خلف اختفاء ذراع تمثال القائد العسكري الإسباني بيدرو دي ايستوبينيا الذي كان منتصبا في ساحة عمومية بقلب مدينة مليلية ، استنفارا أمنيا و ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية الإسبانية ، كما خلف هذا الحدث ضجة إعلامية كبيرة داخل و خارج المدينةالمحتلة ، لأن هذا التمثال يجسد رمزا استعماريا و حقبة تؤرخ لمرور 515 سنة على خضوع مدينة مليلية للحكم الإسباني ، الذي ابتدأ مند وصول بيدرو دي ايستوبينيا إلى مليلية في 17 شتنبر 1497م ، حيث جعلت السلطات الإسبانية من تمثاله رمز للهوية المحلية بمليلية ، إلا أن حدث بتر الذراع القوي لهذا القائد العسكري الإسباني قد شكل فرحة كبيرة في صفوف نشطاء اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والجزر و معهم مجموعة من المتعاطفين المغاربة ، معتبرين أن هذا النصب التذكاري كان يخلد لذكرى اغتصاب جزء مهم من التراب المغربي الذي يعتبر بوابة أوروبا ، و أن ما قامت به عناصر ينتمون إلى اللجنة الوطنية لتحرير سبتة و مليلية و الجزر ، هو في الواقع رد فعل طبيعي على السلوكات المهينة للسلطات الإسبانية بالمعابر الحدودية الوهمية تجاه المواطنين المغاربة ، و إجراء رمزي و إشارة واضحة ، جعلت السلطات بمليلية المحتلة يقفون مذعورين و مذهولين أمام هول ما شهدوه صباح يوم الجمعة 16 نوفمبر الجاري ، الذي هو مؤشر حقيقي لبداية تحرير المدينتين و الجزر ..... و في الجانب الآخر من المدينةالمحتلة ، استنفر هذا الحدث العجيب و الغريب السلطات المغربية لمعرفة الأسباب الحقيقية و الدواعي لهذه الأفعال و انعكاساتها على العلاقة الدبلوماسية المغربية الإسبانية ، خاصة أن المعطيات الأولية تثبت تدخل شباب اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية و الجزر في كل العمليات التي تقع ببوابة العار ، هذا ما أكدته تصريحات نشطاء بارزين في اللجنة و على رأسهم المستشار يحيى يحيى ونائبه سعيد الشرامطي ، هذا الأخير الذي تم اعتقاله و البحت معه في مجريات الأحداث التي تقع ببوابة مليلية وغيرها و بعد ذلك تم إطلاق سراحه بعد مجموعة من الاحتجاجات خاصة من جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان التي أصدرت بلاغا تضامنيا للرأي العام المحلي و الوطني ......