توقفت الدراسة منذ بداية الأسبوع بالعديد من المواقع الجامعية على طول التراب الوطني ، بعد أن فرضت بعض الفصائل الطلابية النشيطة بالكليات واقع مقاطعة الامتحانات الدورية و أغلقت منافذ العديد من الكليات مانعة الطلبة من دخولها . و أضحى هاجس السنة البيضاء يؤرق جميع مكونات المنظومة الجامعية من طلبة أساتذة و إدارة في الوقت الذي لا يبدو أن الأمور تأخذ منحى التهدئة ، في خضم توسع رقعة الحركات الاحتجاجية الطلابية بالعديد من الكليات رافعة في أغلبها مطالب اجتماعية تتصل بالسكن الجامعي و المطاعم و غياب الظروف الدنيا لعملية التحصيل . بجامعة إبن طفيل بالقنيطرة أسفر تدخل أمني في حق طلبة الجامعة أول أمس الاثنين عن اعتقال 10 طلبة وإصابة 30 طالبا وطالبة إصابات متفاوتة الخطورة نقلوا على إثرها إلى المستشفى الجهوي الإدريسي قصد العلاج ،و تدخلت هراوات الأمن في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا خلال تجمع طلبة الجامعة في ساحة كلية الآداب تنفيذا لقرار مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية و لتجديد مطالبهم المتمثلة في فتح المطعم الجامعي والحي الجامعي لجميع الطلبة بالإضافة إلى إلغاء امتحانات المراقبة المستمرة ورفع العسكرة عن الجامعة والتأكيد على ضرورة صرف المنحة للطلبة الجدد. بوجدة تمكن فصيل طلابي ، من صد الطلبة ومنعهم من دخول كليتي الحقوق و العلوم بجامعة محمد الأول ، من أجل إجراء الامتحانات المقرر انطلاقها صبيحة أول أمس الإثنين ، حيث قام نشطاء الفصيل المذكور باستغلال السلاسل الحديدية والأقفال لإغلاق باب الكليتين في وجه الطلبة الراغبين في ولوج الكليتين من أجل إجراء الامتحانات ، محتجزين الموظفين و الطاقم الاداري داخل أسوار الكلية و كادت مناوشات بين فصائل متناحرة داخل الحرم الجامعي أن تتطور الى أحداث عنف خطيرة و هو ما استدعى نشر تعزيزات أمنية كثيرة بداخل الحرو تحسبا لأي طارىء . و في تعليقه على التصعيد الأمني الذي تشهده العديد من المواقع الجامعية و الذي ينذر بشبح سنة جامعية بيضاء أكد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي الأستاذ محمد الدرويش أن الأمر يرتبط أساسا بالكليات ذات الاستقطاب المفتوح، و قلل الأستاذ الدرويش من مخاوف السنة البيضاء ، مبرزا أن ضمير الطلاب ووعي الأساتذة و التزام الادارة الوصية سيجنب الوضع تفاعلات من شأنها تهديد الموسم الجامعي و مشددا على أن الاتفاق الموقع بين النقابة و الوزارة الوصية و الذي ينص على مراجعة الهندسة البيداغوجية لكليات الاستقطاب المفتوح إبتداء من السنة الجامعية المقبلة حيث سيتم الاستغناء عن نظام الأسدوس ، سيسهم في تخفيف الضغط على الطلبة و سيقوي العملية التكوينية و التأطيرية . الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي يقر بدوره بالصعوبات الجمة التي تعترض المسار الجامعي من نقص في المطاعم و الأحياء الجامعية و ضعف البنيات التحتية .