قضت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئاف بالرباط بعشر سنوات سجنا نافذا في حق المتهم نور الدين من أجل مؤاخذته بجناية الضرب والجرح المؤديين إلى سجين بالغرفة 18 بالمركب السجني بسلا. وصرح المتهم المزداد سنة 1977، عند الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية بسلا أنه كان مكلفا بمهمة «كابران» عن غرفة السجن المدني بسلا تضم 45 معتقلا من بينهم الضحية، وأنه ليلة الحادث حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا طلب من هذا الأخير الذي كان نائما بأرضية الغرفة الصعود الى السرير لكي يتمكن بعض النزلاء من تنظيفها، الشيء الذي لم يرقه وانهال عليه بالسب والشتم وحاول ركله برجله إلا أنه أمسكها ودفعه بقوة الى أن سقط أرضا على مؤخرة رأسه وأغمي عليه لينقل إلى المستشفى ويفارق الحياة. وأكد المتهم، مطلق أب لبنت، أمام قاضي التحقيق أنه لم يكن ينوي قتل الضحية الذي حاول أن يضربه لكنه دفعه فسقط أرضا. وصرح عدد من نزلاء الغرفة بالسجن المدني بسلا أن المتهم وجه ركلة قوية على مستوى بطن الضحية ليسقط أرضا ويصاب بنزيف دموي لارتطام رأسه بأرضية الزنزانة. وتوبع الظنين، بائع متجول، بتهمة الضرب والجرح المؤديين الى الوفاة دون نية إحداثه، تبعا للفصل 403 من القانون الجنائي، والذي التمس ممثل النيابة العامة إدانته وفق فصول المتابعة، في حين أشار دفاع المتهم إلى أن نية مؤازره لم تكن تتجه الى الاعتداء على الهالك وإنما الدفاع عن نفسه وإبعاده عنه، مطالبا بإعمال مقتضيات الفصل 436 من القانون الجنائي وتمتيعه بظروف التخفيف. واعتمدت هيئة الحكم في مؤاخذة المتهم على الحيثيتين التاليتين: «حيث أحيل المتهم على هذه الغرفة لمحاكمته من أجل الأفعال المشار إليها أعلاه. حيث اعترف في سائر الأطوار أنه وقع في نزاع مع الضحية قيد حياته المسمى... داخل السجن المدني بسلا فسقط أرضا وارتطم بمؤخرة رأسه على الأرض فأغمي عليه وفارق الحياة. وحيث إن العلاقة السببية قائمة بين الوفاة والاعتداء الذي تعرض له الضحية على مستوى الرأس بمقتضى التشريح الطبي المرفق بالملف والذي يفيد أن الوفاة كانت نتيجة نزيف داخلي. وحيث بذلك تبقى العناصر المكونة لجناية الضرب والجرح المؤدي الى الموت دون نية إحداثه قائمة ويتعين مؤاخذة المتهم من أجل ذلك».