مع بداية شهر نوفمبر 2011 أفادت عدة مصادر رصد أن هناك عملية حشد عسكري متواصلة ومتكثفة للقوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية وأطراف أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي في منطقة شرق ووسط البحر الأبيض المتوسط. وتتشكل الحشود أولا: من قوات بحرية تابعة للأسطول السادس الأمريكي ووحدات تابعة للقوات البحرية التابعة للندن وباريس بعضها كحاملة الطائرات شارل ديغول شاركت في حملة الحلف العسكرية على ليبيا. وثانيا: من قوات جوية تابعة لدول الناتو، يتم إرسالها إلى قاعدة انكرليك وهي من اضخم القواعد الجوية للحلف الاطلسي المقامة على الاراضي التركية وتتمركز فيها وحدات من القوة الجوية الامريكية التكتيكية 16 وتقع القاعدة في ضواحي مدينة ادنة. وفي انكرليك وقواعد أصغر في جنوب تركيا يتم حشد عشرات الطائرات الأمريكية بدون طيار ومن ضمنها تلك المعدة للتشويش على أجهزة الرادار وتوجيه الصواريخ أرض جو وأرض أرض. ويسجل أنه في شهر يونيو 2011 وثقت واشنطن وأنقرة تحالفهما العسكري حيث ذكرت صحيفة "ميللييت" التركية في حينها أنه اتخذ قرار بوضع قيادة القوات البرية للحلف في قاعدة أزمير الجوية، في خطوة حولت تركيا الى قاعدة مركزية في عمليات الحلف في آسيا وخاصة بإتجاه حقول النفط في الخليج العربي وحوض المتوسط، وأضافت ان هذا القرار يعكس الثقل السياسي والعملياتي لتركيا داخل الحلف، وهو ينسجم مع التوجهات الحديثة للحلف في اطار مهامه الجديدة. وأشارت صحيفة "ميللييت" أن هذا التحول، مطلب تركي قديم وقد تحقق أيضا مع إغلاق قاعدة لاريسا الجوية في اليونان بحيث لم تعد بها قاعدة اطلسية رئيسية. القوات الجوية للحلف تحتشد أيضا في قبرص وفي قاعدة سودا في جزيرة كريت اليونانية حيث يقوم الفنييون في القوات الجوية الفرنسية والبريطانية بإعداد الطائرات المقاتلة المقنبلة. وفي إيطاليا بقاعدة أفيانو الواقعة شمال شرق البلاد ركز الأمريكيون طائرات مقنبلة منها طائرات ب-2 المضللة للردار. الى الشرق من المتوسط عزز الأمريكيون بشكل خاص قواتهم في منطقة الخليج العربي. استعدادات إسرائيلية في الوقت الذي يجري فيه هذا الحشد كشفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية يوم الأحد 6 نوفمبر 2011 عن مناورة جوية مشتركة ضخمة بين سلاح الجو الإسرائيلى واليونانى والإيطالى، يتم تنظيمها فى إسرائيل خلال النصف الثاني من نفس الشهر. وأضافت الصحيفة العبرية أن المناورة تأتى فى أعقاب التدريبات المشتركة التى أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، خلال الأسابيع الماضية، فى إحدى قواعد حلف الشمال الأطلسى "الناتو" شمال مدينة نابولي، مع سلاح الجو الإيطالي. ويعتقد بعض المراقبين أن الأمر يتعلق بقاعدة أفيانو الواقعة شمال شرق إيطاليا عند أقدام جبال كارنك الألب وعلى بعد حوالي 14 كلم من مدينة بوردنون. المناورة تأتي بعد أن أنهت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية يوم الخميس 3 نوفمبر، تدريبات موسعة فى عدد من المدن الإسرائيلية، لأهداف وصفت "بالبعيدة المدى". وشارك فى هذه المناورة التى ضمت معظم المدن، والبلدات الإسرائيلية الواقعة فى وسط إسرائيل قوات من الشرطة الإسرائيلية، ونجمه داوود الحمراء، بالإضافة إلى عدد من السلطات المحلية للإنقاذ والطوارئ. وأوضحت هاآرتس أن المناورات كانت تهدف إلى قياس مدى استعداد طواقم الإنقاذ الإسرائيلية، فى الوصول إلى مكان سقوط الصواريخ، وعملية إخلاء القتلى، والجرحى الإسرائيليين فى أقل وقت ممكن. ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر إستخباراتية إسرائيلية، قولها إن مدينة تل أبيب ومن حولها من المدن الإسرائيلية ستشهد، خلال أى حرب قادمة على إسرائيل، سقوط آلاف القتلى والجرحى، فى صفوف المستوطنين الإسرائيليين، جراء استمرار سقوط الصواريخ اليومى عليها، بالإضافة إلى ترحيل حوالى 100 ألف مستوطن إسرائيلى من منطقة "جوستن دان" إلى مناطق أخرى أكثر أمنا. أجندات أمريكية غربية كل هذه التحركات عززت توقعات بعض المراقبين الذين يرون أن حلف الناتو بصدد تكرار تجربته الليبية وهذه المرة في سوريا، وذلك بعد أن يحصل على تغطية سياسية ما. يوم السبت 12 نوفمبر قرر وزراء الخارجية العرب تعليق عضوية الحكومة السورية في الجامعة العربية، ودعوا الى سحب السفراء العرب من دمشق، كما اعترفوا ضمنا بالمعارضة السورية ودعوها الى اجتماع في مقر الجامعة لبحث "المرحلة الانتقالية المقبلة". القرار تلاه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وقرر الوزراء العرب كذلك "توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف اعمال العنف والقتل يقوم الامين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الامم المتحدة". ودعا القرار "الجيش العربي السوري الى عدم التورط في اعمال العنف والقتل ضد المدنيين". واكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية القطري ان القرار اتخذ بموافقة 18 دولة في حين اعترضت ثلاث دول هي سوريا ولبنان واليمن وامتنع العراق عن التصويت. السفير السوري لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد وصف قرار الجامعة العربية بانه "غير قانوني ومخالف لميثاقها ونظامها الداخلي"، معتبرا انه "ينعي العمل العربي المشترك واعلان فاضح بان ادارته تخضع لاجندات امريكية غربية". وهاجم مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية الشيخ حمد بن جاسم متهما اياه ب"العمالة والخيانة" بحسب دبلوماسيين عرب. وذكر المندوب السوري أنه ألقى مداخلة خلال الاجتماع "أكد فيها التزام بلاده بتنفيذ بنود خطة العمل العربية لحل الازمة وقال انه تم سحب المظاهر المسلحة من الشوارع وأن سوريا تتعرض لحملة اعلامية مضللة تتزعمها قنوات تعمل لصالح أطراف خارجية". وطلب المندوب السوري ب"اتاحة الفرصة امام بعثة الجامعة العربية لزيارة سوريا والاطلاع على الوضع على الارض". وكان وزراء الخارجية العرب اقروا في الثاني من نوفمبر الجاري خطة عربية لوقف العنف وبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات حول نسف الخطة. والتقت اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا يوم الجمعة 11 نوفمبر للمرة الاولى وفدا من المجلس الوطنى السورى المعارض برئاسة بسمة قضمانى فى خطوة تشير الى احتمال التعامل معه مستقبلا. وقالت بسمة قضماني الناطقة باسم المجلس الوطني وعضو مكتبه التنفيذي للصحافيين ان الوفد "طلب من اللجنة العربية الوزارية تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية وفرض عقوبات وتوفير حماية دولية" للشعب السوري. قرار غير متوقع قرار الجامعة العربية فاجأ العديد من الملاحظين حيث أنه خلال الساعات الثمان والاربعين التي سبقت اجتماع السبت في القاهرة أكدت مصادر في الجامعة أن هناك رفضا لكل تدويل أو تدخل عسكري أجنبي. وذكرت مصادر دبلوماسية عربية ان "جميع السيناريوهات مطروحة وأن تجميد عضوية