عاد المنتخب المغربي لألعاب القوى للشبان من بطولة العالم الثانية عشرة التي احتضنتها بديغوسز البولونية خاوي الوفاض بعد إنهاء المشوار دون تحقيق أي شيء يذكر وكانت نتائجه مخيبة للآمال، بالمقابل عرفت البطولة بروز منتخبات إفريقية استطاعت تقاسم الترتيب الإفريقي بينها مع غياب ملموس للمغاربة، وقد احتلت كينيا الصف الثالث عالميا وصدارة الترتيب على المستوى الإفريقي بعد تمكنها من الحصول على أربع ميداليات ذهبية وخمس فضيات ونحاسيتين في البطولة أمام منتخب إثيوبيا الذي جاء ثانيا بذهبيتين وثلاث فضيات وخمس نحاسيات في حين تقاسمت كل من السودان والجزائر ونيجيريا الصف الثالث بذهبية لكل منتخب، وجاءت جنوب إفريقيا رابعة بفضية ونحاسيتين، وحازت كل من مصر وتونس وأوغندا على فضية لكل واحد من المنتخبات الثلاثة ليكون ترتيبهم إفريقيا خامسا في البطولة نفسها، ولتكون هده الأخيرة أبرز منتخبات القارة الإفريقية في صنف الشبان في هذه البطولة. وعكس الدورات السابقة التي شهدت تتويج المغرب بفضل عداذين كياسين بنصغير وعبد العاطي إيكيدر وسهام الهيلالي سجلت دورة هذه السنة غيابا تاما لشبان المغرب عن الصعود لمنصة التتويج وعدم تحقيق أي ميدالية ، ومعلوم أن عدد الميداليات التي تم توزيعها خلال هذه الدورة قد وصل إلى 133 ميدالية ما بين ذهبية وفضية ونحاسية استفاد منها أبطال 34 دولة من مختلف القارات... انتهت إذن بطولة العالم ببولونيا بتتويج متفاوت بين المنتخبات الإفريقية، وتمكنت تسعة منتخبات من القارة السمراء من الصعود لمنصة التتويج في غياب للمنتخب المغربي الذي كان من المنتظر أن يكون واحدا من هذه الفرق، بل كان من الواجب أن يكون أولها باعتبار تاريخه الحافل في رياضة ألعاب القوى من جهة، ومن جهة أخرى لتوفره على الإمكانيات المادية والبشرية التي لا يمكن أن تسمح له سوى بالظهور المشرف في المناسبات الكبرى، لكن للآسف الشديد فقد انضافت نتيجة سلبية أخرى للنتائج المخيبة للآمال في رياضات أخرى مما أصبح يطرح تساؤلات عدة حول ضعف مجاراة الأبطال المغاربة لنظرائهم الأفارقة. وإذا ما كنا بالفعل نريد إنتاج رياضة وطنية حقيقية خصوصا كما كان الحال أيام عز ألعاب القوى المغربية والتي اعتاد المغاربة رؤيتها في الأوج في مثل هده المنافسات القارية والعالمية فإنه من الواجب التوقف عند أسباب هذه النتائج ... وفي اتصال هاتفي ل «العلم» بمصطفى عوشار المدير التقني للمنتخبات الوطنية لألعاب القوى حول هذه المشاركة الباهتة للعدائين المغاربة في البطولة العالمية، أكد أن المهم بالنسبة للإدارة التقنية والمنتخب المغربي كان هو توفير المنافسة والاحتكاك للعدائين أمام أبطال دول أخرى.. وأضاف أن مجرد الوصول للنهايات هو شيء إيجابي بالمقارنة مع حجم وقيمة المسابقات المبرمجة والأرقام المسجلة في البطولة التي تميزت بالندية والتنافسية بين العدائين خصوصا وأنها سجلت أرقاما خيالية في 5000 و800 متر التي اعتبرها أنها أرقام لا يمكن الوصول إليها إلا في فئة الكبار، وعن خطط وعمل الجامعة خصوصا فيما يتعلق بالشبان، أكد عوشار أن سياسة الجامعة تروم الاهتمام بالفئات الصغرى وتهييئها للمستقبل من خلال توفير المراكز الجهوية للتكوين والتنقيب عن المواهب وإعدادها داخل هذه المراكز حتى تكون خلفا حقيقيا للأبطال المغاربة الذين سبق لهم أن حققوا أرقاما قياسية. وأكد المدير التقني للمنتخب أن سياسة الجامعة تسير نحو ضمان الاستمرارية لهذا الصنف الرياضي ببلادنا.. وفي سياق رده على النتائج المخيبة خلال هذه البطولة ركز أن المهم بالنسبة إليه هو تهيئ أبطال للمستقبل حتى تتمكن من تمثيل ألعاب القوى المغربية في المحافل الدولية، وأثنى بالمناسبة على المجهودات التي قدمها الأبطال في بطولة العالم الأخيرة خصوصا عادل راشد في سباق 5000 متر والذي اعتبر عوشار أنه قادم بشكل تدريجي لخلافة الأبطال المغاربة الكبار. ومعلوم أن المغرب شارك في هذه البطولة بثمانية عدائين في سباقات 800 و 1500و 5000 و3000 موانع بالإضافة إلى القفز بالزانة. محمد الورضي