شهد "المغرب" من أكثر من أسبوعين وحتى الآن بطئا شديدا في الأنترنت، حيث أصبح الوضع عام على الجميع، ومحنة يعيشها كل المستخدمين، فقد أصبح الكل يشتكي من ضعف صبيب الأنترنيت، ويلاقي المشتركون صعوبة في ولوج النت، حيث نواجه معاناة في فتح بعض المواقع وتصفحها، وحجب بعض الخدمات، فيكفي أن تشعل جهازك سواء في بيتك أو في أي مقهى أو "سيبير نت" حتى تبدأ في السب واللعن، وبشكل عام أصبح هذا هو حال كل مستخدمي الأنترنيت، أصبحنا نقضي طول اليوم أمام الجهاز ويا ليتنا نحصل في الآخر على ما نريده، فيكفي أن تأتي بالدليل من عندهم وذلك بقياس سرعة الأنترنت والتحميل من موقع "منارة" لكي تتأكد من أنك لا تستفيد حتى من ربع ما تؤديه. وطلع علينا "عبد السلام أحيزون" المدير العام ل"إتصالات المغرب" مساء يوم الثلاثاء 20 مارس ببيان ضعيف، وأعلن فيه أن أحد أسلاك الأنترنت البحرية المتواجد على مسافة 85 كيلومتر قبالة ساحل مدينة "أصيلة" شمال "المغرب" في اتجاه "مرسيليا" قد تعرض للقطع نتيجة التيارات البحرية السريعة به. وتقع هذه الأسلاك على بعد 550 مترا في عمق البحر. وحسب بلاغه فقد توجهت سفينة إيطالية متخصصة في تركيب الأسلاك البحرية إلى عين المكان لسحب السلك المتضرر إلى السطح وإصلاحه، كما ستجرب مدى جاهزيته قبل إعادته إلى عمق البحر. وستستمر عملية إصلاح الأسلاك المنقطعة حوالي أسبوع. وجاءنا بيان جديد من "إتصالات المغرب" يوم 5 أبريل بعد سخط عارم إجتاح جميع المستخدمين وبعد وقفاتهم الإحتجاجية ، يشير فيه إلى الجهود المبذولة بهذا الخصوص، حيث إن السفينة المتخصصة في وضع وصيانة الألياف البحرية تشتغل حاليا 24 ساعة في اليوم، مما يجعل الأشغال قد تنتهي يوم أمس الأحد 8 أبريل 2012 على أبعد تقدير. ويبدوا أن "أحيزون" يعد العملاء بما لا يملك لأنه من الأساس لا يعلم جيدا أسباب المشكل الحقيقي، لأن صبيب الأنترنت مازال على ما هو عليه بعد مرور 19 يوما وليس أسبوع فقط كما وعد سابقا. ولكي تعلموا السبب الحقيقي وراء البطء الممل، فقد ذكر الإعلام الغربي والعربي أن شبكات الأنترنت شهدت في الفترة الماضية وحتى الآن في "أمريكا الشمالية" و"أوروبا" و"آسيا" أيضا بطئًا ملحوظًا، وكانت عقدة الأنترنت الآسيوية هي الأكثر تأثرًا، حيث لوحظ انخفاض في الحزم يصل إلى أكثر من 33 % وفقا لخدمة "إنترنت ترافيك ريبورت" المتخصصة بمراقبة الحركة على الأنترنت. وتزامن هذا البطء مع قيام مجموعة "أنونيموس" باختراق ما يصل إلى 500 موقع صيني. وقد تركت المجموعة على المواقع المخترقة رسالة تهدد الحكومة الصينية قائلة: "تم اختراق المواقع اليوم، أما الغد فسيشهد سقوط النظام الصيني"، بحسب الرسالة. كما شجعت رسالة أخرى الشعب الصيني على القيام بثورة ضد حكومته، واحتوت على تعليمات تركها المخترقون تساعد الصينيين في الإلتفاف على الجدار الناري الصيني، الذي يمنع المستخدمين من تصفح الأنترنت بكل حرية. وحتى الآن لا يوجد أي رابط بين عملية الإختراق الكبيرة وبين البطء الذي حل بالشبكة الآسيوية، لكن غالبا ما تتم هجمات "أنونيموس" بما يُعرف بأسلوب هجمات الحرمان من الخدمة الموزّعة، حيث يقوم المخترقون بإنشاء آلاف الإتصالات إلى خادم خاص، مما يؤدي إلى انهياره بعد عجزه عن التعامل مع الحمل الكبير. وفي حال تمت مثل هذه الهجمات على نطاق ضخم، يظهر لها عواقب على سرعات الأنترنت حول العالم بأكمله. و"أنونيموس" عبارة عن مجموعة غير مركزية من "الهاكرز" قراصنة الأنترنت ينتشر أعضاؤها حول العالم، تقوم بعمليات اختراق على نطاق واسع. وكان من آخر نشاطاتهم اختراق مواقع تابعة ل"الأممالمتحدة" و"السي آي إيه" واختراق مواقع مجموعة كبيرة من شركات الإنتاج الموسيقي والسينمائي في العالم. يُذكر أن الأنتربول أعلن في فبراير الماضي اعتقال 25 فردًا ينتمون للمجموعة في كل من "أمريكا اللاتينية" و"أوروبا". ومن هذا المنبر أوجه كلامي لشركة "إتصالات المغرب" أنت مطالبة بتعويض جميع مستخدمي الأنترنت في "المغرب"، وأقول لها كذلك كان حري بك إخبار جميع مستخدمي الأنترنت في الشركات الثلاثة "إتصالات" و"ميديتيل" و"إنوي" بما يحدث لتوعيتهم لأنك الشركة الأم التي تملك كل الشبكات والفاعل الإتصالاتي الأول في بلدنا، بدل المراوغة والتهرب من عرض الأسباب الحقيقية والضحك علينا بكلام فارغ لا أساس له من الصحة.