سوريا لدى الجامعة اجراء صعب التحقيق لانه يتعارض مع الخيار العربي في حل الازمة عربيا". واوضحت ان تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية "يعني قطع الاتصالات بين الجامعة العربية وسوريا وهو ما يحول دون تقديم اي حلول عربية". ورأت هذه المصادر ان "تدويل ازمة سوريا عبر نقلها الى مجلس الامن خيار محكوم عليه بالفشل خاصة وان روسيا والصين تهددان باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد اي اجراء في هذا الخصوص وتصران على ضرورة حشد الدعم للمبادرة العربية لايجاد مخرج سلمي للوضع في سوريا". وتابعت ان "فرض منطقة حظر جوي على سوريا امر لا يحظى في الاساس بأي موافقة عربية لاقتناع العرب بضرورة عدم تطبيق النموذج الليبي في سوريا وإعتقادهم بان تدمير سوريا الدولة يعنى تعريض الأمن القومى العربى للخطر لانه سيفتح الساحة السورية لقوى إقليمية عديدة تتربص بالمنطقة ومستقبلها". التحول في موقف الجامعة العربية جعل المراقبين يؤكدون أن السيناريو الليبي يتكرر، وأن واشنطن في نطاق سياستها لركوب حركة التطور في المنطقة العربية، بصدد عقد تفاهمات ومقايضات مع عدة أطراف لتسهيل توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا تدمر قوتها العسكرية بشكل تام وتفتح الباب أمام تحولات داخل بلاد الشام تخدم تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي ينص على تقسيم دول المنطقة إلى ما بين 54 و56 دويلة متنازعة، والقضاء على المطلب الحلم حول وحدة دول الجامعة العربية. بعد 24 ساعة من موقف الجامعة العربية انتقد عدد من السياسيين والمعارضين السوريين القرارات الأخيرة بشأن سوريا، واعتبروا القرارات بداية لانتقال القضية السورية إلى طريق التدويل وإعلان حرب على سوريا. حيث قال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي في سوريا علي حيدر إن قرارات الجامعة هي بمثابة إعلان حرب على سوريا، وهي خطوة أولى نحو أخذ سوريا إلى مجلس الأمن عبر الجامعة العربية. واعتبر حيدر قرارات الجامعة انقلابا على أجواء التفاهم التي سادت ليلة اجتماع وزراء الخارجية العرب عندما رحبت سوريا بوفود ومراقبين من الجامعة العربية، قائلا "لقد شهد اليوم انقلابا لعبت قطر والسعودية دوراً بارزاً فيه". من جانبه، قال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين إن قرارات الجامعة بمجملها تأخذ الوضع السوري إلى التدويل، والهدف منها إزاحة الملف السوري عن كاهل الجامعة، وإن الجامعة تقاعست عن دورها الفعال واكتفت بإصدار البيانات. وأضاف حسين أن دعوة المعارضة لعقد اجتماع خلال 3 أيام غير ممكن، نظراً لاختلاف وجهات النظر بين تلك القوى، مشيرا إلى أن الجامعة سوف تكتفي بعقد اجتماع مع المجلس الوطني السوري. بدوره، اتهم المحلل السياسي السوري شريف شحادة، رئيس الوزراء القطري بالسعي إلى تصعيد الأزمة السورية لا حلها، لافتا إلى أن المبادرات الإيجابية التي تقدمت بها سوريا هي ما أزعجت قطر، التي اتهمها بالعمل على تنفيذ طلبات أمريكية تحت مظلة الجامعة العربية. وأكد شحادة أن القرارات الصادرة عن الجامعة هي اعتداء على سوريا، وأشار إلى أنها لم تلتزم بالمطلب السوري الذي دعا إلى وقف التحريض الإعلامي على سوريا، وشدد على أن الجامعة العربية بهذه القرارات ضد سوريا تعمل على التصعيد وهذا لا يخدم أحدا بل سيولد انفجارا لن يستثنى منه أحد في المنطقة. إشادات غربية مباشرة بعد المؤتمر الصحفي لوزير خارجية قطر الذي