اختتمت مساء يوم الجمعة بجامعة "الشيخ أنتا ديوب" بالعاصمة السنيغالية دكار، فعاليات الدورة الحادية عشر للمنتدى العالمي الاجتماعي - بعد ثمانية أيام من المناقشات والحوارات والسجالات بين الفاعلين الجمعويين الدوليين - بتسجيل فشل ذريع وإخفاق جديد لجبهة "البوليساريو" الانفصالية المدعومة من طرف المخابرات الجزائرية واللوبيات الاسبانية، والذين غادروا مطار "ليوبولد سنغور" بدكار، وهم يجرون وراءهم ذيول الهزيمة والخيبة، بعدما أفشل المشاركون الجمعويون المغاربة - الذين كانت تمثيليتهم وازنة وغير مسبوقة، حيث قارب عددهم الألف مشارك ومشاركة، يمثلون أكثر من 80 جمعية حقوقية وثقافية وفنية وبعض المركزيات النقابية والإطارات الجامعية و 20 صحافيا يمثلون مختلف المنابر الإعلامية المغربية المرئية منها والمكتوبة والمسموعة والالكترونية ? مخططات بعثة البوليساريو، والمحاولات الدعائية التضليلية لعناصر المخابرات الجزائرية وبعض النشطاء والإعلاميين الإسبان المأجورين، الذين استعانوا بعناصر من شركة أمن سينغالية خاصة لتوفير الأمن والحماية لهم خوفا من رد فعل أعضاء الوفد المغربي المشارك، بعد الاستفزازات والتحرشات المتكررة والمقصودة والتصرفات الرعناء المألوفة للانفصاليين، وفي جل الملتقيات الدولية. وكانت فعاليات المجتمع المدني المغربي المشاركة في فعاليات المنتدى قد قامت بحملة دبلوماسية قوية، من خلال تكثيف اللقاءات مع الوفود الأخرى المشاركة والتي تجاوز عددها 60 ألف مشارك، و يمثلون 130 بلد، بهدف التعريف بعدالة القضية الوطنية، وإعطاء الدبلوماسية الموازية مفهومها الحقيقي. وفي نفس السياق وجه أعضاء المجلس الوطني المغربي بالسنيغال رسالة احتجاج وإدانة إلى رئاسة البرلمان الأوروبي بستراسبورغ على إثر السلوكات والتصرفات غير المسؤولة والخطيرة وغير المقبولة للنائب البرلماني الأوروبي وعضو حزب اليسار الموحد الاسباني "ويلي ميير" المعروف بمواقفه المعادية للمغرب، والذي نصب نفسه ناطقا باسم الانفصاليين في المنتدى الاجتماعي العالمي في دكار، حيث قدم نفسه خلال ورشة دعائية نظمها الانفصاليون بإحدى مدرجات كلية العلوم الاقتصادية والتدبير (جامعة الشيخ أنتا ديوب ) بدكار، على أنه مفوض من قبل الهيئة لتقديم الدعم للبوليساريو، كما احتج منظمو المنتدى على النائب الأوروبي الاسباني الذي جاء من أجل التشويش على سير أشغال المنتدى واستفزاز الوفد المغربي. كما قام المئات من الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم بكلية الطب بدكار بمنع الانفصالية أميناتو حيدر من دخول الحرم الجامعي، وبالتالي إجهاض إلقاء الكلمة التي برمجت من طرف بعض السياسيين الاسبان القادمبن من جزر الكانارياس. وانتقد المنظمون للمنتدى الاجتماعي ما وصفوه بتصرفات وفد البوليساريو المخالفة لمبادئ وأدبيات وميثاق المنتدى . وندد المشاركون- وخصوصا وفد النقابة الوطنية للصحافة المغربية - بقوة بالمضايقات التي وصلت حد المساس بالحق في الحياة التي تعرض لها الزملاء رضوان بوعروق (مصور القناة الثانية الدوزيم) وطارق حيون (جريدة العلم) ومصطفى العباسي (الأحداث المغربية) من طرف عناصر البوليساريو، بعدما قاموا بتصوير أحداث ووقائع المواجهات التي نشبت بين أعضاء الوفد المغربي ومرتزقة البوليساريو. وكانت مروة رويدة الخبيرة الدولية ومنسقة الشبكة الدولية لدعم مقترح الحكم الذاتي ومديرة المركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات الذي يتخذ من العاصمة اللبنانية طرابلس مقرا له، قد أكدت أمام المشاركين في الندوة المنظمة في إطار فعاليات الدورة 11 للمنتدى والتي حملت عنوان "حقوق النساء والأطفال في مناطق النزاع مخيمات تندوف نموذجا" أن عناصر البوليساريو ترغم النساء الصحراويات المحتجزات في مخيمات تندوف على الإنجاب القسري ، وأن المرأة الصحراوية ممنوعة من تناول حبوب منع الحمل وتجبر على الإنجاب القسري، كما أبرزت صورا من أفظع جرائم البوليساريو، مستشهدة بتقارير مراكز أبحاث ودراسات أجنبية مشهود لها بالمصداقية والحياد. وكانت قافلة إنسانية حملت شعار "جميعا من أجل الحق في التنقل والإقامة في العالم" قد حلت بدكار للمشاركة في أشغال المنتدى بعدما انطلقت من العاصمة المغربية الرباط، واستغرقت الرحلة خمسة أيام، حيث مرت عبر الحدود المغربية الموريتانية السنغالية وبلغت مسافة الرحلة 5 آلاف كيلومتر، وتشكلت القافلة من 45 مشاركا ومشاركة يمثلون بلدان المغرب وموريتانيا والسنيغال ومالي وتشاد والكاميرون وساحل العاج وغينيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا . ومن أبرز الشخصيات العالمية التي شاركت في هذا المنتدى العالمي المناهض للعولمة- والذي تمحورت مناقشات المشاركين فيه حول قضايا رئيسية تتعلق بالوضعية الاجتماعية العالمية وتأثيرات الأزمة الاقتصادية و الحركات الاحتجاجية ومستقبل المنتديات الاجتماعية العالمية ...الخ- الرئيس البوليفي "إيفو موراليس" و الرئيس البرازيلي الأسبق "لولا داسيلفا" والمرشحة اليسارية السابقة للرئاسة الفرنسية "سيجولين روايال" ورئيس الحزب الاشتراكي الفرنسي "مارتين أوبري". خلاصة القول أن أعضاء الوفد المغربي المشارك في أشغال هذا المنتدى العالمي الاجتماعي وقعوا كعادتهم في مثل هذه المناسبات على حضور قوي ومتميز مرة أخرى، يستحقون عليه كل تنويه.