في الوقت الذي ما زال فيه زعيم الانفصاليين عبد العزيز يتنقل بين عواصم إفريقية بدءا من جوباجنوب السودان التي كان بين كل دول المعمور السباق الى إقامة علاقات ديبلوماسية معها بايعاز و توجيه من أولياء نعمته بالجزائر ، كانت فنادق ولاية بومرداس الساحلية بضواحي العاصمة الجزائرية تستضيف للسنة الثانية على التوالي زهاء 400 من قادة و أطر الجبهة الانفصاليةالهاربين من جحيم حر تندوف الى منتجع صيفي بنسائم البحر وفرته بالكثير من الأريحية و كرم الضيافة حكومة الجزائر تحت ستار تنظيم جامعة صيفية و الحال أن الأمر لا يعدو أن يكون عطلة مدفوعة التكاليف تمتد لأزيد من عشرة أيام تصرف تكاليفها الباهظة من خزينة الدولة الجزائرية . بعيدا عن حر تندوف القائظ الذي يكتوي بجحيمه آلاف المحتجزين المحاصرين في غيتوهات تنعدم لأدنى شروط الحياة و بالعيون كشف المعارض التائب بابا مصطفى السيد شقيق كل من الوالي السيد مؤسس البوليساريو و البشير مصطفى السيد المرشح المحتمل لمنافسة عبد العزيز المراكشي على منصب قيادة الجبهة بالمؤتمر المرتقب للجبهة , كشف بابا في حوار نشر بجريدة صادرة بالعيون عن حقائق صادمة ذات صلة بالغسيل الداخلي للجبهة الذي ينضح بوقائع تعكس بجلاء التفسخ التدريجي لأسطورة الجبهة الانفصالية ووتيرة إحتضارها السريع . فبابا مصطفى السيد الهارب منذ عقود من تندوف الى كندا قصد الدراسة عبر خلالها في أكثر من مناسبة عن معارضته لنهج عبد العزيز المراكشي قبل أن يحط الرحال بعاصمة الأقاليم الصحراوية المسترجعة العيون ويعقد قرانه على صحفية تشتعل بمحطة الاذاعة الجهوية ، أثار اهتمام المخابرات الجزائرية بشكل سريع حيث تخوفت من أن يتطور زواجه بصحراوية وحدوية الى تحوله على غرار حالة مصطفى ولد سلمى الى سلاح دعاية تستخدمه الرباط . و لمنع وقوع شقيق الزعيم التاريخي للجبهة في شراك المغرب تحركت آلة الاستخباراتية الجزائرية بتعاون مع انفصاليي الداخل و تمكنت من إغراء مصطفى السيد و ضمان عودته الى الجزائر في مقابل وظيفة أستاذ جامعي بجامعة الجزائر و راتب شهري مجزي (20 ألف أورو) مخصص له من ميزانية الجبهة قبل أن يعلن الولاء و البيعة لغريمه السابق عبد العزيز المراكشي و يتحول بترتيب مسبق لزوجة عبد العزيز الوزيرة الجزائرية خديجة حمدي الى بوق دعاية لصالح المراكشي ضد طموحات شقيقه المصطفى السيد . الى حدود هذا الأمر تبقى المسألة طبيعية و عادية لكل عارف لكواليس إشتغال أجهزة المخابرات العسكرية الجزائرية و تمفصلاتها الأخطبوطية المتشعبة للأسف في عمق الأراضي المغربية المسترجعة لكن الحدث المفاجىء هو إقرار المعارض السابق التائب عبرحوار بصفحات الصحيفة السابق الذكر و التي تلقفتها مواقع موالية للانفصاليين فك ارتباطه بصحفية محطة العيون المدافعة عن مغربية الصحراء و إهدائه صك غفران جاهز لزعيم الجبهة عبد العزيز بتقريره أن من حقه أن يبقى في السلطة زعيما أبديا للجبهة الانفصالية مدى حياته من منطلق أن الجبهة ك»حركة تحرير» في تقدير السيد لا يمكن أن تخضع مؤسساتها لمنطق الديمقراطية الداخلية. المتملق بأعتاب ولد عبد العزيز و في لحظة اعتراف سيعطي تفسيرا عجيبا و صادقا بالمرة لقضية المناضل الوحدوي مصطفى ولد سلمى حيث سيقر أنه من حق الجزائر التي قبلت عناصر الجبهة كلاجئين بتندوف أن ترفض أي شخص لا ترغب في إقامته فوق أراضيها لا تتوفر فيه هذه الشروط و هو بهذا التصريح سيكشف حقيقة التورط العملي و الحقيقي للنظام الجزائري في ملف المناضل ولد سلمى المبعد من تندوف , وبالتالي علاقتها المباشرة بما يحاك و يدبر و يقرر داخل قيادة الجبهة .