أعلن فيه عن القرارات المتخذة ضد دمشق توالت الإشادات من الدول الغربية. الرئيس الأمريكي باراك اوباما صرح في بيان اصدره البيت الابيض "احيي القرارات المهمة التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم ومن بينها تعليق عضوية سوريا ودراسة فرض عقوبات اقتصادية عليها". وقال اوباما ايضا "سنتابع العمل مع اصدقائنا وحلفائنا للضغط على نظام الاسد". من جهتها رحبت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ب"البادرة القوية والتاريخية" للجامعة العربية، معتبرة ان "الضغط الدولي سيزداد تصاعدا حتى يستجيب النظام الوحشي للاسد لمطالب شعبه ومطالب المجتمع الدولي". وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أكدت دعم الاتحاد الاوروبي لقرار الجامعة العربية، وقال مايكل مان المتحدث باسم اشتون لفرانس برس "ندعم كليا القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم والتي تظهر تزايد عزلة النظام السوري". وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه في بيان ان "فرنسا تحيي الاجراءات القوية التي اتخذتها الجامعة العربية اليوم بحق النظام السوري". وتابع الوزير الفرنسي "تدعو فرنسا المجتمع الدولي الى ان ينصت الى الرسالة التي وجهتها اليه الدول العربية، والى تحمل مسؤولياته، والى ان يبني على الشيء مقتضاه دون ابطاء، خصوصا امام جميع الهيئات الدولية المعنية لوقف العنف وحماية السكان المدنيين وافساح المجال امام انتقال سياسي في سوريا". وتسعى فرنسا منذ اشهر الى صدور قرار عن مجلس الامن يدين قمع النظام للمتظاهرين المناهضين له ويفتح الباب لتدخل عسكري لكن الموقفين الروسي والصيني حالا دون ذلك حتى الأن. كما اشاد وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ ب"حزم" الجامعة العربية". مقايضة وإغراء تقول مصادر رصد في غرب أوروبا أن واشنطن ولندن وباريس تمارس سياسة المقايضة والإغراء مع كل من موسكو وبكين في محاولة لمنعهما من استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن عندما تطرح الدول الغربية مشروع يسمح بالتدخل العسكري في سوريا تحت غطاء حماية المدنيين، كما حدث بالنسبة لليبيا. وتضيف هذه المصادر أن باريس وضعت سيناريو بديل في حال فشل عملية المقايضة. يوم الاثنين 7 نوفمبر صرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه بان فرنسا ستتشاور مع شركائها في الامم المتحدة بشان النداء الذي وجهته المعارضة السورية لتوفير حماية دولية لاهالي مدينة حمص. واضاف "تحدثت في هذا الامر في كان جنوب شرق فرنسا مع بعض اعضاء مجلس الامن مثل البرازيل" في اشارة الى قمة مجموعة العشرين التي عقدت في هذه المدينة. نفس مصادر الرصد ذكرت أن واشنطن تقوم مباشرة أو عبر أطراف ثالثة وفي مقدمتهم تركيا بمساومات مع كل من طهران وحزب الله في لبنان لإلتزام الحياد في حالة تدخل الناتو عسكريا ضد سوريا. وتضيف نفس المصادر أن واشنطن تعد ساسة إيران بعدم اللجوء إلى العمل العسكري ضد برنامجهم النووي إذا بقيت بلادهم خارج الصراع القادم للناتو ضد حكومة دمشق. ويشار أنه تم خلال شهر أكتوبر ونوفمبر تكثيف غير مسبوق لأخبار تروج لخطط أمريكية إسرائيلية حول ضرب المنشآت النووية في إيران واستعداد دول الخليج العربية للمشاركة في هذه الضربة بشكل أو بآخر. يقول مراقبون أن هناك دلائل تؤشر إلى قيام أطراف معادية لدمشق في لبنان بحملة مكثفة لتهريب السلاح إلى المعارضة في سوريا ومشاركة كذلك عناصر