قال تقرير صادر عن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة إن المغرب مجتمع متعدد الإثنيات والثقافات موضحا أن المغاربة في معظمهم مسلمون سنيون من العرب والأمازيغ أو من أصول عربية أمازيغية مختلطة، كما تعيش في المغرب طائفة يهودية صغيرة مكونة من حوالي 4000 شخص وأشخاص من أصول إفريقية. وأضاف التقرير الذي أعدته الخبيرة المستقلة في مجال الحقوق الثقافية فريدة شهيد خلال زيارتها للمغرب من 5 إلى 16 شتنبر 2011، أن للمغرب لغتين رسميتين، ورحبت شهيد بكون اللغة الأمازيغية التي تتكون من ثلاث لهجات (تاريفيت، تاشلحيت وتامازيغت) منحت مؤخرا إلى جانب اللغة العربية صفة لغة رسمية في الدستور، وأكدت غياب بيانات موثوقة بشأن تركيبة سكان المغرب، واعتبرت ذلك يمثل أحد التحديات الكبرى فيما يخص التعزيز الفعال للتنوع الثقافي وتكافؤ الحقوق للجميع. وتأسفت عن إحصاء السكان لسنة 2004 معتبرة أنه لم يقدم معلومات مفصلة عن التركيبة السكانية للمغرب أو عن استخدامهم للغات. وذكرت أنه في سياق التحضير للتعداد السكاني المقبل المزمع إجراؤه في سنة 2013، سيكون من الأهمية بمكان ضمان جميع المعلومات عن استخدام اللغتين العربية والأمازيغية وغيرهما من اللغات وعن المؤشرات الأخرى المتعلقة بالتنوع الإثني والثقافي في المغرب. وتشيد الخبيرة بالتعديل الدستوري الذي يمنح اللغة الأمازيغية صفة رسمية وترسيخها كلغة مكتوبة، كما تشيد بالجهود التي بذلت من أجل تعزيز هذه اللغة. وأشارت إلى أن الدستور الجديد ينص في المادة الخامسة منه على أن الأمازيغية لغة رسمية للدولة، كما تنص المادة على أن الدولة ستتخذ التدابير الكفيلة بحماية اللغة الحسانية، وكذلك أشكال التعبير الثقافي واللهجات المنطوقة المتصلة بها المستعملة بالمغرب. وأوضحت أن نفس المادة من الدستور توحي بإنشاء مجلس وطني للغات والثقافة المغربية، مهمته حماية وتنمية اللغتين العربية والأمازيغية ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية. وأشادت الخبيرة بإنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2001، وحسب تقرير هذه الخبيرة فإن المعهد الملكي يرمي إلى تحقيق عدة أهداف منها تجميع وتدوين مختلف تعابير الثقافة الأمازيغية وحمايتها وضمان انتشارها، وإنجاز أبحاث وتشجيع أكاديميين وخبراء آخرين على إنجازها في مجال الثقافة الأمازيغية وإتاحة نتائج هذه الأبحاث على مستوى واسع والنهوض بالإبداع الفني في الثقافة الأمازيغية والمساهمة في إحيائه. وذكر تقرير هذه الخبيرة أن المدرسة المغربية تقدم دروسا في اللغة الأمازيغية، وفي موسم 2009 - 2010 غطى تعليم اللغة الأمازيغية في المدارس الابتدائية 17630 صفا وشمل 15% من التلاميذ، وقال التقرير إنه في الوقت الحاضر تقتصر هذه الدروس على المناطق الناطقة بالأمازيغية. وأشاد التقرير بالجهود المبذولة لتعزيز اللغة الأمازيغية في وسائط الإعلام العمومي ومنها على سبيل المثال إنشاء القناة الثامنة (تمازيغت) التي تبث برامجها بالأمازيغية وبالعربية أيضا. وأوصت شهيد بتخصيص إعانات للفنانين الأمازيغ والمسارح والجمعيات الثقافية الأمازيغية، واستخدام الأمازيغية في المجالات وإدراج الكتب المدرسية المكتوبة باللغة الأمازيغية في القائمة الرسمية للكتب الموزعة، وتعزيز المهارات اللغوية في صفوف الموظفين الحكوميين والإداريين الذين يقدمون خدمات عامة للناطقين بالأمازيغية.