آمل كما يأمل كثير من الناس غيري أن يكون الزميل رشيد نيني آخر صحافي يدخل السجن ليس فقط من خلال إعمال القانون الجنائي بل وحتى مع إعمال قانون الصحافة، وأن يكون أسانا وتذمرنا من إقفال باب الزنزانة على رشيد نيني لمدة سنة. آخر مظاهر القلق التي تحاصرنا. لسنا لأننا نحصر الصحافي في امتياز لايحظى به غيره من المواطنين، ولكن لأن مهنة الصحافة لاتحتمل التعامل معها بمنطق الزجر الاعتباطي، نقولها للمرة الألف.. خاطئ من يعتقد أن الزنزانة تمثل الفضاء الأنسب لردع المخالفات المتعلقة بقضايا النشر. السجن الذي دخله نيني لم يحل المشكلة أبدا، بل يمكن القول إنه زاد الإشكال استعصاء. لذلك كله وغيره كثير نقول اليوم إن حرصنا على أن يكون الزميل نيني الذي أهنئه على استعادته لحريته الشخصية ولحرية قلمه لا يمكن أن يبقى حبيس التعبير عن الإرادة، بل لابد من استتباب شروط جديدة تمثل القفل الذي يغلق الزنزانة في وجه الصحافيين الى الأبد، وهو الورش الذي يجب أن يحظى بالأولوية في عمل الحكومة الحالية. إن بلادنا تراكم المكاسب، والمجتمع الدولي يزداد تقديرا للجهود التي يبذلها المغرب في العديد من المجالات والمستويات، وهي جهود جبارة حقا، لكن هذا المجتمع الدولي لا ولن يفهم أبدا إدخال الصحافي إلى السجن وإحكام إقفال الزنزانة عليه، بل إن مثل هذه الأحداث العارضة تضر بطبيعة الانجازات التي يراكمها المغرب، بل إن ذلك يشوش على سمعة المغرب وصورته التي نريدها أن تكون ناصعة، نقية.