شاركت الفنانة المصرية إلهام شاهين في برنامج "ناس بوك" الحواري من تقديم الإعلامية هالة سرحان، حيث تمت مناقشة الهجوم الذي شنه الداعية السلفي عبدالله بدر على الفنانة، مما أدى الى انفعال شاهين أكثر من مرة وكادت ان تجهش بالبكاء وهي تدافع عن نفسها نتيجة تعرضها للسب والشتيمة من قِبل الداعية الإسلامي. ووصفت شاهين الأمر بالبشع متسائلة "ما هذه الاخلاق التي لا يقبل بها أي دين سواء اسلامي او مسيحي او يهودي ولا حتى هندوسي"، مضيفة انه كانب امكان بدر ان يقول ان "أفلامها سيئة لا تعجبني"، دون اللجوء الى ألفاظ كهذه، "يبدو انه لا يعلم انه يحرمها الدين ويجرمها القانون". وتوجهت الى القائمين على جامعة الأزهر "هل هذا الشخص حاصل بالفعل على شهادة دكتوراة من الجامعة ؟" وعما اذا كان الأزهر ووزارة الأوقاف يوافقان على ما يقوله عبد الله بدر ؟ كما تناولت إلهام شاهين إغلاق قناة "الفراعين" دفاعاً عن كرامة الرئيس محمد مرسي بحسب تصريحها وتساءلت، "لكن ماذا عن كرامة الفنانين في بلدهم؟ أليس هناك من يحافظ على كرامتنا هنا ؟ الرئيس على عيننا وراسنا لكنه مواطن كما أنا أيضاً مواطنة"، وما يحدث مرفوض من قبل أي انسان "سواء عاقل أو مجنون". وتحدثت عن السلطة الجديدة الحاكمة في مصر بالقول "هؤلاء الذين لم تمضِ 100 يوم بعد على استلامهم الحكم .. هل جاؤوا لمحو تاريخ السينما في مصر الممتد منذ 100 سنة ؟" ولفتت الى دور السينما المصرية وأثرها ليس على الصعيد المحلي فحسب، مشيرة الى الاحترام والتقدير الذي يحظى به الفنان المصري خارج البلاد على المستووين الشعبي والرسمي كذلك، وهو ما يتجلى في كيفية استقبال الفنانين والمبدعدين المصريين خلال زياراتهم لبلدان عربية على أعلى المستويات، ويتم التعامل مع الفنان المصري "كسفير لبلده لأنه قيمة كبيرة جداً، وهو ما ينبغي له (عبد الله بدر) ولغيره ان يفهمه". وأضافت ان "هذه الناس تعيش في زمن آخر"، وان كرامة أي إنسان مصري لا تقل أهمية عن كرامة رئيس البلاد، مشيرة الى ان الرئيس في نهاية الأمر "موظف"، ويجب الأخذ بعين الاعتبار "اننا قدمنا الكثير لمصر"، ثم توجهت للشيخ بدر بسؤال "ماذا قدمت أنت لمصر سوى السب وقذف المحصنات بألفاظ بشعة كهذه". ورأت إلهام شاهين ان عبد الله بدر لم يشاهد فيلماً واحداً مما قدمته، واعتبرت انه يتعمد اجتزاء لقطات ومشاهد محددة من سياقها، وانه لا يصح التعامل مع الأمر على هذا انحو، معتبرة ان ذلك يشبه تلاوة الآية القرآنية "لا تقربوا الصلاة" وتجاهل "وأنتم سكارى". واعتبرت إلهام شاهين ان هجوم إسلاميين على الفن "تفكيك للدولة المصرية"، متسائلة وماذا في مصر سوى "الفن والثقافة والسياحة ؟"، مقارنة مع دول أخرى تتمتع بثروات طبيعية كالنفط وما الى ذلك. من جانب آخر يُشار الى رأي الشيخ عبد الله النجار، الأستاذ في جامعة الأزهر والعضو في مجمع البحوث الإسلامية، أعلى هيئة فقهية في الأزهر، الذي دافع عن الفنانة إلهام شاهين إزاء ما تعرضت له من سب وقذف، لا سيما وصف بدر إياها بالزانية. وجاء في دفاع النجار عن شاهين أثناء اتصال هاتفي في البرنامج ذاته قوله موجهاً لها "أنت منزهة عمّا قيل. التمثيل في ذاته وسيلة من وسائل البيان والله يُنعم على الناس عندما يرزقهم بوسيلة من وسائل البيان" مضيفاً انه في هذه الأفلام "رسالة واضحة لتنفير الناس من الرذائل، وما تفعلينه تمثيل ليس حقيقي ومشاهد ليست جارحة، وهدفها تمثيل الواقع للناس فقط". واستبعد العالم الأزهري ان يكون هناك ممثل أو مخرج يقدم مشاهد كهذه بهدف نشر الفاحشة في المجتمع، انطلاقاً من ان "الانسان بطبعه لا يقبل هذا الأمر فالحياء في طبع البشر". وقال عبد الله النجار ان أعراض الناس قيمة كبيرة جداً في الإسلام، وان الرسول محمد (ص) نص على حفاظ المسلمين على أعراضهم وأموالهم في حجة الوداع. وأضاف "يهمني ان يعرف الناس موقف الإسلام الحضاري من هذا الأمر"، اذ لا يسمح الدين بأن يكون أحد قيّماً على عِرض الآخر فينهشه باسم الدين، لأن الحكم في نهاية الأمر لله. وذكر النجار أيضاً انه من مبادئ الإسلام لا يجوز ان يعير أياً كان مذنباً حتى اذا حكم عليه القضاء بذلك، مستشهداً بقصة شخص شرب الخمر فأقيم عليه الحد، لكن العقاب الذي ناله لم يُسكت بعضاً من الناس قالوا له "أخزاك الله"، فحزن الرسول (ص) حزناً شديداً ورد على هؤلاء بقوله "لا تعينوا الشيطان على أخيكم". يُذكر ان الشيخ عبد الله النجار كان قد طالب بتطبيق حد القذف على الداعية السلفي عبد الله بدر لنيله من سمعة الفنانة إلهام شاهين، وجلده 80 جلدة، وفقاً لموقع "الصحيفة". وكان تسجيل فيديو للداعية السلفي عبدالله بدر من أحد البرامج الحوارية وهو يتحدث عن الفنانة إلهام شاهين قد انتشر في الشبكة العنكبوتية حيث يتساءل: "ماذا قدمت (إلهام شاهين) للناس ولمصر إلا عُرياً وزنا وخلاعة ومجون ؟" وأضاف انها صدقت بقولها انها تعلم الناس، "فهي كانت تعلم بناتنا طوال 30 عاماً كيف يتعرون وكيف يحبون وكيف يفجرون وكيف يزنون"، مشددأً على استعداده ان يجلب لها أفلام شاركت فيها" يشمئز منها البشر"، مشيراً الى ما وصفه بفضائحها "التي كنا نشاهدها ونحن صغارا خير شاهد عليها وعلى ماقدمته من عفن"، ناعتاً إياها بالعجوز الخرقاء الآن، ومستنكراً تساؤلها "من هم هؤلاء الإسلاميون ؟".