يقبل المشهد الاعلامي مستقبلا على الإنفتاح على العديد من القنوات الجديدة التي سيكون الجمهور المغربي على موعد مع رؤيتها ومتابعتها ابتداء من منتصف هذه السنة وإلى غاية سنة 2014، وسيتعزز المشهد الاعلامي بصفة خاصة بميلاد قناة جديدة، تهتم بشؤون الثقافة والتراث والمعرفة والأشرطة الوثائقية والتربوية وكل ما له علاقة بالثقافة والحضارة الوطنية، وكذا ما يتعلق بحضارات وثقافات العالم، وهو تحول، سيغني المشهد الثقافي الذي يشعر بغبن واضح في القناتين الأولى والثانية، ولا يخصص له سوى حيز لا يتعدى بضع دقائق ، وبالتالي يبرمج في أوقات غير مناسبة.وقد أصدرت وزارة الاتصال دفاتر التحملات لإنشاء القنوات المنتظرة، والتي تخص أيضا قناة الأسرة.. وقد يضع هذا الأمر حدا للتسيب الذي تعرفه دواليب الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، والمتمثل في توفرها على موارد بشرية هامة، لكن جزءا منها لا يعمل ولا يلقى حسيبا ورقيبا، لكونها تحظى بحماية من بعض المسؤولين أولها نفوذ، فقد تخوض صراعات، وسباقات محمومة من أجل الظفر بمسؤوليات، لملء جيوبها بمزيد من التعويضات، التي تعطى دون أدنى عمل أو عمل غير جاد أحيانا، بينما نرى العديد منهم يتجهون إلى إنتاج برامج لشركات انتاج انشأها «أبناء الدار»، ولا بأس ان يأكلوا من الكعكتين معا، فهم يحاولون أن يسخروا مداخيل الشركة إليهم ولأبنائهم الذين يتم توظيفهم في الحين لا لشيء إلا لأنهم أبناء الدار، فلم تخرج الغنيمة عن محيطهم؟ وربما ميلاد وظهور هذه القنوات قد يضع حدا للتسيب، وترشيد المال العام الذي يتفنن «بعض أهل الدار» في توزيعه بشتى الطرق، قانونية كانت أو غيرها. فهناك مسؤولة مثلا تريد أن تدفع بزوجها إلى رئاسة قسم الأنشطة الملكية ومن أجل ذلك فهي تصارع المدير العام، وتتحدى العالم من أجل ذلك بيد ان المدير يرى العكس. وهناك من تقاعد، وعاد من النافذة ليغرف من مالية الشركة. وآخر استفاد من المغادرة الطوعية، وجمع حصته ثم عاد ليطل على الإذاعة كل صباح. وغيرهم كثيرون، وحجتهم في ذلك أنهم «ولاد الدار» ويرى المعارضون لميلاد القنوات أنها ضربة موجهة للقناتين الأولى والثانية. واستنزاف لمواردهما المالية والبشرية. وستكون القناة الثقافية المنتظرة، مدعوة لبث برامجها على مدى 24 ساعة يومية متواصلة، تتضمن برمجة مختلفة ومتنوعة، لكنها ستركز أولا، على البرامج الثقافية وذات الصلة بالمعرفة، والأشرطة الوثائقية، والترفيهية، وهي البرمجة الموجهة لجميع الفئات ، ولمختلف الأعمار. وسيكون بوسع هذه القناة فتح أبواب النقاش والتعبير، حول القضايا التي سيكون لها ارتباط بالشؤون والأنشطة الثقافية، والفكرية والمحلية والجهوية والعالمية، والعمل على ترسيخ القيم الوطنية والكونية، كما سيكون عليها متابعة الأنشطة والمهرجانات الثقافية والفنية المغربية أساسا والتعريف لها وتغطيتها والمساهمة في نشر الإبداع المغربي بوجه عام. وسيمتد نشاط القناة إلى ملامسة تاريخ المغرب وتراثه الحضاري، عبر مجاله الجغرافي، وتختص في إعداد برامج خاصة حول أعلام المغرب، والكتاب والمؤلفين والاهتمام بنشر ثقافة القراءة. وترويج الكتاب . وسوف لا تخلو القناة من الاعمال المسرحية والاقليمية والدولية، كما تشمل ندوات ولقاءات وتغطيات خاصة بمعارض الرسم واللوحات، والنحت والفن التشكيلي بصفة عامة . ولا تخلو البرمجة من الموسيقى والإبداع الفني، وعلم الجمال. وتشمل الشبكة برامج تهتم بالذاكرة الفنية والموسيقية والغنائية، والمسرحية المغربية فضلا عن برامج الاستكتشاف العلمي في العالم وبرامج لتعليم اللغة العربية والأمازيغية واللغات الحية. وبرامج حوارية ونشرات إخبارية وبرامج وثائقية وللتربية المدنية والتفوق العلمي وبرامج محاربة الأمية، وتعليم لغة ضعاف السمع ومسلسلات وأفلام سينمائية ومسرحيات ذات بعد تثقيفي، وتاريخي وعلمي. وفي النقطة المتعلقة بالانتاج السمعي البصري الوطني ينص دفتر التحملات للقناة على أن يمثل 40% من الشبكة المرجعية ابتداء من فاتح يونيو 2012 على أن ترتفع الى 50% في 13 ثم 160 في 14. وبوسع القناة أن تتجاوز ذلك في حدود 5% وتلزم القناة ببث فيلم على الأقل تلفزيوني أو سينمائي من الإنتاج الوطني لا يقل عن 52 دقيقة والالتزام ببث برنامج أسبوعي لتعليم اللغة الأمازيغية، وبرنامج ثقافي في الأسبوع بالأمازيغية ويرخص للقناة الثقافية ببث وصلات إشهارية ورعاية برامجها، وبث عرض مسرحي وطني في الأسبوع.