شكلت دولة غانا المحطة الأولى لقافلة إفريقيا في دورتها الرابعة التي تشمل أيضا دول البينين والطوغو وأنغولا ، وتمتد من 19 إلى 25 يونيو الجاري . فقد حلت مساء يوم الأحد 19 يونيو بالعاصمة أكرا بعثة مغربية تضم أكثر من 100 مقاولة تمثل 18 قطاعا اقتصاديا ، منها القطاع البنكي والصناعات الغذائية والنسيج والجلد وصناعة الأدوية والإلكترونيك والاتصالات والمعلومات والبناء والأشغال العمومية والتجهيز وغيرها.. وأكد سعد بنعبدالله المدير العام لمغرب تصدير ( المركز المغربي لإنعاش الصادرات ) في تصريح للعلم أن الدورة الرابعة لقافلة مغرب تصدير تندرج في إطار الفلسفة العامة للقوافل السابقة، التي تعتبر مبادرة فريدة من نوعها ، تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب والدول الإفريقية الشقيقة ، وتقوية علاقة الشراكة جنوب جنوب ، مبرزا أن الشراكة بين دول الجنوب التي يعتبر المغرب أحد روادها ، تمثل مفتاحا لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدول الإفريقية ووسيلة لدعم التنمية المستدامة في هذه القارة . وأوضح سعد بنعبدالله أن قافلة التصدير في إفريقيا التي أطلقها المغرب في دجنبر سنة 2009 ، هي عملية تجارية واقتصادية ، تهدف إلى توطيد المنجزات والمكتسبات التي تم تحقيقها حتى الآن ، وإعطاء دفعة جديدة وقوية للعلاقات بين المغرب وكل الدول في إفريقيا جنوب الصحراء . وشدد عبداللطيف معزوز وزير التجارة الخارجية على أهمية تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات بين المغرب وأشقائه في الدول الإفريقية ،موضحا في تصريح لجريدة العلم ، على هامش ملتقى المبادلات المغربية الغانية الذي نظم يوم الإثمين 20 يونيو بقاعة المؤتمرات بأحد الفنادق بأكرا، أن البلدان التي المختارة في قافلة التصدير تم استهدافها عن طريق دراسات عميقة مسبقة وقفت عند الإمكانيات والمؤهلات التي تتوفر عليها هذه البلدان ، وكل واحدة من هذه الدول تضم ثلاثة قطاعات أوأكثر يتوفر فيها المغرب على إمكانيات يمكن استغلالها في إطار تنفيذ إستراتيجيته الوطنية للنهوض بالصادرات ، وتقوية دور القطاع الخاص في إنجاز المشاريع التنموية ، دون إغفال القطاعات الأخرى التيس يمكن أن تنشط فيها المقاولات الصغرى والمتوسطة . وأبرز الوزير أن الاختيار في الدورة الرابعة وقع على الدول الأربعة المذكورة لعدة اعتبارات، مبرزا أن اختيار غانا على سبيل المثال، لأنها تتمتع بالاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يعتبر عاملا حاسما في تشجيع الاستثمار وإنجاز المشاريع والأنشطة الاقتصادية، كما أن تمثل أرضية خصبة لتحقيق مشاريع ضخمة على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية، وهي أيضا تتوفر على العديد من الموارد والمؤهلات، والمغرب له رغبة أكيدة في المساهمة في تجهيز وتنمية هذا البلد الشقيق الذي يعمل جاهدا من أجل تحسين مستوى عيش سكانه ، حيث يبقى المجال مفتوحا أمام المقاولات المغربية ورجال الأعمال المغاربة للعمل في قطاعات الكهرباء وصناعة الأدوية والأشغال العمومية والتجهيز والبناء . وأوضح عبداللطيف معزوز أن اختيار غانا في هذه الدورة يمثل انفتاحا للمغرب على الدول الأنغلوسكسونية ، وعدم الاقتصار على الدول الفرانكفونية والعربية على مستوى الإستراتيجية الوطنية للنهوض بالمبادلات التجارية للمغرب مع الخارج . وأكد الوزير أن تنظيم هذه القافلة تزامن مع الإصلاح الدستوري الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس ، حيث نص مشروع الدستور الجديد على العمق الإفريقي للمغرب ، حيث يعتر بلدنا امتدادا جغرافيا واستراتيجيا لإفريقيا . وقال معزوز إن المغرب إفريقي بالجغرافيا ,إفريقي بجذوره التاريخية والحضارية والثقافية ، وإفريقي بوجوده القوي عبر العمل التنموي الدؤوب الذي يقوم به في العديد من الدول الإفريقية، حيث إن عددا مهما من الشركات المغربية ورجال الأعمال المغاربة يتمركزون في هذه الدول ، ويظهر من المعطيات المرقمة أن 91 في المائة من استثمارات المغرب في الخارج تتمركز في إفريقيا، إذ يحتل المغرب الرتبة الثانية في هذا المجال بعد جنوب إفريقيا . وبخصوص المبادلات المغربية الغانية، فتشير المعطيات إلى العلاقات التجارية بين البلدين تخضع لأحكام المنظمة العالمية للتجارة في غياب اتفاقية تنائية تربط بينهما ، وقد تم إحداث لجنة ثنائية سنة 2001 ، ويجري الإعداد لاتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين . وتذكر المعطيات أن القيمة الإجمالية للميزان التجاري برسم سنة 2010 بلغت 75.95 مليون دولار أي بزيادة بنسبة 75.25 في المائة، مقارنة مع سنة 2009 ، وسجلت الصادرات المغربية نحو غانا نموا متواصلا منذ سنة 2005 ، بمعدل 34.6 في المائة ، وإذا كانت الواردات المغربية من غانا تظل محدودة ، فإنها تسجل نموا سنويا يصل إلى 53.15 في المائة ، حيث بلغت 5.90 مليون دولار في سنة 2010 ، مقابل 6.64 مليون دولار في سنة 2009 ، نتيجة تراجع مشتريات الخشب ، وتعتبر غانا المزود 11 ، وتعتبر المنتجات الغذائية والخشب والمواد لمعدنية من أهم الواردات المغربية من هذا البلد الإفريقي . وتفيد المعطيات أن غانا تمثل مصدرا عالميا للذهب، وهي تعتمد على اقتصاد متنوع، حيث تمثل الفلاحة حوالي 32 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما تمثل الخدمات حوالي 42 في المائة،وتساهم الصناعة وخاصة النفط بحوالي 26 في المائة من البنية الإنتاجية. تجدر الإشارة إلى أن قافلة التصدير فيإفريقيا ستواصل رحلتها طيلة أيام 21 و22 و23 و24 و25 يوينيو إلى كل من البينين والطوغو وأنغولا.