جدد منتخب نيجيريا العهد مع الكأس القارية وتوج بطلا للدورة ال29 لكأس إفريقيا لكرة القدم٬ التي استضافت جنوب إفريقيا نهائياتها من 19 يناير الماضي إلى 10 فبراير الجاري٬ بفوزه على نظيره البوركينابي 1-0 في المباراة النهائية يوم الأحد على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ. وسجل هدف الفوز والتتويج لمنتخب "النسور الممتازة" اللاعب صنداي مباه (د 40)٬ مانحا منتخب بلاده لقبه القاري الثالث في تاريخه بعد الأول 1980 على أرضه أمام منتخب الجزائر (3-0) والثاني 1994 في تونس أمام منتخب زامبيا (2-1). وخلف منتخب نيجيريا٬ الذي ضمن مشاركته ممثلا لكرة القدم الإفريقية في كأس القارات المقررة ما بين 16 و30 يونيو القادم بالبرازيل٬ منتخب زامبيا٬ الذي كان توج بطلا للنسخة الأخيرة 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية٬ والذي ودع المنافسات من الدور الأول. وكان منتخب نيجيريا٬ الذي يملك رصيدا جيدا في المسابقة القارية إذ احتل إحدى المراكز الثلاثة الأولى 13 مرة في 16 مشاركة٬ قد بلغ اللقاء النهائي على حساب منتخبي الكوت ديفوار 2-1 في دور ربع النهاية ومالي 4-1 في نصف النهاية٬ في حين تأهل منتخب بوركينافاسو٬ الذي خاض المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه٬ بفوزه على منتخب الطوغو 1-0 في دور الربع ومنتخب غانا في نصف النهاية بضربات الترجيح 3-2 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1). والتقى الفريقان في أولى مبارياتهما في الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة٬ فحسم التعادل 1-1 المواجهة بهدف لإيمانويل إيمينيكي٬ قبل أن يعادل البوركينابي آلان تراوري في الوقت القاتل٬ وتأهلا سويا٬ وغاب اللاعبان عن المباراة النهائية بسبب الإصابة٬ فبقي الأول هدافا للبطولة برصيد 4 أهداف مشاركة مع الغاني مبارك واكاسو٬ والثاني في المركز الثاني وله 3 أهداف. يذكر أنه سبق لمنتخبي نيجيريا وبوركينافاسو٬ اللذين خاضا منافسات الدور الأول في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبي زامبيا (حامل اللقب) وإثيوبيا٬ أن التقيا في الجولة الأولى لهذه المجموعة وتعادلا 1-1. ومن جانبه٬ عادل المدرب ستيفن كيشي٬ الذي حمل شارة عميد منتخب نيجيريا في النهائي التاريخي عام 1994 على حساب منتخب زامبيا٬ إنجاز المدرب المصري الراحل محمود الجوهري٬ الذي كان أول لاعب (1959) ومدرب يحرز اللقب القاري بعد 39 سنة على حساب منتخب جنوب إفريقيا 2-0 (1998 في بوركينافاسو). وكان كيشي (51 عاما) قد عجز عن إحراز اللقب خلال قيادته لمنتخبي الطوغو (2006) ومالي (2010)٬ ثم عين مدرب لمنتخب نيجيريا٬ خلفا لمواطنه سامسون سياسيا المقال بعد عجزه في قيادة المنتخب إلى نهائيات النسخة الماضية 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. في حين فشل بول بوت (56 عاما) مدرب منتخب بوركينافاسو أن يصبح أول مدرب بلجيكي يحرز لقبا قاريا. وقاد الحكم الجزائري جمال حيمودي٬ بمساعدة المغربي رضوان عشيق وجون كلود بيروموشاهو من البوروندي٬ المباراة النهائية وهو الذي قاد أيضا المباراة الافتتاحية بين منتخبي جنوب إفريقيا وأنغولا (0-0) على الملعب ذاته٬ كما أدار مباراة دور ربع النهاية بين منتخبي نيجيريا والكوت ديفوار (2-1). واحتل منتخب مالي المركز الثالث في هذه