كل مسلم يريد أن يحظى بحب الله له، والحقيقة أن هدايته إلى الإسلام هي بحد ذاتها بداية طريق هذا الحب . لقد وجهنا الله سبحانه إلى سلوك الطريق الذي يؤدي إلى نيل هذا الكنزالنفيس : أن نكون أحبابا لله . بداية الطريق كما قلنا : الإسلام ، لكن وراء الإسلام الإيمان والإحسان. فهذه مراتب الدين . وشعب الإيمان عديدة، ومقامات الإحسان كثيرة . لكن القرآن الكريم أرشدنا، من خلال عدة آيات، إلى صوى الطريق التي إن اتبعناها لا نضل ولا نشقى . إن الحب الإلهي ليس مجرد دعوى . ولذلك قال الله سبحانه على لسان نبيه الخاتم : «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم . والله غفور رحيم» [آل عمران] . وإذن فمتابعة الرسول طريق الحب الإلهي ووسيلته. ومتابعته لا تكون إلا بمحبته. نقرأ في القرآن الكريم عدة آيات كريمات تشير إلى صفات يجب أن يتحلى بها المؤمن ليحصل على حب الله له . منها قوله تعالى : «والله يحب المحسنين»، «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين»، «فإن الله يحب المتقين»، «إن الله يحب المتوكلين».«والله يحب الصابرين». ومقابل ذلك نقرأ آيات أخرى تشير إلى صفات يجب أن يتخلى منها المؤمن لينال شرف المحبة . منها : «إن الله لا يحب المعتدين»، «والله لا يحب المفسدين»، «والله لا يحب الظالمين». فمن تخلى من هذه الصفات القبيحة ومثيلاتها، وتحلى بتلك الصفات الجميلة وأخواتها، كان مؤهلا بفضل الله تعالى لأن يحظى بحب الله له . وفي الحديث القدسي : «ما تقرب إلى عبدي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصربه، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه» الحديث . فنوافل الطاعات- وهي ما زاد على الفرائض- من أبواب حب الله تعالى لعبده .