لبنانية مسلحة في المواجهات ضد الجيش السوري، ويضيف هؤلاء أن إسرائيل شاركت بكثافة في العمل ضد نظام دمشق وأن طائراتها بدون طيار تحلق بإستمرار مع طائرات أمريكية في المجال الجوي السوري لتكمل المعلومات الاستطلاعية التي يتم تحصيلها بواسطة الأقمار التجسسية. قصف المفاعل النووي العملية الإسرائيلية صورة مشابهة وتكرار لما أتاح لسلاح الجو الإسرائيلي بتعاون مع الأجهزة الأمريكية، قصف وتدمير المفاعل النووي السوري "الكبر" بالقرب من قرية دير الزور ليلة السادس من شهر سبتمبر 2007. يوم السبت 12 نوفمبر اضطرت بعض الأوساط التركية إلى الكشف عن عثرة في العمليات العسكرية الإسرائيلية في بلاد الشام. فقد تم العثور على حطام طائرة تجسس، تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، في محافظة أضنة جنوبي تركيا قرب الحدود مع سوريا ومع محافظة الاسكندرونة بحسب ما أكدته مصادر صحفية تركية. وذكرت صحيفة يني شفق التركية، في عددها ليوم السبت، أن صيادا تركيا عثر على قطع من طائرة "هيرون" التجسسية، مشيرة إلى أن الصياد قام بإبلاغ قيادة خفر السواحل عن تفاصيل الحادث. وتم إرسال فريق مختص من رئاسة الأركان العامة إلى المكان، وتم العثور على كل قطع الطائرة التجسسية المتحطمة تحت مياه البحر المتوسط، وتم نقلها إلى مقر قيادة رئاسة الأركان في مدينة "مرسين". وقالت إن الفرق المختصة توصلت بعد إجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة إلى أن الطائرة التجسسية "هيرون" المتحطمة تابعة لقيادة القوات الجوية الإسرائيلية، ولا تزال التحقيقات مستمرة في الموضوع". مساومات بينما يجري الحديث عن مساومات أمريكية مع طهران حول التزامها الحياد حال تدخل "الناتو" ضد دمشق مقابل مزيد من المكاسب لها في العراق، تعتقد بعض مصادر الرصد وخاصة الألمانية أن حزب الله اللبناني يبقى حتى الأن طرفا غير مؤمن له وذلك بسبب شعور بعض قياداته بأن ساسة طهران قد يكونو مستعدين للتضحية بحزبهم مقابل مكاسب في منطقة الخليج العربي. ويشير هؤلاء إلى أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله استغل يوم الجمعة 11 نوفمبر بمناسبة احتفال الحزب ب"يوم الشهيد" ليبعث برسائل متعددة التفسيرات. فقد حذر من أن أي حرب على إيران وسوريا لن تبقى في البلدين "بل ستتدحرج على المنطقة بكاملها"، مؤكدا أن محور المقاومة "يقوى ويكبر" إقليمياً. وقال حسن نصر الله إن الولاياتالمتحدةالأمريكية "تريد الانسحاب من المنطقة تحت نار السياسة والتهويل بالحرب"، مشددا على أنها "لن تنجح في إخضاع سوريا وإيران". وتوقع نصر الله فشل "الرهان على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وفي قراءته للضغوط المتزايدة على البرنامج النووي الإيراني، قال نصر الله إن المطلوب هو "جر إيران إلى طاولة المفاوضات المباشرة مع أمريكا، وإخضاع سوريا لتقبل ما لم تكن تقبله في الماضي". واستعبد احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى الجمهورية الإيرانية، وقال "من يجرؤ على أن يشن حربا على إيران؟". ولكنه لم يقل نفس الأمر بالنسبة لدمشق. وأشار نصر الله إلى أن أي حرب إسرائيلية على لبنان تدخل في دائرة التهويل، واستبعد خيار إقدام إسرائيل على شن حرب على لبنان بمعزل عن تطورات المنطقة. وقال "إذا لم يكن من مخطط للحرب على المنطقة، إذا لم يكن هناك مخطط لحرب على مستوى المنطقة، نستبعد أن يشن العدو الإسرائيلي عدوانا على لبنان". السفير الأمريكي يعود إلى