كفاك يا أيتها المنابع كفاك منذ الأزل بكاءً لماذا تنحبين طول الليلِ حين تنشر السكينة رداءَها الموَشَّى بالنجوم؟ ألم تريْ هذا المساءَ شمسَ اليومِ ، مِثل كل يوم ، حين همتْ بالغروبْ ألم تريْ بسمتَها العريضة ألم تصغي إلى خطابها البليغ المطْمئنِّ الصامت ِالحكيم؟ لا تذرفي دموعكِ الثمينة بلا جدوى فإن عين الشمس لن تراك ولن تأسى لحالك النجومُ المسْتعليةُ القديمة. لا تُدمني النحيبَ يامنابع الصفاء وبشري الطيور بصباح الغدِ القادمِ الوضيء. لا تعْجلي فما عليك إن لم تتدفقي يومين أو شهرينْ تمهلي،إذن، وسيلي خفْية بلا كركرة ولا ضجيجْ تكثفي قليلا في انتظار فصل عودة السنونو، ونامي كالطيور ْ فالنوم منَّة كبرى وخصْب وسلام. تأملي تماسكَ الثلوجِ في الجبالِ وانسيابها الوئيدْ لعلها تطيل من بقائها في عين ضوء الشمسِ حتى منتهى الخريفْ، لأنها تدري أن الشموس تتوالى وتنتهي الثلوج في البخار والبخار في البحار. ماي 2011