علم مساء أمس الإثنين من مصدر قضائي أن قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية بالتازار غارثون قرر إخلاء سبيل الإسلاميين ال`12 المشتبه بهم ، وهم 11 مغربيا وجزائري، تم توقيفهم الأسبوع الماضي في مدن إسبانية مختلفة وتشتبه الشرطة في إقدامهم على مساعدة مرتكبي الهجمات الإرهابية ل11 مارس 2004 بمدريد على الفرار. وكان تقرير استخباراتي حديث قد كشف أن إسبانيا تحولت إلى أحد أهم معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، وأوضح التقرير أن التراب الاسباني أصبح أرضية خصبة لتجنيد العناصر الإرهابية الذين يوكل لهم مهمة القيام باعتداءات على التراب الأوربي والإسباني على وجه الخصوص. و أضاف ذات التقرير الذي أوردته صحيفة "الباييس" الإسبانية بداية الأسبوع الجاري أن التحريات التي قامت بها مصالح الاستعلامات الإسبانية ، طيلة الفترة التي أعقبت تفجيرات مدريد قبل أربع سنوات أظهرت أن تنظيم "القاعدة" والمنظمات الإرهابية المنضوية تحت لوائه، يعتبرون إسبانيا هدفا رئيسيا لهجماتهم، سيما بعد العمليات التي قامت بها مصالح الأمن بهذه الدولة ، ضد عناصر الجماعات المتطرفة المقيمة على التراب الإسباني. وكان زعيم "الجماعة السلفية" في الجزائر، أبو مصعب عبد الودود ( إسمه الحقيقي عبد المالك درودكال ) قد دعا إلى تصفية الدول المغاربية من الوجود الفرنسي والإسباني، واستعادة أراضي الأندلس (إسبانيا) المسلوبة، على حد وصفه. و في يناير 2007 أطلقت الجماعة السلفية على نفسها إسم القاعدة بالمغرب الاسلامي باتفاق مع أسامة بن لادن ، و شكلت تحت غطاء ألقاب مختلفة خلايا متعددة تنشط بكل من إسبانيا وفرنسا في أوساط الجالية المغاربية لاستقطاب و تجنيد مقاتلين جدد بالعراق . وحسب بيان لوزير الداخلية الاسباني توصلت وكالة المغرب العربي بنسخة منه فإن 11 مغربيا ومواطنا جزائريا متهمون بالارهاب قد تم توقيفهم في إطار العملية المسماة "أمات" والتي تم القيام بها في كل من مدريد والجزيرة الخضراء وبرشلونة وقادس ولاكورونيا وسرقسطة وبلنسية. ويتهم الأشخاص الموقوفون ب " التستر ثم مساعدة إرهابيين آخرين من تنظيم القاعدة، من ضمنهم متورطون في هجمات 11 مارس 2004 التي استهدفت قطارات في ضاحية مدريد، والتي خلفت 192 قتيلا وأكثر من 1500 جريح، على الهرب". وحسب المصدر نفسه فإن عملية "أمات" تعتبر امتدادا لعملية "تيغريس" التي تم القيام بها في 2005 والتي مكنت من " تفكيك تنظيم ارهابي يستقطب مجاهدين قبل إرسالهم الى العراق ". ويتهم الأشخاص الموقوفون ب " مساعدة " محمد العربي بن سلام، وداوود أوحنان، ومحمد أفلاح، وعثمان المحب وعبد الإلاه حريز في الهروب بعد هجمات 11 مارس 2004. و تأخد السلطات الإسبانية بجدية بالغة التهديدات المستمرة التي ما انفك يطلقها زعماء تنظيم "القاعدة" والجماعات المرتبطة به، على غرار "الجماعة السلفية للدعوة والقتال""، التي أعلنت أكثر من مرة مسؤوليتها عن الاعتداءات التي تعرض لها رعايا غربيون في بلدان شمال إفريقيا التي تتخذ منها قيادة التنظيم مركزا لتوجيه خلاياها و أتباعها بمدن أوروبية مختلفة .