دمشق قبل 48 ساعة من قرار الجامعة العربية سحب السفراء من دمشق أعلن دبلوماسي أمريكي يوم الأربعاء 9 نوفمبر ان السفير الامريكي في سوريا روبرت فورد الذي سحب شهر اكتوبر لاسباب امنية سيعود الى منصبه خلال ايام او اسابيع. وأكد جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط بعد جلسة للجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عودة فورد قريبا". وكانت الخارجية الامريكية قد اعربت عن أملها في ان يعود فورد الى دمشق قبل نهاية نوفمبر. وذكرت فيكتوريا نولاند الناطقة باسم الخارجية الامريكية ان روبرت فورد "اشترى ديك رومي لطاقم سفارته للاحتفال بعيد الشكر وهو يريد فعلا ان يتناول عشاء عيد الشكر مع زملائه هناك. هذا اذن ما نحن نتوقعه، ان يعود الى دمشق قبل عيد الشكر". يشار الى ان عيد الشكر هو أحد الأعياد الأكثر اهمية بالنسبة للامريكيين المسيحيين ويصادف عيد الشكر هذا العام في 24 نوفمبر. واضافت نولاند "عندما سيعود الى سوريا ننتظر من الحكومة ان تحترم بشكل افضل التزاماتها حيال معاهدة فيينا المتعلقة بحماية اعضاء السلك الدبلوماسي كي يكون في مأمن وكذلك جميع طاقمنا" في البلاد. وكان السفير الأمريكي قد جاهر خلال وجوده في سوريا بمساندة المعارضة على إسقاط النظام وحضر تجمعات للمعارضة وهاجم المناصرين للنظام رغم خروج عشرات الألاف منهم في مظاهرات ضخمة. واشنطن لا تثق بالجيش السوري في نطاق الحرب النفسية ضد حكومة دمشق والتي تذكر بما روجت له واشنطن سواء قبل حرب العراق سنة 2003 أو خلال محاولات واشنطن ركوب وإستغلال حركة التحول العربية، اعلن جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط امام مجلس الشيوخ ان بعض القادة العرب ابلغوا الولاياتالمتحدة في مجالس خاصة انهم عرضوا اللجوء على الرئيس السوري بشار الاسد في محاولة لاقناعه بالتخلي عن السلطة بهدوء وبسرعة". وفيما يتحدث البعض عن "انقلاب داخل السلطة" في دمشق قال فيلتمان "اعتقد ان هذا الأمر غير مرجح". واعتبر فيلتمان ان "الاحتجاجات العنيفة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد غير مجدية". واوضح فيلتمان أن العقوبات المفروضة على دمشق "زادت عزلة سوريا". ونصحت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة 4 نوفمبر السوريين المسلحين لقتال قوات الحكومة بعدم تسليم انفسهم للشرطة السورية بالرغم من التعهد الذي قطعته السلطات باصدار عفو عن الذين يسلمون اسلحتهم خلال ثمانية ايام. وردا على سؤال حول العلاقات بين سوريا وايران، أكد فيلتمان انه يتوجب على ايران "البدء بالتركيز على مرحلة ما بعد الأسد". ويشير ملاحظون أن استبعاد فيلتمان حدوث انقلاب داخلي يتناقض مع تصريحات مسؤولين أمريكيين في بداية شهر أكتوبر 2011 عن أن أكثر من عشرة آلاف جندي انشقوا عن الجيش وإنهم يهاجمون قوات الأمن. لكن مراكز رصد تتحدث عن محاولة مساومة أمريكية فرنسية وتركية مع عدد من ضباط الجيش السوري لتعطيل نظام الدفاع الصاروخي المضاد للطائرات وكذلك صواريخ أرض أرض التي تهدد جكومة دمشق بإستخدامها لقصف إسرائيل إذا ما تدخل حلف "الناتو". أسلوب الخنق الاقتصادي أحد أسلحة واشنطن لقوية لإضعاف حكومة دمشق يرتكز على أسلوب الخنق الاقتصادي، لأنه حسب خبراء في البنتاغون أفضل سلاح لتحويل الاغلبية الصامتة إلى خصم للنظام. وقد جاء في تقرير لخبراء اقتصاديين نشرته وكالة فرانس برس يوم 10 نوفمبر: تعرض الاقتصاد السوري لضربة قوية سددتها قرابة ثمانية اشهر