بدأت رياح الأزمة المالية التي تعصف بالولاياتالمتحدة الأميركية , تهب على كبرى مدن البلاد، فقد ارتفع عدد الفقراء الذين تطعمهم جمعيات خيرية داخل الولاياتالمتحدة، بينما ابتكر آخرون أساليب جديدة من أجل تأمين لقمة العيش. في كاليفورنيا, أغنى الولايات الأميركية، مصدر الرزق أصبح يأتي من صناديق القمامة. شباب من الفقراء يجوبون شوارع سان فرانسيسكو كل يوم بحثا عن كل ما يمكن إعادة تصنيعه على غرار قوارير المشروبات الغازية أو المائية. يتم في مرحلة ثانية بيع ما تم جمعه إلى شركات مختصة. ما جمع خلال يوم وبيع بخمسين دولارا كأقصى تقدير قد يكفي لضمان وجبة غذائية يومية لكل شاب. جيم ، مدمن مخدرات سابق وتاب عن تعاطيها, يقول إنه يحقق دخلا كافيا عندما يبيع القوارير التي يجمعها من صناديق القمامة. يضيف جيم "القمامة أنقذتني من السرقة والمخدرات ووفرت لي حياة شريفة". من جهته يقول روي "إنها مهنة صعبة ، فهي تتطلب قدرة المشي لساعات طويلة". ويضيف "هذا هو العالم الجديد. الغطس في القمامة، ثم تأتي مقايضة ما جمعته لمركز شراء هذه القوارير ببضعة دولارات". وقد تحول مركز شراء القوارير إلى قبلة للفقراء الذين نظموا أنفسهم في مجموعات صغيرة تجوب الأحياء بحثا في القمامة. وتحولت الظاهرة إلى مشكلة اجتماعية تسعى السلطات إلى القضاء عليها. مئات من العائلات في سان فرانسيسكو تبحث أيضا عن لقمة العيش بعيدا عن القمامة. منظمة "ساكند هارفست" تجمع الأغذية من المحسنين والمتبرعين لتوزيعها على المحتاجين. وتؤكد الإحصاءات أن 30% من المستفيدين من هذه المساعدات لهم وظائف, لكن رواتبهم لا تكفيهم. وتقول لين كروكر , الناشطة في المنظمة, إن هناك زيادة بنسبة 15% في عدد المحتاجين للغذاء، كما أن نقصا بدأ ينتقل من الطبقات الفقيرة إلى الطبقات المتوسطة. وتضيف لين "أتذكر جيدا المرأة التي كانت تتبرع للمركز , لكنها أصبحت ممن يطلبون المعونة بعد أن فقدت وظيفتها وعجزت عن إعالة أطفالها الثلاثة".