لم يجد العديد من سكان الكثير من المدن الجزائرية بما في ذلك العاصمة الجزائر بدا من الخروج الى الشوارع للتعبير عن احتجاجاتهم و غضبهم بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء مما تسبب في خسائر مادية فادحة جدا خصوصا ان هذه الانقطاعات تزامنت مع ارتفاع كبير جدا في درجات الحرارة ، و افضت المواجهات المترتبة عن هذه الاحتجاجات الى اصابات بليغة و وصلت حد تسجيل حالة وفاة بمدينة الطارف . واوردت وسائل اعلام جزائرية كثيرة تفاصيل مملة عن هذه الاحداث و تحدثت عما اسمته ب " ثورة الكهرباء تعيد سيناريو الربيع العربي الى الجزائر " و قالت فيما يخص التفاصيل ان معظم احياء العاصمة الجزائر عرفت انقطاعات كلية و متكررة ، و اضافت ان هذه الاحتجاجات شملت ولايات جزائرية اخرى خاصة في قسنطينة حيث تعيش احياؤها ظلاما دامسا منذ ثلاثة ايام ، بيد ان هذه الاحتجاجات سجلت وفاة احد المواطنين المحتجين . كما ان مواطنين بجيجل قطعوا الطرق للفت الانتباه لما يعانوه من مرارة جراء انقطاع التيار الكهربائي ، و نفس الامر حدث في كل من القليعة بتيبازة . و جاءت بيانات الشركة الوطنية لتوزيع الغاز و الكهرباء " سونلغاز " لتزيد من حدة تازيم الوضع حيث اوضحت ان اسباب هذه الانقطاعات تعود الى تسجيل بعض الاعطاب في التجهيزات خصوصا بالنسبة للاجهزة الحاملة للضغط العالي ، بيد ان الشركة - و هذا ما ساهم في تاجيج الوضع نظرا لخطورته " لم تنف ان بعض الانقطاعات حصلت بسبب تسجيل مستويات عالية جدا من الاستهلاك لم تتحملها شبكات التوزيع ذات الضغط المنخفض ، و لم تستبعد بيانات الشركة استمرار هذا الوضع بسبب ذلك ، و اوضحت في هذا السياق ان ضمان تزويد العاصمة لوحدها بالتيار الكهربائي بشكل منتظم و دائم يتطلب ايجاد 640 محولا كهربائيا . و تحدثت المنابر الاعلامية الجزائرية عن الخسائر المترتبة عن الانقطاعات المتواصلة في التيار الكهربائي حيث قدرها الناطق باسم اتحاد التجار و الحرفيين الجزائريين في تصريح ادلى به لجريدة " الشروق " الجزائرية فيما يفوق خمسة مليار دينار جزائري ( حوالي خمسين مليون اورو ) و ان عدد المتضررين من التجار و الحرفيين فاق 400 الف تاجر من اصل مليون و 200 الف تاجر . و من جهته اوضح رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك في الجزائر ان هذه الانقطاعات المتكررة تسببت في تعرض تجهيزات الكترو _ منزلية في الاف المنازل ناهيك عن تلف المواد الغذائية من لحوم و اسماك وفواكه و خضر وغيرها كثير . ويتساءل الراي العام الجزائري باستغراب كبير جدا عن عجز الحكومات الجزائرية المتعاقبة عن ضمان احد الخدمات الاساسية بالنسبة للمواطنين و للحياة على حد سواء بيد ان الجزائر تعتبر من اهم الدول التي حباها الله باحتياطي هائل جدا من الغاز و النفط ،