سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المدير المركزي للقناة الأمازيغية قال ل «العلم » إن التميز يكمن في اللغة واختيار المواضيع والجرأة والبث المباشر محمد مماد: الملاحظات والانتقادات مسألة صحية ، تقوي وتؤهل لمواجهة التحديات
أوضح محمد مماد المدير المركزي للقناة الثامنة «تمازيغيت» أن هذه القناة تتميز بالدرجة الأولى في اللغة واختيار المواضيع والجرأة والبث المباشر، وأعطى مثالا على ذلك بتغطية مهرجانات وطنية كثيرة والعمل على بثها مباشرة. وأضاف مماد في حوار العلم معه أن البرامج الحوارية ذات المضمون الاقتصادي تبث في أوقات الدورة وهي مسألة تتميز بها القناة الأمازيغية، بحيث لا نجد لها مثيلا في القنوات الأخرى بمعنى أن هذا استثناء وتميز في الآن نفسه. لا تفصلنا إلا أيام معدودة لتستكمل القناة الثامنة «تمازيغت» سنة من عمرها، وقد لاحظ بعض المتتبعين لبرامجها، عدم وجود تميز فيها الشيء الذي يتناقض مع ما كان مأمولا، ويطالبون بالخروج من دائرة التواضع في أداء هذه القناة. بصفتكم مديرا مركزيا لها، ما رأيك في مثل هذه الملاحظات؟ بداية لا بد من القول في هذا الإطار إن أي مشروع كيف ما كان نوعه لا يمكنه الوصول إلى الكمال، لأن هذه صفة لا يختص بها إلا الله وحده، وشخصيا اعتبر أن ما أنجز إلى حدود الآن في إطار القناة الأمازيغية، سواء من ناحية البرامج أو من ناحية الصيغة التي يتم بها إنجاز هذه البرامج كبير جدا، بالنظر خاصة للإمكانيات المرصودة. وأقول أيضا إنه من حق المشاهدين وعموم المواطنين، خاصة إن كانوا يتبعون برامج هذه القناة أن يقدموا ملاحظتهم وانتقاداتهم، إن على مستوى البرامج أو على مستوى التوجه العام، شريطة أن يكون نقدهم ومآخذهم موضوعية، لأن المشاهد في آخر المطاف هو الحلقة المهمة في العملية التواصلية. وهذه مناسبة لأذكر بمسألة أعتبرها هامة، هي أن مشروع هذه القناة بدأ في مارس 2010، وقد أنشئ من الفراغ، أي أنه انطلق من الصفر، علما بأن أي قناة تلفزية في لحظة انطلاقها، لابد وأن تتوفر على سوق من البرامج المتنوعة، بمعنى أنه لابد أن يكون هناك استعداد قبلي لإطلاق البث، والقناة الأمازيغية وقتها انطلقت وهي لا تملك ولو برنامجا واحدا فيما يسمى ب «الثلاجة»، هذا والجميع يعلم أنها قناة عامة وليست موضوعاتية أو متخصصة في قضايا أو قطاعات معينة . بالإضافة إلى أنها قناة موجهة إلى جميع شرائح المجتمع المغربي ومنفتحة كذلك على غير الناطقين بالأمازيغية، على أساس أنها ليست بقناة متقوقعة على نفسها أو محصورة على الناطقين بالأمازيغية. وأشير بالمناسبة أننا بدأنا في أول الأمر بست ساعات، من السادسة مساء إلى منتصف الليل، وفي هذا الحيز كنا نعتمد في بعض الأحيان على الأرشيف في القناتين الأولى والثانية، وابتداء من رمضان الماضي، استطعنا تغطية ست ساعات من البث، اعتمادا على الإنتاج الداخلي والوطني وذلك بنسبة مائة في المائة ، بحيث إلى حدود الآن لم نعمل على بث مسلسلات مكسيكية أو برازيلية على سبيل المثال. والشيء المهم أيضا هو أن هذا