قال الثوار الليبيون إنهم يقومون بمحاولات جديدة للتقدم صوب ميناء البريقة النفطي شرق البلاد ; بعدما تراجعوا إلى البوابة الغربية لمدينة أجدابيا الواقعة بدورها شرقا، وذلك إثر هجوم مضاد ومباغت من قبل الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي، في حين قتل ثلاثة أشخاص وجرح 18 آخرون في قصف للكتائب على مصراتة ، غرب البلاد. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن ستة من الثوار قتلوا ، وأصيب 16 آخرون عندما هاجمت الكتائب الأمنية مركباتهم على الطريق الساحلي السريع ، غرب أجدابيا. في هذه الأثناء، أطلقت المضادات الأرضية الليبية نيرانها بكثافة تجاه ما يعتقد بأنها طائرات حربية تابعة لقوات الأطلسي حلقت فوق المنطقة الشمالية والشمالية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس. وأوضح المعارض الليبي، عبد الباسط أبو مزيرق لوكالة رويترز في حديث هاتفي، إن قوات القذافي هاجمت المدينة بمائة صاروخ من نوع «غراد» على الأقل في وقت مبكر من صباح السبت الماضي. أما منظمة « هيومن رايتس ووتش»، فاتهمت قوات القذافي باستعمال قنابل عنقودية إسبانية الصنع في مصراتة. وكانت مصادر بوزارة الدفاع الإسبانية قد أفادت بأنه إذا تأكد استخدام تلك القنابل فإنها من إنتاج عام 2007، أي قبل أن توقع إسبانيا على معاهدة حظر إنتاج وبيع تلك الأسلحة. وجدد رئيس الأركان العامة للجيش الوطني التابع للثوار الليبيين، اللواء الركن عبد الفتاح يونس، انتقاده الشديد لدور حلف شمال الأطلسي وتباطئه في قصف القوات التابعة للعقيد معمر القذافي. وقا ل لقناة « الجزيرة» إن «القصة أصبحت مكررة، وأصبحنا تحت رحمة القذافي والأطلسي في نفس الوقت». وأضاف أن قوات الثوار وصلت إلى مشارف البريقة، لكنها اكتشفت أن أمامها أعدادا ضخمة من كتائب القذافي على عكس ما أفادهم به الحلف الأطلسي الذي أكد لهم أن البريقة خالية منها. وتابع «انسحبنا من داخلها إلى العراء، وانتظرنا ست ساعات لمعالجة المسألة، وأعطيناهم إحداثيات لقصفها ، لكنهم لم يفعلوا شيئا». في نفس الوقت ، كشف عن رفض الأطلسي تزويد الثوار بطائرات عمودية مقاتلة ، معربا عن استعدادهم لشرائها بأموالهم، وقال «لو سمحوا لنا باقتناء ست طائرات عمودية، لكان بإمكاننا معالجة قوات كتائب القذافي وفك حصارها لمصراتة». وتابع «أعطونا أسلحة عادية مثل التي عندنا غير قادرة على إحداث توازن في ميزان المعركة». وقد صرح اللواء يونس في وقت سابق بأن ظن الثوار قد خاب في حلف الأطلسي بسبب تباطئه في قصف مواقع كتائب القذافي. وقال إن مدينة مصراتة تتعرض لحرب إبادة حقيقية, مبديا خيبة أمله في حلف الأطلسي بسبب تردده في نجدة سكانها الذين يتعرضون لقصف يومي من قبل قوات القذافي. وقال «لو أراد الأطلسي أن يحرر مصراتة لفعل, لكنه لا يريد فعل ذلك بتعلة تجنب قتل المدنيين». وهدد اللواء يونس بأن يلجأ المجلس الوطني الانتقالي -ممثل الثوار- إلى مجلس الأمن من أجل وقف عمل الأطلسي في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه.