انتهت مسيرة احتجاج حول غلاء فواتير الماء والكهرباء نظمها مواطنون من ساكنة منطقة سيدي يوسف بن علي' وفي حدود الساعة السادسة والنصف من مساء الجمعة 21 دجنبر الجاري ولدى نقطة العودة بمدخل باب احمر المدخل الرئيسي لسيدي يوسف بن علي' بمواجهة عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن التي شكلت حواجز مانعة استفزت بعض المشاركين. وأصيب على خلفية التدخل العنيف لقوات الأمن في محاولة لتفريق المشاركين في هذه المسيرة أربعة محتجين'بينهم حالات وصفت بالخطيرة وبعد إصابتها على مستوى الفم والجبهة وكسر في الرجل. وعلى خلفية ذلك تم نقل المصابين بسيارات إسعاف إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل لتلقي العلاجات والإسعافات الضرورية. و كانت مسيرة الاحتجاج 'التي عرفت مشاركة أعداد هامة من المواطنين 'قدر عدد المشاركين فيها بنحو أزيد من ألف ' قد انطلقت عصر يوم الجمعة من أمام مقر الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمقاطعة سيدي يوسف بن علي. وبلغت هذه المسيرة'وبعد أن قطعت المسافة الرابطة عبر المدينة القديمة' مقر المجلس الجماعي بقصر البلدية بشارع محمد الخامس حيث اضطر المحتجون 'وبعد منعهم من مواصلة مسيرتهم باتجاه المقر الرئيسي للوكالة 'على تنظيم وقفة رددوا خلالها 'مستعينين بمكبرات صوت' شعارات مناوئة للمدير العام للوكالة وعمدة المدينة والمستشارين الجماعيين. كما ندد المحتجون بعدم وفاء الجهات المسئولة بكل الوعود التي تم الالتزام بها معهم ،وطالبوا بفتح حوار جاد و مسؤول ينهي مشكل الفاتورات المشتعلة التي تفوق إمكانيات دووي الدخل المحدود. وسجل 'قبل الوقفة وحتى نهايتها' عرقلة في حركة السير و إنزال أمني كبير سيج محيط وخلف مبنى البلدية ومختلف الممرات حيث كانت مختلف القوات الأمنية تراقب الوضع عن كتب وهي في أهبة لتطويق أي انفلات أمني محتمل لمسيرة الاحتجاج التي حرص منظموها على ألا تزيغ عن الطابع السلمي. وعاد المشاركون في وقفة ومسيرة الاحتجاج 'في حدود الساعة السادسة مساء ' عبر نفس المسالك باتجاه منطقة سيدي يوسف قبل أن يسجل الاحتكاك بين المحتجين وقوات الأمن بالنقطة السالف ذكرها. إلى ذلك أفادت مصادر مطلعة أن جهات مسئولة بولاية مراكش وكذا الوكالة المعنية كانت قد عقدت لقاءات مفتوحة مع بعض ممثلي المحتجين وجمعيات المجتمع المدني الممثلة لساكنة أحياء المدينة المتضررة تم خلالها الاستماع لمطالبهم ودوافع تنظيم الاحتجاجات. وعلى ضوء ذلك – تضيف ذات المصادر – كانت الاستجابة و العمل على تفعيل 'وعلى أرض الواقع' كل المطالب والإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع المحتجين خلال شهر مارس الماضي . مصادر من إدارة الوكالة جددت التأكيد بأن أسعار الماء والكهرباء والتطهير السائل لم تعرف أي زيادة تذكر ومنذ سنة 2006 . وأفادت بأنه تم تفعيل اتفاق مارس حيث تم منح عدادات إضافية وبتكلفة جد منخفضة وكذا تخفيض بعض الرسوم التي تدخل في احتساب الفوترة 'وأيضا دعم المصابيح ذات الاستهلاك المنخفض و جعلها رهن إشارة المستهلك بثمن جد مناسب. كما تمت الاستجابة لكل الطلبات المقدمة من طرف المواطنين بالمدينة بهذا الشأن حيث بلغ عدد المستفيدين من عدادات الكهرباء 12923 ومن عدادات الماء 8710. وفيما يتعلق بالربط الاجتماعي للزبناء من ذوي الدخل المحدود فقد بلغ عدد المستفيدين من الكهرباء 3130 مستفيد 'وبالنسبة للماء الصالح للشرب 6159 مستفيد. أما بالنسبة للربط الاجتماعي للزبناء التجار ذوي الدخل المحدود فقد بلغ عدد المستفيدين من الكهرباء 133 مستفيدا وبالنسبة للماء الصالح للشرب 71 مستفيدا. إذن وبعد فترة هدنة وعودة الأمور لوضعها الطبيعي وتوقف موجة الاحتجاج أمام مختلف وكالات توزيع الماء و الكهرباء بمراكش 'وبعد شهر مارس الماضي' انطلقت من جديد خلال شهر دجنبر الجاري بمنطقة سيدي يوسف بن علي شرارة وموجة الاحتجاج التي أججتها فواتير الماء والكهرباء لشهري يوليوز وغشت الماضيين. موجة التصعيد الجديدة دفعت بنا 'بحر الأسبوع الماضي' للقيام بزيارة ميدانية لمقرات وكالات الماء والكهرباء بمجموعة من أحياء المدينة للوقوف عن كتب عما يجري بها حيث سجلنا أن نقطة سيدي يوسف بن علي عرفت موجة احتجاج في الآونة الأخيرة'و انضاف محتجون آخرين أمام مقر قشيش 'حيث يتجمهر المحتجون الرافضين أداء المبالغ المتضمنة لفواتير شهري فصل الصيف 'ويدعون كل الحاضرين لذلك . ويعتبر المحتجون هذه الفواتير تفوق استهلاكهم ومدخولهم المحدود ' مشيرين أيضا إلى أن الإدارة لم تلتزم بكل ما تم الاتفاق عليه مع الوالي السابق حيث المطالبة بمراجعة فواتير شهر الصيف. و فيما عدا ذلك تبدو الأموربمختلف المقرات الأخرى بالمدينة ' ولحد كتابة هذه السطور' عادية وتسير بها الأمور بشكل طبيعي واعتيادي.