كشفت صحيفة ال"جارديان" عن مقابلاتها مع موظفين من داخل هيئة الإذاعة البريطانية ال"بي بي سي" كشفوا أن كبار المديرين الرئيسيين في هيئة الإذاعة البريطانية كانوا على علم بالجانب المظلم من حياة أكبر وأشهر مذيعيها "جيمي سافيل" قبل إذاعة التقرير الذي يحتفي بحياته المهنية بعد وفاته. وكانت فضيحة الإعتداءات الجنسية لنجم الهيئة الراحل "جيمى سافيل" الذي هو أحد أشهر مقدمي البرامج في السبعينيات والثمانينيات قد عصفت بسمعة هيئة الإذاعة البريطانية، حيث تورط "سافيل" بالإعتداء الجنسي على أطفال وفتيات مراهقات في مستشفيات ودور رعاية أطفال. وكشفت نسخ من نتائج تحقيقات لجنة "بولارد" التي شكلتها هيئة الإذاعة البريطانية ال"بي بي سي" للنظر في قضية الإعتداءات الجنسية المزعومة ومعرفة أسباب إلغاء تحقيق صحفي كان يعده محرر برنامج إخباري تحليلي عن الموضوع، أن أولئك الذين كلفوا بعمل تقرير تكريم ل"سافيل" كانوا "غير مرتاحين" لفكرة تصوير حياته الشخصية. وقد أشارت محاضر تحقيق اللجنة إلى أن احتفاء ال"بي بي سي" بإنجازات والحياة المهنية ل"سافيل" التي تم بثها بعد وفاته أثار تساؤلات بشأن مدى تورط الهيئة في المساهمة في الإستمرار في إخفاء سلوكه الإجرامي. كما تكشف وثائق التحقيقات التي تم نشرها يوم الجمعة عن فوضى شاملة في الإدارة العليا لل"بي بي سي" عندما يتعلق الأمر بالإتصال بين موظفيها، حيث يبدو أن بعض الناس كانوا على علم بجرائم "سافيل" الأخلاقية، في حين أن الآخرين كانوا مشغولين بعمل تقرير تكريمي له. وقد أشارت نتائج التحقيقات إلى أنه كان هناك شكوك عميقة على نطاق واسع حيال شخصية "سافيل" داخل الهيئة. وتبين الأدلة أن مسئول التقارير في الهيئة - والذي عمل مع "سافيل" بشكل وثيق- قد أبلغ زملاءه من بينهم "جين يانجهاذبند" رئيس قسم إعلانات النعي، بعدم تقديم تقرير شامل ينعي حياته لأنهم لن يستطيعوا تناول حياته الشخصية، لذلك كان الأمر المفضل هو عرض تقرير تكريما لحياته المهنية. ومن جانبه قال "يانجهاذبند" للجنة التحقيق "علينا أن نكون واضحين في هذه النقطة. أنا لم أكن أعرف ماذا يكون بالضبط الجانب المظلم من حياته، أنا فقط اعتقدت أنه رجل غريب الأطوار، وهذا أمر وارد في عالم صناعة الترفيه. لذلك لم يكن هناك شيء يمنع من الإحتفاء بحياته المهنية".