قال الزميل الصحفي والإعلامي الكبير يسري فوده صاحب برنامج آخر كلام إنه قرر تعليق برنامج “آخر كلام” إلى أجل غير مسمى. مشيراً إلى إن هذه طريقته في فرض الرقابة الذاتية: أن أقول خيراً أو أن أصمت. وأعرب فوده في بيان صحفي نشره على صفحته على الموقع الإجتماعي فيس بوك عن تقديره لقناة أون تي في والفترة التي عمل فيها داخلها وكل صوت حر شريف.. مشيراً إلى أنه رصد تدهور ملحوظ في حرية الإعلام المهني في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف “الإعلامي”. هذا التدهور و ذلك التهاون نابعان من اعتقاد من بيده الأمر أن الإعلام يمكن أن ينفي واقعاً موجوداً أو أن يخلق واقعاً لا وجود له. وأكد أن تلك هي المشكلة الرئيسية و ذلك هو السياق الأوسع الذي لا أريد أن أكون جزءاً منه. جاء بيان يسري فوده تعليقا على منع حلقة البرنامج الخميس، والذي أعد خلالها لاستضافة كل من الدكتور علاء الأسواني والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى والصحفي ياسر رزق للتعليق على حوار أعضاء المجلس العسكري مع قناتي دريم و التحرير حول أحداث ماسبيرو . وقال في بيانه: ثلاثة أشياء أحاول دائماً أن تبقى نصب عيني: ضميري أمام الله و واجبي تجاه الوطن و حرصي على قيم المهنة. هذه كلها الآن تدفعني إلى إصدار أول بيان في حياتي لمن يهمه الأمر بعد مسيرة صحفية تقترب اليوم من نحو عشرين عاماً تقديراً لمن شرفوني بثقتهم و احتراماً للذات. تتخذ الشهور التسعة الأخيرة من هذه المسيرة موقع القلب بعد ثورة وسيمة في بلادنا يشعر كثير منا أنه لا يراد لها أن تبقى وسيمة. و ليس سراً أن جانباً كبيراً من عقلية ما قبل الثورة لا يزال مفروضاً علينا بصورته التي كانت، إن لم يكن بصورة أسوأ. و لأنه ليس من أجل هذا يقدم الناس أرواحهم و أعينهم و أطرافهم فداءاً لحرية الوطن وكرامة العيش فلابد لكل شريف من وقفة. وقفتي كمواطن يخشى على وطنه لا حدود لها، لكن وقفتي اليوم كإعلامي تدعوني إلى رصد تدهور ملحوظ في حرية الإعلام المهني في مقابل تهاون ملحوظ مع الإسفاف “الإعلامي”. هذا التدهور و ذلك التهاون نابعان من اعتقاد من بيده الأمر أن الإعلام يمكن أن ينفي واقعاً موجوداً أو أن يخلق واقعاً لا وجود له. تلك هي المشكلة الرئيسية و ذلك هو السياق الأوسع الذي لا أريد أن أكون جزءاً منه. و رغم إدراكي لحقيقة أن جميع الأطراف في مصر الثورة كانت، و لا تزال، تمر بمرحلة ثرية من التعلم تغمرنا بالتفاؤل، في أحيان، و تصيبنا بالإحباط، في أحيان أخرى، فإن حقيقة أخرى ازداد وضوحها تدريجياً على مدى الشهور القليلة الماضية تجعلنا نشعر بأن ثمة محاولات حثيثة للإبقاء على جوهر النظام الذي خرج الناس لإسقاطه بعدما ملأ الأرض فساداً و فجوراً و عمالة. و قد اتخذت هذه المحاولات طرقاً مختلفة، بعضها موروث و بعضها الآخر مبتكر، و إن كانت جميعاً عمدت في الفترة الأخيرة إلى وضع ضغوط، مباشرة و غير مباشرة، على من لا يزالون يؤمنون بالأهداف النبيلة للثورة و يحاولون احترام الناس و احترام أنفسهم، و ذلك بهدف إجبارهم على التطوع بفرض رقابة ذاتية فيما لا يصح كتمه أو تجميله. لقد كنت، و سأبقى دائماً، فخوراً بقناة “أون تي في” وبما قدمه شبابها في أصعب الظروف، مثلما كنت، و سأبقى دائماً، فخوراً بكل صوت مصري حر جرئ لا يخشى في الحق لومة لائم أينما كان، و مصر مليئة بالأحرار. و رغم أنني لا أجد في نفسي ما يدعوني إلى البحث عن طريق آخر فإنني أجد في نفسي أسباباً كثيرة تدعوني إلى تعليق برنامج “آخر كلام” إلى أجل غير مسمى. هذه طريقتي في فرض الرقابة الذاتية: أن أقول خيراً أو أن أصمت. و هذه صرخة من القلب دافعها حب الوطن ومبتغاها وجه الله، و بين الدافع و المبتغى إيمان عميق بأن مصر تستحق أفضل من هذا بكثير. يسري فوده وتعقيباً على إلغاء حلقة يسرى فوده مساء الخميس قال الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية على حسابه الشخصي على أن تكميم الأفواه و تقييد حرية الإعلام هو ضرب للديمقراطية في مقتل، متسائلاً أين نتجه؟... وقال محد فتحي مدير البرامج السابق بقناة التحرير وأستاذ الصحافة بقسم الإعلام بآداب حلون في تصريحات صحفية إن يسري فوده أجرى اتصالين مقتضبين بعلاء الأسواني وإبراهيم عيسى ليبلغهم بإلغاء الحلقة، وحينما سألاه عن السبب رد: مش هاعرف أتكلم دلوقتي.. ونقل المدون وائل عباس عن علاء الأسواني قوله: إن حلقة الخميس منعت بضغوط من المجلس العسكري الحاكم للبلاد. يذكر أن فوده كان قد أعلن أنه سيستضيف في حلقته كل من علاء الأسواني وإبراهيم عيسى وياسر رزق للتعليق على مقتل القذافي وتحليل لقاء المجلس العسكري مع الإعلامية منى الشاذلي وإبراهيم عيسى الأربعاء.