لامست وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون جوهروصلب ملف النزاع حول الصحراء المغربية حين أكدت أن إدارتها تشجع الجزائر على تعاون أكبر مع المغرب في أفق الاضطلاع بدور نشط للمضي قدما نحو تسوية لقضية الصحراء في إطار المفاوضات التي تجري تحت إشراف الأممالمتحدة . و جددت هيلاري كلينتون و في حضور وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي عقب محادثاث جمعتهما بواشنطن أول أمس الخميس التأكيد على أن موقف البيت الأبيض لم يتغير فيما يخص النزاع المفتعل حول الصحراء مبرزة أن بلادها ما زالت تدعم حلا سياسيا و سلميا من أطراف الملف في إطار مخطط التسوية الأممي . أهمية موقف السيدة كلينتون في الظرفية الراهنة وفي الوقت التي تتداول فيه تسريبات عن عزم بان كي مون دعوة أطراف القضية لحلقة جديدة من المفاوضات شهر فبراير القادم تتجلى في كون إدارة البيت الأبيض أضحت مقتنعة بأن المخرج المثالي الكفيل بخلخلة حالة الجمود و فك العديد من العقد و العثرات التي تؤجل الى ما لا نهاية كل بوادر التسوية تكمن في إحجام الرباط و الجزائر لاعتبارات و حساسيات لا مجال لاعادة التذكير بها عن الجلوس الى مائدة الحوار الثنائي الذي سيفضي حتما الى ملامسة بوادر التسوية السياسية النهائية لصراع عمر أكثر من اللازم و يستنزف قدرات البلدين الجارين على المضي قدما في مجالات التعاون الثنائي بعد وضع حد لعقود من تداعيات الحرب الباردة التي شكل ملف الصحراء الوقود الذي يشحن نيرانها في كل مناسبة . المنتظم الدولي الذي يترقب لأن تفضي المفاوضات الجارية الى تسوية سياسية نهائية للنزاع المفتعل مقتنع بأن هذه التسوية ستفتح منطقة الساحل الافريقي و شمال إقريقيا لمستقبل واعد ، حيث تحل جهود التنمية المشتركة محل المشاحنات الموروثة عن عهود الحرب الباردة البائدة و هو يدرك أن هذا المسار السلمي و المفيد للجميع لن يتحقق إلا بتظافر جهود محور الرباطالجزائر و اتفاق سادتهما في إطار مساعي توحيد المغرب العربي الكبير على أن مستقبل الأجيال المقبلة بالمنطقة رهين بنضج و مسؤولية المبادرات التي سيحتضنها قادة و حكومات البلدين الجارين اليوم قبل الغد و الكفيلة بطي نهائي لصفحة الماضي و التوجه الى المستقبل بروح التضامن و التعاون و نبذ الفرقة و الأحقاد المجانية .