من الاحتجاجات والعقوبات الاقتصادية الغربية. والنشاط الاقتصادي بات بطيئا. فحركة شراء السلع الاستهلاكية في ادنى مستوياتها والفنادق خالية. وقد الحقت اعمال العنف الضرر بالقطاع السياحي الذي كان يستخدم 11 في المائة من اليد العاملة وجنى اكثر من 7600 مليون دولار في 2010، اي 12 في المائة من اجمالي الناتج الداخلي، بحسب بول سالم مدير مركز كارنيغي للشرق الاوسط. واكد سالم ان "التجارة الخارجية انخفضت اكثر من خمسين بالمئة والاستثمارات الاجنبية توقفت، وتسارعت وتيرة هروب الرساميل" وخصوصا نحو دبي. وتحدث خبراء اقتصاديون ورجال اعمال سوريون عن تحويلات تفوق قيمتها اربعة مليارات دولار الى خارج سوريا منذ بدء حركة الاحتجاج في مارس، في حين فقدت الليرة السورية 10 في المائة من قيمتها امام الدولار الامريكي. وبلغ الربح الفائت قرابة 450 مليون دولار شهريا منذ الحظر الاوروبي الذي تقرر في سبتمبر على شحنات النفط السوري الذي يشكل مصدرا رئيسيا للعائدات، بحسب خبراء. ويعد الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى تجميدا لقروض بنك الاستثمار الاوروبي لسوريا في اطار مجموعة عقوبات جديدة. وفي 2009، قدم بنك الاستثمار الاوروبي 275 مليون يورو من القروض لقطاع الكهرباء في سوريا وخمسين مليونا لتحسين وضع البنى التحتية المدنية. وفي سبتمبر، اعتبر وزير المالية السوري محمد جليلاتي ان معدل النمو سيتراجع نحو 1 بالمئة واقر بانه سيكون للعقوبات الاوروبية "انعكاس على التجارة والصناعة". وكان حاكم البنك المركزي السوري اديب ميالة قد اوضح من جهته في نهاية اغسطس 2011 ان "القطاع الاول الذي اصابته الضربة هو قطاع السياحة الذي انخفضت عائداته بواقع 90 بالمئة وسيكون المواطن اول المتضررين. والنقل والواردات والصناعة، كل شيء سيتعرض اكثر فاكثر للارباك وستزداد البطالة والفقر". وكشف وزير الاقتصاد السوري محمد نضال الشعار في بداية نوفمبر ان "دعم السلع الاساسية لن يدوم والاقتصاد يمر بحالة طوارىء". واشار الى "ضرورة ايجاد وسائل ناجعة وسريعة لتنشيط الطلب والنهوض بالاقتصاد السوري من خلال تمويل العجز ودعم الصادرات التي تراجعت مؤخرا الى مستويات ملحوظة". التوقف عن الدفع يوم الجمعة 11 نوفمبر ذكرت صحيفة الفايننشال تايمز ان سوريا توقفت بسبب نقص السيولة عن الدفع لشركتي شل وتوتال لقاء انتاجهما النفطي في البلاد. واضافت الصحيفة ان التوقف عن الدفع هو نتيجة العقوبات المفروضة على دمشق من قبل الاتحاد الاوروبي التي كان لها اثر سريع على عائدات البلاد. وتتضمن هذه العقوبات حظرا اوروبيا على الاستيراد وشراء النفط السوري. ولم تشأ اي من هاتين الشركتين النفطيتين، ردا على طلب وكالة فرانس برس، الادلاء بتعليق على هذه المعلومات. ويقول مكتب جي.بي.سي اينيرجي المتخصص ان الاضطرابات في سوريا ادت الى خفض كبير للانتاج النفطي الذي تراجع اكثر من 10 في المائة في الاشهر الاخيرة وتدنى الى ما دون 300 الف برميل يوميا. البقية على القائمة سوريا ليست الأخيرة في قائمة الركوب الأمريكي على عمليات التطور في المنطقة العربية. بعد سقوط البوابة الشرقية للأمة العربية تحت الاحتلال الأمريكي في 9 أبريل 2003 بعدة شهور، كشف الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي الجنرال الأمريكي المتقاعد ويسلي كلارك، في حديث لموقع "الديموقراطية الآن"، أن وزارة الدفاع الأمريكية أصدرت في العام، 2002 مذكرة "تصف كيف ستجهز الولاياتالمتحدة على سبع دول