كشف خبراء وإعلاميون في مائدة مستديرة نظمها أمس الأربعاء 6 مارس الجاري معهد التنوع الاعلامي في الرباط، عن العديد من الاختلالات التي تعتمل في حقل الصحافة الإلكترونية المغربية. وقال عبد الوهاب الرامي الأستاذ بالمعهد العالي للاعلام والإتصال، الذي كان يناقش موضوع مداخل ترشيد مهنة الصحافة الإلكترونية في المائدة ذاتها، إن هناك هشاشة أخلاقية يمكن رصدها في غالبية المواقع الإلكترونية الصحفية، مؤكدا على وجود خلط واضح في هذا النوع من الصحافة بين الجد والهزل وبين الاشاعة والخبر اليقين. وأضاف الرامي أن ما يميز الصحافة الالكترونية في المغرب هوالحداثة والشباب الشيء الذي يعطيها طابع التمرد على القانون وعلى أخلاقيات المهنة وأوضح أن الهرمية الادارية والتحريرية لهذه الصحافة متزحزحة، مؤكدا على غياب الإلمام بخط تحريري وازن، الشيء الذي يساهم في خرق أخلاقيات مهنة الصحافة. وأضاف أن 32٪ من العاملين في هذه الصحافة غير منظمين على مستوى التحرير وأن 60.2٪ من الصحافيين الذين يشتغلون في المواقع الالكترونية الصحفية غير متفرغين لهذه المهنة، وذكر في هذا السياق اندحار الرأي الصحفي في هذا النوع من الصحافة إضافة إلى تصريحات ما يقارب 80٪ من الصحفيين الذين يشتغلون في الصحافة الإلكترونية على أن الدافع وراء العمل في هذا المجال هو الهواية أو الرغبة في التعبير عن آراء شخصية، وأفاد أن 63٪ من الصحف الإلكترونية بالمغرب لايتوفرون على مرجع قانون والكثير منها لا مقر اجتماعي لها و93.57 من الصحفيين في هذه المواقع لاعقد عمل يربطهم بمشغليهم و83.48٪ يشتغلون دون مقابل مادي و44٪ من هذه الصحف لاتعلن عن أطقم تحريرها، وليس هناك كشف عن مصادر المادة الصحفية و74٪ من هذه الصحافة لاتحترم حقوق الملكية الفكرية إضافة إلى عملية التحايل على استنساخ المواد واستنزال مواد غير أصلية. وقال توفيق بوعشرين مدير جريدة أخبار اليوم المغربية في المائدة المستديرة ذاتها إن أصحاب المواقع الإلكترونية الصحفية ليسوا صحفيين، مضيفا أن العديد من المواقع الإلكترونية ليس من ورائها مقاولات. وأكد أنه حتى وإن وجدت هذه المقاولات فإنها هشة لأنها تنتج منتوجا يستهلك بالمجان، وقال إن أغلب المواقع الإلكترونية الصحفية تعيش على أخبار غير مغربلة. وقدم علي الباهي الباحث بالمركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة تشخيصا للصحافة الإلكترونية بالمغرب، وتحدث عن تاريخ هذه الصحافة ونسب الولوج إليها وعن الموارد البشرية التي تشتغل في هذا المجال، كما تطرق إلى التحديات المطروحة أمام هذه الصحافة.