قالت صحيفة "معاريف" العبرية السبت أنه أي شيء من الممكن أن يحدث في الشرق الأوسط. ولكن في بعض الأحيان تحدث أمور مفاجئة حتى بالنسبة للخبراء.. وأشارت الصحيفة إن "عائشة" الإبنة الوحيدة ل"القذافي" أرسلت من ملاذها في "الجزائر" حيث تقطن في منتجع فاخر غير بعيد عن العاصمة الجزائرية توكيلا للمحامي الإسرائيلي "نيك كاوفمان" لكي يمثلها أمام المحكمة الدولية في "لاهاي". وبالفعل، طبقا للصحيفة توجه "كاوفمان" في بداية شهر دجنبر للمدعي العام بالمحكمة الدولية وطلب بإسم "عائشة القذافي" التحقيق في مقتل والدها. وقال "كاوفمان" إن "عائشة هي سيدة قُتل والدها ومن حقها أن تقتص" في حواره مع صحيفة معاريف الإسرائيلية. وأضاف: "هي تظن أنه في حال أراد المدعي العام في المحكمة الدولية أن يحاكم عائلتها، عليه أن يظهر قدرا من العدل ويحقق في الأفعال التي قام بها كل من شاركوا في الحرب في تلك الفترة، بما في ذلك حلف "الناتو" والذي هاجم قافلة القذافي بصاروخ تم إطلاقه من طائرة أمريكية بدون طيار، وبعد ذلك وجهوا قوات المتمردين لمكان القافلة". وأضاف المحامي الإسرائيلي إن موت "القذافي" حقا عبارة عن تصفية جسدية، وأنا مثل الغالبية في العالم الغربي شعرت بالتقزز من مشاهدة الصور، وقد استقبلت "عائشة" مقتل والدها بصورة بالغة الأسى. "الشعور بالظلم هو ما يدفعها، إنها تعيش في صدمة منذ أن بُثت الصور الصعبة التي أظهرت تعذيب والدها. لقد دخلت المستشفى على إثر هذه المشاهد". وقد أعلن المدعي أنه سيبحث الموضوع وسوف يرسل قراره لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وسألت الصحيفة العبرية "كاوفمان" هل تتحدث مع "عائشة القذافي" بالإنجليزية أم العربية؟ فقال "أتحدث العربية بشكل جيد مثلما تتحدث هي الإنجليزية" وأضاف إنه تحدث أيضا مع شقيقها "الساعدي" الذي فر إلى "النيجر" ووجد هناك ملاذا". مشيرا إلى أن حديثه مع "الساعدي" جاء بناء على طلب منه وأضاف إن "الساعدي" يتحدث الإنجليزية بشكل جيد، فلقد عاش في "بريطانيا" و"إيطاليا" وتجول كثيرا في العالم، إنه شخص لطيف جدا ومهذب، وحين يحدثني يقول لي دائما /السيد "كاوفمان" شكرا جزيلا، إنه يحدثني باحترام لكوني محاميا، فهو يرى ما أقوم به من أجله ويشكرني على ذلك". - وسألت الصحيفة الإسرائيلية "كوفمان": لكن الشعب الليبي الذي عانى عشرات السنين من هذه العائلة بالطبع لا يكن لك مثل هذا الشعور؟ فأجاب "ليس دوري هو محاكمتهم، إنني أتعامل مع جميع عملائي على أنهم بشر ومن حقهم أن أقدرهم بالشكل الذي يستحقونه. بالنسبة لي الإنسان بريء حتى يتبين شيء آخر". - وسألت "معاريف" المحامي في حوارها معه وماذا بالنسبة للعدل تجاه الشعب الليبي؟ فأجاب "لا أتحدث معها عن ذلك، أنا محامي يتعامل مع أمور محددة. هي تريد أن يخضع من قتلوا والدها للمحاكمة، لقد كان الأمر قتلا وحشيا". - القذافي كان قاتلا كبيرا جدا؟ "لا يوجد أي مبرر لحدوث ذلك ل"القذافي" إطلاقا. من لم يتأثر بهذا المشهد فإنه ليس بإنسان. لقد روت لي "عائشة" إن المتمردين دنسوا قبر جدتها لأنها يظنون أنها يهودية. وهناك شائعة تقول إن "القذافي" كان يهوديا؟. - لا يهمها أنك إسرائيلي أو يهودي؟ "قلت ل"عائشة" وشقيقها فورا أنني إسرائيلي فقالوا لي لا مشكلة". - كيف تشعر اتجاههما؟ "لن أرد على هذا السؤال. "الساعدي" و"عائشة" ليسا أول عميلين في مكتبي، إنني أقدم لهما خدمة مثلما أفعل مع أي شخص آخر. وفي هذا المجال من القانون الدولي لا يوجد أي شيء يدفعك للتمييز بين عملائك".... وأشارت "معاريف" إن "عائشة" 35 سنة - هي فتاة "القذافي" المدللة فهي الإبنة الوحيدة ل"معمر القذافي" وقد وصلت إلى "الجزائر" في قافلة تضم ست سيارات مرسيدس تحت الحراسة في أواخر غشت 2011 هي واثنان من أشقائها "محمد" و"حنبعل" ووالدتها "صفية". أما زوجها "أحمد" وهو ضابط في الجيش وإبن خال والدها فقد قتل في يوليوز هو و2 من بين أبنائها الثلاثة خلال هجوم على مقر إقامة "القذافي". وبعد يوم من وصولها إلى "الجزائر" أنجبت طفلة. تركت "عائشة" خلفها في "ليبيا" فيلا كبيرة في ضاحية فشلوم في "طرابلس"، محاطة بسور مرتفع يخضع للحراسة. وروى سكان المنطقة للصحفيين أن "عائشة" لم تتحدث إطلاقا مع الجيران، والذين اعتادوا غلق نوافذهم. وحين كان والدها أو "توني بلير" يأتي للزيارة، تُغلق جميع الطرق المؤدية للمنطقة. خلال الثورة الليبية التي تصفها "معاريف" بالإنتفاضة - هربت إلى "مالطا" ولكنها عادت إلى "طرابلس" وتحصنت داخل فيلتها. وقد رفضت طلب المسجد المحلي ربطه بمولد الكهرباء الخاص بها لكي يستطيع المواطنون أداء الصلاة. ووصف سكان المنطقة الفيلا بأنها "بيت دعارة". "حتى في بيفرلي هيلز لا توجد بيوت كهذه" هكذا أخبروا الصحفيين. ثلاثة طوابق بغرف نوم كبيرة، نافورات مياه، بركة داخلية، غرفة تمارين رياضية خاصة، مطبخ ضخم، شرفة كبيرة، غرفة ملابس عملاقة، مئات من زجاجات الكحول، وأريكة مذهبة على شكل عروسة البحر تم نقش رأسها على شكل رأس "عائشة". "لقد عاشت إبنة "القذافي" مثل "كلوديا شيفر" شمال إفريقيا" هكذا وصفتها وسائل الإعلام والتي ألمحت إلى أن "عائشة" كانت تحتفظ بقصة حب مع "سيلفيو بيرلسكوني". يذكر أن موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين المتطرفين ذكر الخميس أن "عائشة القذافي" قد طلبت اللجوء السياسي من "إسرائيل"، خوفًا من أن يتم محاكمتها من قبل الحكومة الليبية الجديدة. وأشار الموقع إلى أن "عائشة" وكلت المدعي الإسرائيلي السابق "نيك كاوفمان" الذي يحمل الجنسية الأمريكية، ليتولى إجراءات طلبها اللجوء السياسي في "إسرائيل"، خوفًا من أن تطلب الحكومة الليبية الجديدة من نظيرتها الجزائرية تسليمها، ليتم محاكمتها أمام القضاء الليبي. ونقل الموقع عن أحد أصدقاء "عائشة" قوله: "عائشة تعتبر أن البلد الوحيد الذي تشعر فيه بالأمن هو "إسرائيل"، ولذلك طالبت باللجوء السياسي هناك، مع إدراكها بأن فرصها في اللجوء ضعيفة".