... قبيل الخوض في تفاصيل هذه المقابلة كان لا بد من الإشارة إلى أن الإخوة المراسلين وجدوا صعوبات جمة للوصول إلى مستودع الحكام من أجل أخذ تشكيلة الفريقين وذلك من طرف المنظمين الذين اختلط عليهم الأمر وأصبحوا لا يفرقون بين المراسل والمصور الصحفي وحاولوا إلزام الكل بارتداء الأقمصة (جيلي) المخصصة للمصورين...؟ وهنا يتساءل الإخوة الصحفيون كذلك لماذا سمح للأشخاص المنتمين إلى القناة الناقلة للمقابلة بالتحرك بكل حرية في كل جوانب الملعب الكبير لمراكش... !؟ وإلى متى سيستمر هذا الميز والحيف والذي كان كذلك معمولا به كذلك أيام ملعب الحارثي؟ وبالعودة إلى مجريات المقابلة فالوسط الرياضي المحلي يتساءل بحدة عن الداء الذي أصاب الكوكب هذا الموسم رغم العدد الكبير للانتدابات التي جاوزت عشرة لاعبين. فأين هي وعود المدرب السيد بادو الزاكي، بأن الانطلاقة الحقيقية ستكون مع دورات الإياب ؟ وللأسف الشديد إلى حد الساعة لم يتحقق هذا الادعاء وهذه الحالة ما هي إلا در للرماد في الأعين وسياسة الهروب إلى الأمام ودفع فريق الكوكب المراكشي إلى المصير المجهول. حاول فريق الكوكب المراكشي مفاجأة الضيوف انطلاقا من الدقائق الأولى بالاعتماد على الضغط المستمر على حامل الكرة من أجل عدم فسح المجال للاعبي الحسنية اللعب بحرية، ذلك ما مكن أصحاب الدار من السيطرة الكاملة على الربع الأول من المقابلة. وإثر هجوم مضاد، وصلت الكرة مربع عمليات المحليين وارتكب خطأ فادح في حق الحارس بلكميري لم يعلن عنه الحكم السيد اليعقوبي الذي كان تحكيمه متذبذبا، وحولت الكرة إلى الزاوية التي استغلها أوصمان سار ليسجل الهدف الأول بضربة رأسية في الدقيقة 16. ليركن من جديد الضيوف إلى الدفاع وليواصل الكوكبيون هجوماتهم المتتالية بكرات في العمق سواء من الجهة اليمنى أو اليسرى في اتجاه رأسية اللاعب موكوكو وجيفرسون. ونتيجة هذا الاندفاع الغير محسوب العواقب زيادة على عدك تركيز جل لاعبي الكوكب خصوصا في خط الدفاع الذي لم يكن منظما كاد نفس اللاعب أي أوصمان سار أن يفاجئ بلكميري بهدف ثان في الدقيقة 29 لكنه يضيع ببشاعة. الدقيقة 30 ومن أجل السيطرة على وسط الميدان بطريقة أقوى أخرج الزاكي المدافع المهدي الزبيري وأدمج مكانه رضى دوليازال ليتحسن وسط ميدان الكوكب وليستمر نفس النهج الذي اعتمده أشبال الزاكي منذ انطلاقة المقابلة وليحرر نتيجة ذلك اللاعب جونيور موكوكو الجمهور الذي غصت به جنبات الملعب الكبير لمراكش بإصابة التعادل في الدقيقة 34 إثر عمل منظم انطلاقا من الدفاع إلى وسط الميدان انتهاء بخط الهجوم. ولولا سوء الحظ الذي لازم المراكشيين في هذه الجولة الأولى وكما سيتبين في الجولة الثانية لخرجوا منتصرين بأكثر من إصابة خصوصا بواسطة الثلاثي المكون من حمادة الوالي العلمي وجونيور موكوكو و عبد الرحيم أبرباش. وكان ذلك جليا في نسبة امتلاك الكرة في مناطق الحسنية زيادة على فرص التسجيل الضائعة. وسارت الجولة الثانية على نفس النهج مع تألق ملحوظ لأبرباش وموكوكو اللذان أبدعا وتفننا وهددا في أكثر من مرة الحارس فهد الاحمادي. نتيجة لهذا الضغط لجأ فريق حسنية أكادير إلى التكدس والرمي بالكرة في جميع الاتجاهات. لقد كانت للعارضة ما من مرة ولسوء الحظ دور كبير في هذا اللقاء الذي خرجت منه الحسنية بفوز لم يكن في الحسبان نظرا لما قدمته على البساط الأخضر وهذا منطق الكرة التي لا منطق لها. وصارت باقي دقائق المقابلة على نفس الإيقاع بهجومات متتالية للكوكب ودفاع مستميت للزوار إلى حدود الدقيقة 87، وإثر هجوم مضاد وهدية لا جاد بها زمان من طرف يوسف أوكادي يستطيع نفس اللاعب أي أوصمان سار الذي لم يكن يظن أنه بإمكانه التسجيل بهذه الطريقة الغريبة تسجيل هدف الفوز... لتنطلق بعد ذلك شرارات الفوضى في المدرجات المخصصة لأولترا الكريزي بويز المراكشية والرمي بالكراسي في كل الاتجاهات بعدما كانت مقتصرة في البدء في جانب جمهور الضيوف والذي تفنن وأبدع في ترتيل شعارات لا أخلاقية وبتكسير الكراسي أيضا مما أدى بحراس الأمن الخواص إلى القبض على بعض من هؤلاء واقتيادهم إلى المخافر لاتخاذ ما يستوجب من عقوبات. رغم المنشورات التي وزعت قبيل انطلاق المقابلة والتي تدعو الجماهير إلى التشجيع بطرق حضارية ومحاربة الشغب ومظاهر العنف الجماهيري التي بدأت تستعر نيرانه وتتأجج في الوسط الكروي وللمحافظة على مكونات الملاعب والمركبات الرياضية والممتلكات العمومية. وفي نهاية المقابلة نال المدرب بادو الزاكي النصيب الأوفر من عبارات السب والشتم بطرق بعيدة عن الأخلاق مما أجبره مغادرة الملعب تحت تأثير غضب شديد وامتناعه إعطاء أي تعليق إلى وسائل الإعلام المحلية. وربما الأيام القادمة ستعرف تغييرا ما في الإدارة التقنية لفريق الكوكب المراكشي الذي لم يكن يستحق هذه الخسارة بهذه الطريقة لأنه قدم مقابلة جيدة.