قال "عبد اللطيف المناوي" رئيس قطاع الأخبار السابق بالتليفزيون المصري في عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك" أنه هو من أمر بتصوير فيديو كواليس تنحي "مبارك" داخل التليفزيون المصري ولكنه نفى أن يكون له علاقة بتسريب الفيديو مشيرا إلى أنه ما نشر مجرد جزء مما تم تصويره.. وحكى "المناوي" في مقاله بصحيفة "المصري اليوم" كواليس تصوير الفيديو. وقال "علمت مبكرا بمغادرة الرئيس السابق إلى "شرم الشيخ" في اللحظة التي غادر فيها، كذلك علمت بقرار تسليم السلطة إلى القوات المسلحة بعدها بقليل، وتم إبلاغي عقب الإنتهاء من تسجيل البيان بأن الشريط الذي تم تسجيله، ويحتوي على البيان، سوف يتم إرساله على الفور "وحاول "المناوي" الدفاع عن نفسه وعن فريق التليفزيون الذين بكوا بعد إعلان التنحي فماذا قال..؟ شهدت الأيام الماضية جدلا وحوارا واسعين حول الفيديو الذي تم تسريبه إلى بعض المواقع الإلكترونية، وبالتالي إلى العديد من المحطات التليفزيونية المصرية والعربية، حمل هذا الفيديو عنوانين، أولهما "بكاء أبناء مبارك" والثاني "كواليس تنحي الرئيس مبارك"، الأول حمل تحريضاً مبطناً على كل من ظهر في الفيديو المذاع، والثاني حمل حقيقة مجردة حول مضمونه. ولأنني جزء رئيسي من هذا الفيديو المذاع أو المسرب، ولأنه أثار جدل متعدد الإتجاهات حوله، فإنني وجدت لزاما على أن أوضح بعضاً مما أحاط هذا اليوم من نقاط قد تكون مفيدة. بعد هذه المقدمة التي أظنها مهمة أعود إلى حكاية الفيديو الذي لا أعلم حتى الآن كيف تسرب من التليفزيون أو من قام بتسريبه، وقد تظل إمكانية الإجابة عن هذا السؤال صعبة، ولا أرى في هذه الجزئية ما يستدعي الاهتمام العام. ولكن ما قصة هذا الفيديو؟ شاء لي موقعي واتصالاتي في هذه الفترة أن أكون على دراية ببعض مما يحدث ساعة حدوثه أو بعدها بقليل، وهكذا فقد علمت مبكرا بمغادرة الرئيس السابق إلى مدينة "شرم الشيخ" في اللحظة التي غادر فيها، كذلك علمت بقرار تسليم السلطة إلى القوات المسلحة بعدها بقليل، وتم إبلاغي عقب الإنتهاء من تسجيل البيان بأن الشريط الذي تم تسجيله، ويحتوي على البيان، سوف يتم إرساله على الفور، وكان الرأي لدى القيادة أن يقوم بذلك اللواء "إسماعيل عثمان"، مدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لضمان تأمين وصوله وعدم حدوث ما يعوقه لأي سبب من الأسباب. وبالفعل عندما وصل اللواء "عثمان" كانت التعليمات لديه بالإنتظار حتى إبلاغه بالتوقيت المناسب لإذاعته، وذلك بسبب ترتيبات خاصة تتعلق بمغادرة عائلة الرئيس السابق وما صاحب ذلك من ملابسات تسببت في تأخير إذاعته حتى قبل السادسة بقليل، وظللنا في مكتبي في انتظار الوقت المحدد من قبل المجلس العسكري، واستمر هذا الإنتظار لفترة طويلة من الوقت، وطلبت من الزملاء في التنفيذ في ذلك الوقت أن يعدوا ما اعتقدت أنه مناسب للموقف، وكان الإختيار لأغنية "مصر"، وأبلغت عدداً محدوداً من الزملاء بالموقف منذ وصول الشريط وأعطيت تعليماتي بإعداد الأستوديو. كنت أنا من اتخذ القرار بالإعداد لتصوير اللحظات الخاصة بإذاعة البيان منذ لحظة الخروج من المكتب حتى الإنتهاء من إذاعته، وقد طلبت ذلك لاقتناعي بأن اللحظة مهمة وفارقة في تاريخ "مصر"، وبالتالي من المهم توثيقها، وذلك يتفق مع قناعتي الدائمة بأهمية التوثيق لكل الأحداث كلما أمكن ذلك. التسجيل الذي تم هو تسجيل لكل الدقائق التي بدأت منذ الخروج من مكتبي وقتها حتى العودة إليه مرة أخرى متضمنة إذاعة البيان الذي ألقاه السيد "عمر سليمان" نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت الذي استغرق 37 ثانية، وأعطيت تعليماتي بإعادته عدة مرات، وما تسرب هو جزء مما تم تسجيله. هناك من تحدث عن حالة ارتباك أثناء إذاعة البيان، وهو الأمر الذي لم ألحظه وقتها أو الآن، فقد تصرف جميع الزملاء على أكبر قدر من المسؤولية والحرفية والوطنية، وكانت الأجواء المحيطة متوافقة تماما مع مثل هذا الحدث الكبير، فلم يكن الحدث تسجيل برنامج أو سهرة على الهواء، بل كان تاريخاً يتغير. أما الحديث عن تعبيرات الوجوه فأود هنا فقط الإشارة إلى أن هناك من قضى خمسة عشر يوما داخل المبنى تحت كل الظروف والضغوط، تحمل خلالها من الجهد البدني والضغط النفسي أكثر مما يوصف، لذلك كان طبيعيا عندما تأتي لحظة مثل تلك اللحظة الفارقة بعد كل الضغوط الهائلة أن تنطلق المشاعر الإنسانية الطبيعية لتعبر عن نفسها، كل وفقا لموقفه، ابتداءً من الإحساس بالراحة، حتى الإحساس بالحزن لسقوط النظام حتى لو كان هذا هو الحل للموقف المعقد وقتها، أو الإحساس بالقلق الشديد على مستقبل الوطن. لقد كان ما التزمت به وزملائي الذين صمدوا معي هو العمل من أجل سلامة وأمن هذا الوطن. قلت لزملائي منذ اللحظة الأولى نحن هنا نعمل من أجل وطن وليس لأي هدف آخر، لهذا بقوا معي ودافعهم هو الإقتناع بتلك الحقيقة. لم تتح لي الفرصة أن أشكر كل الزملاء الذين شاركوني إيماني بأهمية دورنا في تلك المرحلة، هؤلاء الزملاء الأصدقاء لم يبخلوا بجهد، قاموا بدورهم بأقصى مهنية ممكنة في ظل الواقع الذي كنا فيه.