فتح تعاقد الهلال مع المغربي عادل هرماش، ملفات عتيقة في دفاتر احتراف اللاعبين المغاربة مع النادي التي أثرت الفريق في عدد من المنافسات المحلية والخارجية، وسجلت حضوراً متفاوتاً خلال الحقبة الزمنية الاحترافية المبكرة للكرة السعودية في مرحلتها الثانية، وتفاوت الحضور المغربي مع ثقل الأسماء التي تعاقد معها الهلال بالثلاثي الدولي سعيد شيبا وأحمد البهجة وصلاح الدين بصير. وسجل هذا الثلاثي ( لاعب وسط ومهاجمان)، حضوراً جيداً، وكان أقلهم حضوراً زمنياً سعيد شيبا الذي قدم للهلال في أوج توهج خط وسط الفريق الذي كان يتواجد به أفضل ثلاثي مر عليه وهم يوسف الثنيان وخالد التيماوي وفيصل أبو اثنين. ولم تكن تلك الفترة إبان إشراف المدرب البرازيلي أوسكار كافية لأن يكشف شيبا عن قدراته الفنية الكامنة، التي كانت تمتاز بالدرجة الأولى بالقدرة الفائقة على تنفيذ الكرات الثابتة خاصة التي تعبر من الأطراف، فرحل سريعاً إلى الدوري الأسباني وتحديداً لنادي كوموبستيلا قبل أن يغادره إلى أريس اليوناني، ومن ثم يعود إلى المنطقة الخليجية عبر بوابتي السد والغرافة. كما كان للمهاجم أحمد البهجة حضوراً لافتاً في الدوري السعودي مع الهلال، وكان عاملاً مساعداً في تحقيق الهلال للإنجازات الكروية، إلا أن الفترة التي حضر فيها البهجة صاحبها «مراهقة كروية» ومشاغبات كثيرة أثناء المواجهات الكروية، حيث كان حاد المزاج، ما جعله لقمة سائغة للإعلام المقروء قبل الثورة الإعلامية الحالية. وكان البهجة سريع الاستثارة، فمهد الطريق أمام المدافعين لاستفزازه وإخراجه عن طوره، وتشتيت ذهنه عن المهام الأساسية التي توكل إليه في الميدان كقصة (الدبوس) الشهيرة التي صرح بها اللاعب بعد مباراة الهلال مع الشباب، مشيراً إلى أنه تعرض لوخزات بالدبوس من قبل مدافع الشباب آنذاك صالح الدواود، وأصبحت تلك القصة مادة يومية في الصحافة السعودية في تلك الفترة، ومادة دسمة للإعلام المضاد. وساهمت فتوة شباب البهجة في عدم استمراره طويلاً مع الهلال، حيث لم ينجح مسؤولوه في احتواء مزاجيته فتحول فيما بعد للاتحاد في محطته الاحترافية الثانية في المملكة، فحقق معه لقب هداف الدوري ب25 هدفاً، وشارك معه في تحقيق سبع بطولات، قبل أن يشارك النصر في بطولة كأس العالم للأندية في البرازيل، ويساهم في تقديم لوحة مشرفة للأندية السعودية في أول إطلالاتها العالمية 2001. وكانت أنجح الصفقات المغاربية للهلال مع اللاعب صلاح الدين بصير الذي مثل الفريق خير تمثيل عام 1996، رفع من خلاله الحرج الشديد عن الاختيارات الهلالية ودافع بشرف عن اللاعبين المغاربة الذين احترفوا بالدوري السعودي، ونجح بكل اقتدار في المساهمة مع الهلال في إحراز بطولتي كأس الكؤوس الآسيوية وكأس دوري أبطال آسيا عام 1997، وكان له اليد الطولى في لقب بطولة الكؤوس الآسيوية مع زميله المهاجم البرازيلي آنذاك ريكاردو سيرجيو. ونجح في موسمه الأول مع الهلال في تسجيل 14 هدفاً. وفي هذا الموسم طرق الهلال أبواب اللاعبين المغاربة للمرة الرابعة في تاريخ النادي بالتعاقد مع لاعب الوسط عادل هرماش «24 عاماً» القادم من نادي لانس الفرنسي، وهي تجربة قد تكون صعبة له من زملائه الذين ودعوا الهلال بذكرى حسنة، خاصة وأنه يأتي بعد قرار الروماني ميريل رادوي الرحيل من الهلال بعد ثلاثة مواسم قضاها في البيت الأزرق، كانت مليئة بالنجاحات، قد تصعب المهمة أمامه في إقناع الجماهير الهلالية منذ الوهلة الأولى بمستواه الكبير الذي أهله لتمثيل المنتخب الفرنسي الأولمبي. واللاعب المغربي الجديد الذي لا يجيد التحدث بالعربية يحمل سجلاً احترافياً جيداً من خلاله تمثيله لناديي ليون ولانس الفرنسيين، إضافة إلى رويسيلاري البلجيكي. ونظراً إلى حضوره اللافت في الدوري الفرنسي، استطاع أن ينال ثقة مدربه جان جي الذي منحه شارة القيادة لفريقه الأخير، بعد عودته من الإصابة؛ حيث تعرض لالتهاب في بطنه أبعده عن تمثيل الفريق ثلاثة أشهر، فاستطاع أن يعيده مع رفقائه إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي الموسم الماضي، بل واختير فيه كأفضل لاعب في الفريق.