بالأمس القريب كان يصرح بنقيض هذا الكلام، حينما كان الأمر يتعلق به، حينما مثلا ادعى بمرض جلالة الملك محمد السادس وحينما سئل لدى الضابطة القضائية قال إن الخبر استقاه من الأنترنت. وبين الإدعاء بأنه يرفع شكاية ضدي بصفتي البرلمانية وبين أنه لايرى مانعا في تطبيق القانون الجنائي ضد الصحافيين، يحاول أنوزلا أن يفلت من الورطة، التي وضع نفسه بنفسه فيها من خلال محاولة تبرئة نفسه، من ورطة استخدام فصول من القانون الجنائي في قضايا النشر. بأن صرح بأن دفاعه هو الذي أنجز الملاءمة والتكييف، بهدف طبعا توريط حتى المحامي الذي يدافع عنه ليبدو أمام الصحافيين والرأي العام هو من قرر إقحام فصول من القانون الجنائي في قضايا النشر. طبعا، حينما يقول أنوزلا إنه لايرى مانعا في استعمال القانون الجنائي في قضايا النشر فإنه يعلن رسميا مباركته لاعتقال رشيد نيني ورميه سنة كاملة في الزنازن، ويبارك أيضا منع علي أنوزلا من ممارسة مهنة الصحافة لمدة عشر سنوات، ويوافق على كل ما تعرض له العديد من ضحايا هذه المدرسة من نوبير الأموي وغيره كثير. بكل تأكيد، علي أنوزلا التجأ إلى القضاء في محاولة لحماية نفسه من ماضيه الأليم جدا، اعتقادا منه أن ذلك سيكون كافيا لنخاف من الكتابة عن ذاك الماضي، وعلي أنوزلا يعرف جيدا قبل غيره، أن ذلك لن يجديه نفعا، بل يجب أن يكون معتزا ومفتخرا بماضيه الذي قاده إلى مخبر في إذاعة سوا الأمريكية التابعة لإدارة الدفاع الأمريكي، وقاده أيضا إلى أن يقتات بعض الدولارات وهو مخبر في إحدى أهم وكالات الأنباء العالمية، وكالة الأنباء الليبية في عهد العقيد معمر القذافي. مع كل ما يمكن أن يصدر عن أنوزلا من ردود فعل، بهدف إسكات الذين يذكرونه بتاريخه «الحافل بالانجازات» نقول : الله.. أسي علي مع ذلك، إنها تدور وستظل تدور.