قدم محمد الأنصاري رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين إحاطة في أول جلسة عمومية الثلاثاء الماضي في إطار الدورة الربيعية جاء فيها: طبقا لمقتضيات المادة 128 من النظام الداخلي لمجلس المستشارين يشرفني باسم الفريق الاستقلالي أن أحيط مجلسنا الموقر علما بقضية طارئة تهم النقاش السياسي العام الذي تعرفه بلادنا، والذي لا يعد وليد اليوم، إذ ظل حاضرا باستمرار في أجندة القوى السياسية الفاعلة، ومن ضمنها حزبنا، منذ فجر الاستقلال عبر محطات تاريخية موثقة، قد تكون محطة اليوم إحداها بكل تأكيد بفعل الروح المتجددة لعنصر الشباب، الذي قاد في تاريخ المغرب معارك الاستقلال، ثم معارك الوحدة الترابية، والإصلاحات السياسية لبناء ديمقراطي سليم. إننا نريد أن نؤكد أن المفهوم الديمقراطي السليم، ينبني على وجود الرأي، والرأي الآخر، في ظل الاحترام الضروري، والأخلاق السياسية الرفيعة، التي لا مكان فيها للتهويل أو التهوين، ولا مكان فيها للابتزاز لتصريف مواقف عدمية في محطة جوهرية لبلادنا، خاصة بعد الخطاب الملكي السامي لجلالة الملك يوم 9 مارس، الذي يعتبر بامتياز نقلة نوعية مهمة في فتح نقاش مسؤول وجاد لتمنيع بلادنا من أية انزلاقات لا قدر الله، وفرصة للابتكار، والإبداع، والجرأة الضرورية في ظل سيادة منطق المصلحة العليا للوطن، تواكب المجهود السياسي للأحزاب الحية بالبلاد، باستعمال أدوات حضارية لنكون في انسجام تام مع تاريخ بلادنا المتميز بحركية دائمة ومتجددة قوامها التعاقد الدائم بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي. إننا في الفريق الاستقلالي مؤمنون بقيمة النقاش السياسي الراقي والرزين المبني على مبادرات حقيقية، ومساهمة فعلية في بناء حاضر ومستقبل الوطن من طرف جميع أبنائه في أي موقع كانوا، لأننا جميعا سنكون مسؤولين عن هذا الحاضر والمستقبل، الذي أصبح يتطلب منا جميعا أن نساهم في بناء مغرب قوي، قائم على احترام الأقلية لرأي الأغلبية، والعكس صحيح في إطار ديمقراطية حقيقية مآلها المصالح العليا للوطن...