ودع المنتخب المغربي لكرة القدم نهائيات النسخة التاسعة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم٬ المقامة حاليا بجنوب إفريقيا ٬ من الدور الأول إثر تعادله مع نظيره الجنوب إفريقي 2-2 ٬ في اللقاء الذي جمع بينهما مساء يوم الأحد بملعب "موزيس مابيلا" بمدينة دوربان برسم الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة . وتعد هذه هي المرة التاسعة والرابعة على التوالي التي يخرج فيها المنتخب المغربي من الدور الأول للكأس القارية بعد دورات الكاميرون 1972 (أقصي بالقرعة بعد تسجيله 3 تعادلات) وغانا 1978 والسنيغال 1992 ونيجيريا وغانا 2000 ومالي 2002 ومصر 2006 وغانا 2008 و الغابون وغينيا الإستوائية 2012 . ولم يسبق للمنتخب المغربي أن فاز على منتخب جنوب إفريقيا في اللقاءات الثلاثة الأخيرة التي جمعتهما حيث انهزم أمامه سنة 1998 بهدفين لواحد وفي سنة 2002 بثلاثة أهداف لواحد قبل أن يتعادل معه سنة 2004 بهدف لمثله. وكان المنتخب المغربي قد تعادل في مباراته الأولى مع المنتخب أنغولا 0-0 وفي الثانية مع منتخب الرأس الأخضر(1-1) . والواقع فإن كل من تتبع أداء العناصر الوطنية في المباريات الثلاث ، خرج بانطباع أن المنتخب الوطني تنقصه عدة ضواط ، وثوابت ، أفقدته تلك اللحمة ، والقوة اللازمة والضرورية في مثل هذه المنافسات ، وأن الطاقم التقني أظهر أنه بعيد جدا عن أن يسير بالمنتخب الوطني إلى شاطيء النجاة وفق مستجدات أية مباراة على حدة .. وبالتالي المحافظة على نتيجة المباراة ، خصوصا عندما يكون الفريق متقدما ، وهذا ما تأكد بالملموس ضد المنتخب الجنوب إفريقي الذي لم يكن بعبعا بالمعنى الكبير للكلمة ، إذ من غير المعقول ولا المقبول ألا يتحرك السيد رشيد الطاوسي وطاقمه المساعد لضبط إيقاع اللاعبين وتحركاتهم ولعبهم عندما كانوا متقدمين بهدفين لواحد وهم على بعد ثماني دقتئق من النهاية ، ، ومن غير المعقول والمقبول أن ألا يتدخل السيد الطاوسي لإحداث تغييرات على وسط الميدان أولا لإيقاف تقدم الجنوب إفريقيين ، وثانيا لإفساد لعبهم وتكسير حماسهم ، وثالثا لقتل الوقت عليهم ، وإخراجهم عن تركيزهم ، ومن غير المعقول والمقبول كذلك أن نرى منتخبا لا يعرف منتخبا لا يعرف كيف يحافظ على تقدمه مرتين ، ولا يملك أولئك"الشياطين " الذين مكنهم أن يجعلوا الخصم يشك في إمكانياته وفي قدرته على هزمهم حتى وإن كان يلعب بدياره وأمام أهله وذويه . إن لم نقص لأن خصومنا كانوا جيدين أو أقوى منا ، ولكن لأننا لم نكن نعرف من أين نبدأ ولا من أين ننهي المنافسة في الكأس الإفريقية ، ولأننا لم نذهب بقطع الغيار الثقيلة القادرة على "التمرميد " وعلى الدفاع عن القميص الوطني ، ولأننا لم نستطع بعد التخلص مما ألصقه بنا المدربون الأجانب الذين يعولون أكثر فأكثر على اللاعبين الذين يمارسون خارج الوطن ، مع أن بيننا من اللاعبين ما نستطيع أن "نكسر " بهم الحجر ، ولعل في فوزنا بالكأس الإفريقية الوحيدة واليتيمة أيام المرحوم المهدي بلمجذوب ما يدعم ويؤكد أن اللاعب المحلي هو النواة الأساسية لأي منتخب نحلم به . وعلى كل حل وفي انتظار أن "نعيق ونفيق" نتمنى ككل مرة نخرج فيها " صغارا" من الموسم الكروي القاري ، أن يتم استخلاص الدروس اللازمة من هذه السقطة الجديدة لكرة القدم المغربية ، وأن يتم التعامل معها بما يلزم من جدية وحزم .