المنافسة بعد فوزه على منتخب غانا (3-1) في مباراة الترتيب التي جرت أمس السبت بمدينة بورت إليزابيث. يذكر أن النسخة ال30 من نهائيات كأس إفريقيا للأمم ستقام سنة 2015 بالمغرب. * مدرب نيجيريا يثبت خطأ المشككين بعد تحقيق إنجاز "الراحل" محمود الجوهري بالنسبة لمدرب المنتخب النيجيري لكرة القدم ستيفن كيشي ، فقد كان التتويج بلقب بطولة الأمم الأفريقية مساء الأحد هو مجرد البداية. وأصبح كيشي ثاني مدرب فقط بعد المصري الراحل محمود الجوهري (عام 1998) الذي يقود فريقه لإحراز لقب كأس إفريقيا كلاعب وكمدرب وذلك بعدما كان قاد منتخب النسور لإحراز اللقب عام 1994 . وقبل انطلاق بطولة جنوب إفريقيا الأخيرة ، واجه كيشي انتقادات شديدة لاستبعاده العديد من اللاعبين الكبار المحترفين في أندية أجنبية ، مثل أوبافيمي مارتنز وبيتر أوديموينجي، من قائمة المنتخب النيجيري مفضلا الاعتماد على فريق ذي طابع محلي يفتقد غالبيته الخبرة الدولية. وعقب الفوز بالكأس، كان كيشي متواضعا تماما حيث حاول صرف النظر عن نجاحه بمعادلة إنجاز الجوهري مفضلا التركيز على أهمية هذا الفوز بالنسبة للشعب النيجيري. وقال كيشي: "أهدي الفوز بهذه الكأس للشعب النيجيري بوصفي أول مدرب نيجيري يحققه. فعندما توليت هذا المنصب قبل العام ونصف العام تقريبا كان حلمي هو إسعاد كل الجماهير النيجيرية". وأضاف: "بعدما أصبحت أول مدرب نيجيري يحرز الكأس الأفريقية فإنني أود إهداءها أيضا لجميع المدربين النيجيريين الذين لم يقطعوا دعاءهم لهذا الفريق. هذا النجاح لا يخصني وحدي. وآمل أن يتمكن مدربون أفارقة آخرون من الوصول إلى هذه المكانة وجعل شعوبهم تفخر بهم". ولطالما أصر كيشي طوال تصريحاته بالبطولة الأفريقية أنه من أجل تحقيق النجاح مع فريق ما ، فإن التحلي بالصبر عامل بالغ الأهمية في هذا الأمر ولا يمكن تجاهله. وبعد إطلاق صفارة النهاية ، حمل لاعبو نيجيريا مدربهم كيشي على أكتافهم. كما وجه أبطال إفريقيا الجدد الشكر لجمهورهم على دعمه لهم خلال النهائي وطوال البطولة. * البوركينابي جوناثان بيترويبا أفضل لاعب في الدورة اختير لاعب خط وسط منتخب بوركينا فاسو ٬جوناثان بيترويبا٬ أفضل لاعب في نهائيات كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي اختتمت مساء الأحد في جوهانسبورغ. وتألق لاعب نادي رين الفرنسي بشكل لافت في البطولة وساهم بشكل كبير في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه بتسجيله هدفين الأول كان الرابع الأخير في مرمى منتخب إثيوبيا (4-0) في الدور الأول٬ والثاني كان هدف الفوز على منتخب الطوغو (1-0 بعد التمديد) في الدور ربع النهاية. وكان بيترويبا قاب قوسين أو أدنى من الغياب عن المباراة النهائية التي خسرها منتخب بلاده أمام نظيره النيجيري 0-1 بسبب الايقاف لتلقيه إنذارين في نصف النهاية أمام منتخب غانا قبل أن يسمح له الاتحاد الإفريقي بالمشاركة بعد أخذه علما ودراسته الاستئناف الذي تقدم به الاتحاد البوركينابي وتقرير حكم اللقاء التونسي سليم الجديدي والذي اعترف فيه بارتكابه خطأ بحق بيترويبا". ونال النيجيري إيمانويل ايمينيكي لقب هداف الدورة ومواطنه مهاجم تشلسي الإنجليزي فيكتور موزيس جائزة اللعب النظيف٬ فيما كان هدف الفوز الذي سجله التونسي يوسف المساكني في مرمى منتخب الجزائر (1-0) في الدور الأول أفضل هدف في البطولة.