خلال خمس سنوات، تبدأ في العراق، ثم سوريا، مروراً بلبنان وليبيا والصومال والسودان واليمن". وقال كلارك إنه فيما كان يقوم بزيارة لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ونائبه بول ولفوويتز في البنتاغون، بعد نحو عشرة أيام من هجمات 11 سبتمبر 2011، عرج على "هيئة الأركان المشتركة» لإلقاء التحية على "زملاء عملوا تحت إمرتي". وتابع أن "أحد الجنرالات طلب التحدث معه على انفراد"، قائلاً له بارتباك "لقد اتخذنا القرار بغزو العراق في 20 سبتمبر 2002". ولما سأله كلارك عن السبب، متسائلاً ما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد اكتشفت رابطاً بين صدام حسين والقاعدة، أجاب الجنرال بالنفي، مضيفا "أعتقد أنهم لا يعلمون ماذا سيفعلون غير ذلك.. وكأننا لا نعلم ماذا يتوجب علينا أن نقوم به حيال الإرهابيين". وتابع كلارك أنه قام بزيارة الجنرال بعد بضعة أسابيع، أي "فيما كنا نقصف أفغانستان"، وسأله "ما إذا كانت الإدارة عازمة فعلاً على مهاجمة العراق؟"، فأجاب الجنرال "لا بل أسوأ من ذلك.. لقد تلقيت للتو من فوق مكتب وزير الدفاع هذه المذكرة.. التي تصف كيف سنجهز على سبع دول في خمس سنوات". فسأله كلارك ما إذا كانت المذكرة "سرية"، وعندما رد الجنرال بالإيجاب، رفض كلارك رؤيتها، لكنه تبلغ منه اسماء الدول السبع المستهدفة. "الفوضى الخلاقة" بعد أشهر من تصريحات كلارك ذكرت مصادر ألمانية أن غالبية الدول العربية موجودة على القائمة. ومع صيف سنة 2011 أكدت نفس المصادر أن حلف الناتو يملك خططا للتدخل في كل الاقطار الواقعة بين الخليج العربي شرقا حتى السواحل الأفريقية على المحيط الأطلسي، وأنه سيجري التدخل ضمن أي حركات احتجاج على الأنظمة لتحويلها إلى فوضى خلاقة حسب المعجم الأمريكي ليتولد فعل ورد فعل يسمح عبر وسطاء وبالوكالة بتبرير التدخل العسكري غير المكلف. الفوضى الخلاقة وباللغة الإنجليزية هو مصطلح سياسي عقدي يقصد به تكون حالة سياسية أو إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث. وعلى الرغم من وجود هذا المصطلح في أدبيات الماسونية القديمة حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون إلا أنه لم يطف على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش الابن في تصريح وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في حديث لها أدلت به إلى صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في شهر أبريل 2005. كتب محلل عربي خلال شهر يوليو 2011: بعد عقد من الزمان على انتهاء الحرب الباردة، وبفعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، شهدت البلدان العربية والإسلامية خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين أحداثا ساخنة بدأت ولم تنتهِ. ارتفعت لافتات الحرب على الإرهاب، ونزع أسلحة الدمار الشامل، والدفاع عن حقوق الإنسان، وحرية التعبير، والمشاركة السياسية، وحق تقرير المصير... الخ، فاشتعلت نيران الحروب الاستباقية، ودوى قرع طبولها والتلويح بتوسيع دائرتها هنا وهناك، فتغيرت أنظمة، وعدلت دساتير وقوانين عدة، وبرزت الانقسامات السياسية، والطائفية، والمناطقية، والمذهبية. وعليها تبلورت مشاريع التفتيت والتجزئة داخل الوطن الواحد، ومنها ما بدأ يتجسد على الواقع العربي تحت إشراف المجتمع الدولي، وذهول الأنظمة التي يراد لها بأي شكل من الأشكال أن تكون جزءاً من نظام دولي جديد، تتعولم فيه السياسات، والحضارات، والمعتقدات.