يظهر أنّها حكمة الله ألا يعيش الرجال طويلا.. وأن تكون الأرض ومَن عليها وما عليها للمرأة صحيح أنّ الرجل عضلاته أقوى.. ولكن أعصابه أضعف، والصدمة تقتل الرجل، ولكن المرأة مثل "مانعات الصواعق" تمتص الصدمات والكوارث وتعيش بعدها.. وكل صدمة هي إمتحان جديد لإحتمال الرجل وإمتحان جديد لإقتدار المرأة، كم من أم فقدت أعز الناس عليها، ولم تمت، وكم من أب فقد أعز الناس إليه: فشاب شعره أو أصابه السكر أو تساقطت أسنانه أو ذبحته الذبحة ولحق بابنه.. وعاشت الزوجة تبكي الإبن وتبكي الزوج معاً.. وكم من ملايين الرجال يشعلون الحروب التي تأكلهم، وتبقى المرأة بعد ذلك: أرملة أو يتيمة ولكنها تبقى. وإذا انتقلنا إلى عالم الحشرات لوجدنا أنّ الموقف أوضح، فمثلاً نجد الأنثى عند بعض الحشرات تفترس الذكر بعد أن يقوم بدوره الجنسي.. ومقتل الذكر.. أو اغتياله.. ضرورة حيوية.. فالأنثى في حاجة إلى مزيد من الطاقة، لكي تحتمل الأمومة لعشرات أو مئات من الحشرات.. ولكي تتمكن من إطعام هذه الأسرة الجديدة، فالذكر أو الزوج هو أقرب الأطعمة إليها وإلى أولادها. وفي اغتيال الذكر أو الزوج أو الأب إختصار لكائن واحد فقط بعد أن قدر للحياة مئات أو ألوف الكائنات الأخرى، فكأنّ الحياة أو الجنس أو النوع قد حذف واحداً فقط، ولكنه أضاف المئات.. فالحياة إذاً كسبت الكثير ولم تخصر إلا القليل.. وتقول بعض الأساطير إن على الرجل أن يعمل حتى يموت، وتظل حواء تلد حتى تموت.. فالعمل عقوبة للرجل أن يعمل هذه عقوبة وألا يعمل هذه عقوبة أشد وأن تلد المرأة ليست عقوبة، وإنما هو عذاب فقط. وأكثر الأُمّهات يجدن في الولادة عذاباً ولكنها رغم ذلك على إستعداد لأن تتعذب ألف مرّة.. فالولادة ليست عقوبة ولكن تربية الأولاد هي العقوبة.. ثمّ جحود الأولاد بعد ذلك أقصى درجات العقوبة للأُم وللأب أيضاً هذه حكمة الحياة.. والرجل والذكر مشغول بالعمل.. أي بالنشاط من أجل أن يبقى وأن يبقى غيره أيضاً.. والأنثى مشغولة بالحياة.. بحياتها وحياة صغارها. ولذلك كان الذكر ينسى أن يعيش لأنّه لا يتذكر إلا أن يعمل.. والأنثى تنسى أن تعمل ولا تتذكر إلا أن تعيش.. فالرجل ? أو الذكر ? عمله هو حياته.. والمرأة ? أو الأنثى ? حياتها هي عملها. ودور الأنثى أهم من دور الرجل.. ولذلك فموت الذكر ? أو الرجل ? ليس خسارة فادحة.. ولكن موت المرأة ? أو الأنثى ? خسارة فادحة للحياة.. ولغريزة البقاء، لأنّ الأنثى هي: حاملة البقاء ووالدة الحياة..