لم تجد كثير من المواقع والمنابر من أهمية في مضامين الاتصال الهاتفي الذي جرى بين جلالة الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عدا تأكيد المسؤول الأممي الإبقاء على مبعوثه الشخصي كريستوفر روس الذي أعلنت السلطات المغربية سحب ثقتها منه قبل ثلاثة أشهر خلت بعدما أصبح فاقدا لشروط الوساطة المحايدة أو بعدما تورط في مخطط رهيب مع جبهة البوليساريو الانفصالية كما روجت لذلك بعض وسائل الاعلام. شخصيا لايمكن لي التعامل إلا مع ما نشر من هذه المكالمة الهاتفية، ولا أعتقد أن صحافيا آخر قادر على الذهاب أبعد من ذلك، خصوصا وأن مانشر هنا في المغرب كان متفقا مع ماصرح به الناطق الرسمي باسم الأمين العام، وما نشر لم يشر من قريب أو من بعيد وبصراحة إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة جلالة الملك ابقاءه لكروستوفر روس في مهامه، كل ما هناك أنه جرى حديث عن دور المبعوث الشخصي والممثل الخاص في التوصل إلى حل سياسي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ووقع التأكيد على أن الأممالمتحدة لاتنوي تغيير طريقة وساطتها الهادفة أساسا إلى التوصل إلى حل سياسي، وفي هذا الكلام ما يجب أن يستوعبه قادة جبهة البوليساريو الانفصالية جيدا. وطبيعي أن نشهر شكوكنا حول هذا الاصرار المتعمد من طرف البعض على التوظيف غير البريء لما يخدم أجندة الخصوم. وقلتها في السابق وأكررها للمرة الألف، فلا دور منتظر اليوم من الأمين العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بالحسم في مصير كريستوفرروس والأمين العام ليس أمامه من حل غير الإدلاء بتصريحات صحافية يركز فيها على الجوانب الأخلاقية بتمسكه بروس، والذي يحسم في هذه العملية نعرفه جيدا، ويبدو أن الحل المناسب المتبقي الآن والذي من شأنه الحفاظ على ماء وجوه جميع الأطراف خصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية هو انتظار انتهاء ولاية كريستوفر روس في نهاية السنة الجارية أي بعد أقل من أربعة أشهر ومن ثمة تعيين مبعوث خصي آخر دون الحاجة إلى إعفاء روس، وبالمناسبة فإن نفس الحل الذي تم الالتجاء إليه حينما طعن المغرب في بيكر وتم الالتجاء إليه ثانية حينما طعنت جبهة البوليساريو الانفصالية في فالسوم.