سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام الجزائري يغوص في مياه علاقات المغرب بالمجلس الانتقالي الليبي لتعكيرها الترويج مجددا لنظرية المؤامرة لامتصاص غضب الشارع الجزائري و تجييشه ضد المغرب و فرنسا
في الوقت الذي تتناقض فيه تصريحات مسؤولي الخارجية الجزائرية في شأن مستقبل العلاقات مع المجلس الانتقالي الليبي ما بين الناطق الرسمي باسم الديبلوماسية الجزائرية الذي كشف عن وجود ترتيبات لاستقبال وفد رفيع المستوى من المجلس الوطني الانتقالي الليبي بهدف بحث العلاقات بين الجانبين والفصل في ملفات تعتبرها الجزائر ذات أهمية قصوى كالملف الأمني , وتأكيد مصدر حكومي جزائري للقدس أن الجزائر ستعترف بالمجلس الانتقالي رسميا وعلنيا عندما يتم الاتفاق على مجموعة من القضايا المهمة بالنسبة لوجهة النظر الجزائرية وفي مقدمتها القضايا الأمنية مع إشتراط تشكيل حكومة ليبية تمثل عموم الشعب الليبي . في هذا الوقت الضائع الذي يعكس لخبطة حسابات الساسة الجزائريين و تخبطهم في الخروج من ورطة موقفهم العدائي من ثورة الشعب الليبي تتكفل صحافة الجنرالات في الجزائر بمهمة تمويه وتنويم الرأي العام الجزائري وإستعدائه ضد الجار المغربي عبر حبك سيناريوهات المؤامرة الخسيسة والمطبوخة. وفي هذا الاتجاه المعتاد والذي يعكس بجلاء ورطة النظام الجزائري وتخبط أبواقه الاعلامية ، زعمت صحيفة الفجر أن المجلس الانتقالي الليبي يواجه ضغوطا فرنسية مغربية يراد من خلالها عرقلة مساعي التقارب بين الجزائر والسلطات الليبية الجديدة. وتحدثت ذات الصحيفة عن ما زعمت أنه تنسيق فرنسي مغربي لافشال أي تقارب محتمل بين الجزائر وقيادة الثوار والتشويش على المهمة المرتقبة للمجلس الانتقالي إلى الجزائر. والغريب أن هذه الاتهامات الصريحة للرباط و فرنسا تتزامن مع اشتراط رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل اعتراف الجزائر بالثورة الليبية قبل القيام بأي زيارة بين الجانبين واستغراب المسؤول الليبي «تأخر» الجزائر في الإعتراف بثورة الليبيين ضد نظام العقيد معمر القذافي. والواضح من الاتهامات الاعلامية الجزائريةالجديدة للمغرب وفرنسا بالسعي وراء إجهاض أي تقارب بين الجزائر والمجلس الانتقالي أن الغرض الأساسي من ورائها هو تخفيف ضغط الشارع الجزائري على نظامه بالاسراع في الاعتراف بالثوار الليبيين ومساندتهم وتنديده بالطريقة الفاشلة والانتهازية التي تعاملت بها حكومته مع مستجدات الحراك الشعبي في الجماهيرية ودعم النظام الجزائري العلني والمتستر لنظام القذافي الى آخر لحظة . وتتجلى خطة المخابرات العسكرية الجزائرية في تحريك أذنابها الاعلامية المأجورة لاختلاق سيناريو مؤامرة ضد الجزائر يكون مصدرها بامتياز المغرب وحليفته فرنسا وتسويقها للرأي العام الجزائري كجرعة مخدرة تمتص حماسه وحنقه على ديبلوماسية بلاده وتجييش عواطفه ضد عدو متآمر لن يكون الا محور الرباط / باريس الذي يدرك أقطاب نظام قصر المرادية أنه حقق مكاسب ديبلوماسية عريضة في تعامله مع الشأن الليبي بموضوعية وواقعية. نظام المرادية الذي يدرك قبل غيره أن قطار الأحداث المتسارعة بالمنطقة قد فاته الى ما لا رجعة و أن ترتيبات الوضع الجيو إستراتيجي بالمنطقة لن تتماهى إطلاقا مع أجندته التوسعية والاستعلائية المتجبرة يحاول بمنطق الخوض في المياه العكرة تجاوز مراحل الحسم وحماية كيانه المتداعي من تداعيات المنطقة على وضعه الداخلي في المقام الأول والحل الجاهز والوارد بين يديه في الظرف الراهن لن يكون مجددا إلا باقحام الجار المغربي في مزاعم المؤامرة أملا في عزل المغرب عن محيطه الجيواستراتيجي بالمغرب العربي ومن ثمة الضغط على فرنسا المقبلة على إنتخابات رئاسية قريبة للكف عن دعمها للمواقف المغربية . بهذا السيناريو الشيطاني المحبك تعتقد الجزائر واهمة أنها ستكبح جماح الديبلوماسية المغربية التي لا يختلف اثنان أنها حققت خلال الأشهر الأخيرة مكاسب دولية مسترسلة ووازنة.