اختتمت زوال يوم الأحد الأخير بمكناس، أشغال الجامعة الجهوية لجهات: الشرق - (تازة - تاونات - الحسيمة - كرسيف -) و(فاس - بولمان) و(مكناس - تافيلالت) التي ينظمها المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، والتي تواصلت على امتداد ثلاثة أيام، حول موضوع: «التجربة الديموقراطية المغربية، وأسئلة المستقبل». وشمل البرنامج عدة محاور تميزت أساسا بإلقاء عروض، وتنظيم جلسات حوار مفتوح، تناولت مختلف الأوجه ذات الأولويات السياسية، التي تهم مقاصد الشأن المحلي والإقليمي والجهوي، ومقاربة مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تلامس واقع الشباب وتطلعاته المستقبلية، وتحظى باهتمام وانشغالات المجتمع المغربي. بالإضافة إلى رصد عدة تباينات في مجريات التنشئة الاجتماعية والسياسية، وتحديد مقاصد وقواسم مشتركة، ضمانا لتحسين التأطير السياسي، يمكن من تناقل بين هؤلاء الشباب ومقومات الحضارة المغربية وثوابتها عبر طريق بناء فكر وثقافة مدنية مسؤولة، يتم ترجمتها في الواقع الحزبي سلوكيا في شكل روابط وعلاقات، ومبادرات، ومواقف وقرارات، وممارسات ناضجة ومعقلنة تجاه الأفراد والجماعات تمارس وجودها السياسي والاجتماعي في ظل منظومة حزبية ديمقراطية منسجمة، فكرا وثقافة وسلوكا، ناهجة في ذلك نهج السلف الصالح، الذي ورثته عن الزعيم الراحل علال الفاسي. ويشكل هذا اللقاء مناسبة لهؤلاء الشبان والشابات فرصة لفتح آفاق جديدة، أمامهم لتعميق الحوار، وتبادل الآراء، والخبرات وتوضيح الرؤى، وفحص الواقع الحزبي بكل تجرد وموضوعية، مما ساهم في إثراء الرصيد النضال والسياسي لهؤلاء الشباب الذين توجوا لقاءهم هذا بإصدار بيان ختامي تضمن بالأساس الإشادة بالحضور اللافت والمتميز لبعض أعضاء اللجنة التنفيذية، وكذا بمستوى المساهمات العلمية للأساتذة والباحثين، والمختصين المتمثلة في تقديم العروض وتحليلها، وبلورة الأفكار والاتجاهات المتضمنة لشعار هذه الجامعة الجهوية، والتي لقيت التجاوب، وحققت النتائج المتوخاة. كما سجل البيان الجو النضالي الملتزم والمسؤول الذي ساد أشغال هذه الجامعة رغم الحراك السياسي، الذي يطبع الجو العام المحلي والإقليمي، والدولي من توترات وانتفاضات لم يعرها هؤلاء الشباب أي اهتمام. كما خلص البيان إلى المطالبة بترسيخ دولة الحق والقانون، وبناء مؤسسات دستورية على أسس علمية ونزيهة ذات مصداقية تحظى بثقة الشعب، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة تعزيز الآليات والمؤسسات الكفيلة بتعميق وترسيخ مجال دمقرطة الحياة الاجتماعية والسياسية، مركزا في ذات الوقت على العمل على تقوية دور مجلس النواب والمستشارين في مجال المراقبة والتشريع، داعيا إلى تعزيز استقلال القضاء، وتدعيم الحريات العامة، وحقوق الإنسان، مشيرا كذلك إلى تدني مؤشرات التنمية الاجتماعية، واستفحال البطالة، وعدم مواكبة التعليم في جل أسلاكه لمقتضيات التطور التكنولوجي، واستفحال ظاهرة الفساد في شتى تجلياته، وضعف أداء المؤسسات التمثيلية والتنفيذية، رافضا إشكالية التفاوت الحاصل بين الفئات الاجتماعية وعلى مستوى الجهات. كما طالب البيان بإعادة الاعتبار لمبادئ المسؤولية حتى تتمكن الآليات الاقتصادية من الانخراط في نسق التنمية الشاملة، على أساس تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي. وشدد البيان أيضا على ضرورة صياغة برامج ومشاريع كفيلة بتلبية التطلعات الأساسية للشباب لتحقيق طموحاته المشروعة، والسعي إلى تهيئة الظروف الملائمة لضمان التجاوب الشبابي حول كل ما يمكن أن يدعو إلى الاستقرار النفسي والأمني الذي يعد عنصرا أساسيا في مسيرة التغيير والتقدم. وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه الجامعة الجهوية عرفت سلسلة من النقاشات كانت محصلة مداخلات ومحاضرات أبرزها كان اللقاء المفتوح الذي نظم مع بعض أعضاء اللجنة التنفيذية أمثال: الدكتور عبد الواحد الفاسي، والأساتذة الحاج محمد السوسي، وعبد الله البقالي، وعبد الإله البوزيدي، وعبد القادر الكيحل، بالإضافة إلى البرلماني عبد السلام اللبار الكاتب الوطني للاتحاد العام للشغالين ومنسق المنطقة، وذ. بوشعيب أوعبي والأستاذ أدمينو عبد الحفيظ، عضوا اللجنة المركزية لحزب الاستقلال ومحمد البوكيلي، وعبد المجيد الفاسي، ومحمد احجيرة أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، بالإضافة إلى الأخ نشاط الزبير كاتب فرع الشبيبة بمكناس، وكذلك الأستاذ الباحث عبد الرحيم المصلوحي، ذ. كريم التاج عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وذ. شفيق جواد عن الاتحاد الاشتراكي وعبد الرحمان بندياب الصحفي، أضف إلى ذلك حضور بعض أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة، وجمهور المناضلين والمناضلات الشبان والشابات، الذين أسهموا جميعا في إثراء - كل من موقعه - أشغال هذه الجامعة الجهوية التي دامت ثلاثة أيام بداية من يوم 18 فبراير الجاري، شاركت فيها حوالي 251 شاب وشاب يمثلون مختلف فروع منظمة الشبيبة الاستقلالية الموزعة على 21 فرعا بالمملكة.