أقامت الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، مساء الثلاثاء بالرباط حفلا تكريميا للملاكين والملاكمات المتوجين في كأس إفريقيا للأمم التي استضافتها الجزائر في دجنبر 2010 والبطولة العربية التي احتضنتها الدوحة أواخر مارس المنصرم. وأشرف وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط ورئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة عبد الجواد بلجاج على حفل توزيع مكافئات مالية تحفيزية خصتها الجامعة لعناصر المنتخبات الوطنية المتوجة بميداليات خلال هذين الاستحقاقين القاري والعربي. وقد تم خلال الحفل الذي حضره رؤساء عدد من الأندية الوطنية والعصب الجهوية تكريم المنتخب النسوي الذي توج بكأس إفريقيا للأمم في نسختها الأولى التي أقيمت بالجزائر في دجنبر الماضي بمشاركة منتخبات 12 بلدا. وجاء تتويج المنتخب المغربي بالكأس الإفريقية باحتلاله المركز الأول في الترتيب العام برصيد أربع ميداليات، ثلاث ذهبيات أحرزتها كل من زهرة زهراوي (51 كلغ)، التي توجت أيضا أحسن ملاكمة في الدورة، ومحجوبة أوبطيل (60كلغ) وسكينة رابيح (75 كلغ) وفضية واحدة نالتها سناء عقيلي (54 كلغ). وتم أيضا تكريم عناصر المنتخب الوطني للذكور الذي احتل المركز الثاني في دورة الجزائر خلف منتخب البلد المضيف برصيد ثلاث ذهبيات وأربع فضيات وبرونزية واحدة وعناصر المنتخب الوطني المتوج بلقب الدورة ال27 للبطولة العربية للأمم، التي احتضنتها الدوحة من 21 إلى 27 مارس الماضي، والتي شاركت فيها منتخبات 11 بلدا، وذلك بإحرازه 8 ميداليات (ذهبيتان وفضيتان وأربع نحاسيات). ويذكر أن الملاكم المغربي ياسين لكحل (وزن أقل من 52 كلغ)، الذي توج باللقب العربي بتفوقه في المباراة النهائية على بطل إفريقيا التونسي محمد بلال بالنقط 3-0، كان أصغر ملاكم في الدورة إذ أن عمره لايتجاوز السبعة عشر ربيعا. وتم خلال هذا الحفل أيضا تكريم الأطر الوطنية المشرفة على تدريب الملاكمين المغاربة سواء داخل الفريق الوطني أو في الأندية من بينهم على الخصوص المدير التقني الوطني عثمان فضلي والأخوين عبد الحق ومحمد عشيق ورابح حنفي وهشام نافيل ومحمد المصباحي وصالح رمان وداحو احميدة وبوجمعة الحلباني. وفي كلمة له خلال حفل التكريم عبر منصف بلخياط عن ارتياحه للنتائج المرضية التي حققتها رياضة الملاكمة المغربية على الصعيدين القاري والعربي مؤكدا أن للقفاز المغربي حظوظا وافرة في تأهيل أكبر عدد ممكن من الملاكمين لدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 وتجديد العهد مع منصة التتويج. ويذكر أن الملاكمة هي إلى جانب ألعاب القوى الرياضتان اللتين منحتا لحد الساعة المغرب ميداليات في الألعاب الأولمبية منذ دورة روما 1960، ذلك أن الملاكمة أحززت ثلاث نحاسيات بواسطة عبد الحق عشق (سيول 1988) ومحمد عشيق (برشلونة 1992) والطاهر التمسماني (سيدني 2000) ليحتل المغرب بذلك المرتبة 62 عالميا في تاريخ الألعاب الأولمبية. وذكر الوزير بالتوقيع مؤخرا على ملحق تعديل اتفاقية عقد الأهداف 2010-2013 التي سبق التوقيع عليها السنة الماضية بين الوزارة والجامعة بعد تحقيق الجامعة للنتائج والأهداف التي تعهدت بها خلال الموسم الرياضي 2010. وشدد الوزير على أهمية بناء علاقة تشاركية بين الوزارة والجامعة والأندية والعصب على الأمدين المتوسط والبعيد ترتكز على ثلاثة محاور أساسية وهي البنيات التحتية والتكوين والحكامة الجيدة. وأعلن في هذا الصدد عن قرب افتتاح مركز للتكوين (رياضة-دراسة) بأزمور سيستقبل صفوة الملاكمين الشباب الذين تترواح أعمارهم ما بين 12 و17 سنة سيتم تحضيرهم خصيصا للألعاب الأولمبية 2016 و2020 وكذا مشروع إقامة أكاديمية في بنسليمان بدعم مالي من الوزارة. ومن جهته، تحدث عبد الجواد بلحاج عن الآفاق المستقبلية لرياضة الفن النبيل من خلال المجهودات التي تبذلها الجامعة من أجل إعادة هيكلة تدبيرها وتأهيل هذه الرياضة حتى ترقى نتائجها إلى مستوى التطلعات خاصة وأن ميزانيتها تضاعفت منذ 2002 إلى الآن بنحو 400 في المائة. وذكر بالخصوص بسعي الجامعة إلى الزيادة في عدد الأندية والعصب والرفع من عدد الملاكمين والملاكمات المرخصين ومن عدد المدربين والحكام ومضاعفة عدد التظاهرات الدولية ووضع منح استثنائية للتدبير والتسيير رهن إشارة الأندية ومضاعفة المنح التحفيزية للأطر المشرفة على مختلف الفئات وإنشاء صندوق لدعم الأنشطة الموازية لجمعية قدماء الملاكمين. وفي ما يخص البنيات التحتية أشار بلحاج إلى مشروع بناء ستة مراكز جهوية للتكوين وإحداث مدرسة نموذجية (رياضة- دراسة)، معلنا في هذا الصدد عن التعاقد مع إطارين أوكرانيين سيلتحقان في الأسابيع القليلة المقبلة بالمغرب واحد منهما حائز على ثلاث ميداليات أولمبية. وفي معرض حديثه عن التحضير للألعاب الأولمبية لندن 2012 ، لم يخف عبد الجواد بلحاج ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق الملاكمين المغاربة على اعتبار أن الأوساط الرياضية المغربية تعلق عليها كما في السابق آمالا عريضة. وفي هذا السياق عبر بلحاج عن تفاؤله المشوب بالحذر لكون التأهل لا يشكل في حد ذاته غاية، مستحضرا في هذا الإطار تأهل عشرة ملاكمين مغاربة لدورة بكين الأولمبية عام 2008 (رقم قياسي) لكن المشاركة كانت مخيبة للآمال بعدما لم ينجح أي منهم في الصعود لمنصة التتويج لعوامل خارجية عدة منها التحكيم الإلكتروني. وخلص إلى أن « الهدف المنشود هو ضمان التأهل أولا ورفع العلم المغربي خفاقا في دورة الألعاب الأولمبية ثانيا».