يدي على يدها صرخةُ الهوى في محاجر المدى تفضّ غيمة الندى إذا غدوتُ جنبَها تنبأت بظلال كرومِها على أرض تنبذُ ضدّها في دهشةِ السُّهى. أيّة غاوية أنت؟ حين قاسمتك حظوظ الدنيا في سِدرة المنتهى وبوأتك عرشاً قائما على الماء تحفًّه ورودٌ بلون المشتهى إذا شممتها صرتِ أميرة تنسجُ فرحَتها من خيوط المُبتغى. نسيتُ، وأنا أجالس عينيها هذا الصباح أن أقرأ "طوق الحمامة" المركون في غرفة نومي حيث لغتي تقطُر حرفاً .. حرفا في شساعة الضُّحى الطالع من تلك الأبواب البعيدة التي ضيّعتُ صريرَها في مهبِّ الضياءْ. نسيت، وأنا أركبُ قطارَ الأحلام صحْبةَ جناح ضوء أن أودِعَ المفاتيح في الدّولاب هديَّةً للسائرين إلى النهر الهادِرِ بالرُّعودْ. ما أجملك! ما أجملك حين تصُبّين في الفنجان ضحكتك سُكّرا عليه يتغذّى كُحْل الأسرار في سُفن الأشفار الراحلةِ صوبَ قلبٍ يُثقِلُه رنينُ القوافي. أسير ولا أدري أعلى قدم أمشي أم على شفةٍ أدخلُ جنّتي أُحدّث نفسي المطمَئِنَّةَ للمُنى أن تنامَ وعيونُ السماء تحرُس اسمَها من عيْن المَهاة إذا التقتها على وترالنشيد توزّع سحرَها على أحداق الرّائحات إلى الرّؤى. قبل السفر، قادتني بمحض الهَوى إلى المُطلق أين ألمَسُ النبيذَ المُقطَّر من باب القصيدْ أمرت حراسها الأوفياء أن يَدلوني على الحرف في محار يُخبِّئ شموسَ الأكوانْ. بعد السفر، جئت كرسيها وحيداً أتلمسُ بعضَها على مَلمَسِه الخشبي ما وجدت غيْرَ زمَنٍ ترَهَّل في قبْضة يدي. تسافرين! دوما تسافرين! ها أنذا أنحتُك طيفاً يرامقني ليلا وأنا أقطف الشمسَ من موطِنِها النائي كي أنير طريقا يشق قلبي نصَّين أحِبُّهما حدَّ الشذى على شفَق المَغيب.