البث بالاعتماد على الإنتاج الداخلي منذ رمضان مسألة لا يفرضها علينا دفتر تحملات القناة، ولكن هذا نابع من اجتهاد الأطقم العاملين بها من غير الزيادة، سواء في الإمكانيات المادية أو في الموارد البشرية. وبعد شهر رمضان شرعت الثامنة في البث من الساعة الثانية إلى حدود منتصف الليل من غير أن يكون ذلك مفروضا، لأن دفتر التحملات حصر البث من السادسة إلى منتصف الليل. وافتح قوسا في هذا السياق، لأذكر بأن مشروع هذه القناة له خصوصية تميزه عن القنوات الأخرى، وهي تحقيق التوازنات بين المكونات الثلاثة للأمازيغية، بين تامازيغت، وتاشلحيت، وتاريفيت. وداخل هذه المكونات هناك خصوصيات محلية خاصة في كل منطقة من المناطق. هناك من لاحظ أن أغلب البرامج حوارية باستثناء البعض منها ، من غير الاشتغال في إطار أجناس أخرى، كالروبورتاج والتحقيق، ويعتبرون ذلك تقليدا، ما هو ردكم؟ شخصيا أطرح السؤال، قناة تمازيغت، تقلد من؟ أعتقد أننا لا نقلد أحدا، وكمثال بسيط فالبرامج الحوارية ذات المضمون الاقتصادي نبثها في أوقات الدورة وهي مسألة تتميز بها القناة، بحيث لا نجد لها مثيلا في القنوات الأخرى بمعنى أن هذا استثناء وتميز في الآن نفسه. وأعود لمسألة التقليد لأؤكد أن لا وجود لقناة في العالم من الصين إلى زينبابوي تكون منطلقاتها خارجة عن المتعارف عليها، أوضح أكثر، فلا بد من قاعدة وأساس يبنى عليه تصور أي مشروع تلفزي، وهذه مسألة متعارف عليه عالميا. و يكمن تميز الثامنة بالدرجة الأولى في اللغة واختيار المواضيع والجرأة والبث المباشر، وأعطي مثالا في هذا الصدد، بتغطية مهرجانات وطنية كثيرة والعمل على بثها مباشرة، كمهرجان موازين وتيميتار. وهنا أستحضر قضية أساسية بالنسبة للمستشهرين أو المعلنين في المغرب، فقد ظهر على شاشة القناة الأمازيغية أكثر 48 مستشهرا، ولا أعني بذلك الوصلة الإشهارية، لأن المستشهرين يرفضون الاستثمار في مؤسسة أو قناة تكون برامجها خالية من الإبداع ومن الجدة، وهنا أنبه إلى أن الملاحظات التي يمكن أن تقدم حول برامج أي قناة لابد أن يكون أصحابها من المشاهدين والمتتبعين لهذه البرامج، وإلا سوف نسقط في التجني لا غير. بالإضافة إلى ذلك القناة الأمازيغية لها هدف معين ودفتر تحملات احترمته بحذافيره، ونحاول ما أمكن أن نبدع ونجتهد لنرضي كافة المشاهدين. هل حققنا نسبة مهمة في كل هذا؟ يبقى الحكم هو المشاهد والمتتبع، الذي له الحق في الإدلاء برأيه وبملاحظاته، على اعتبار أننا نعيش في دولة ليبرالية والجميع يسعى لبناء دولة الحق والقانون. أما الأصداء التي تأتي عبر الملاحظات والانتقادات فمسألة صحية جدا، وهي في كل الحالات تقوينا وتؤهلنا لمواجهة التحديات. ماذا تعدون لاستقبال السنة الثانية من عمر القناة؟ هناك مفاجآت ستكون سارة طبعا وسنقدمها في حينها، فلا يمكن الإعلان عنها الآن، فلنا مشاريع وبرامج جديدة متنوعة المضامين، كالمسابقات مثلا وستكون هنالك إنتاجات جديدة في مجال الدراما والصحة والسينما، وأعددنا برامج كثيرة لتعزيز وتنويع المواد، هذا كله لأننا نؤمن أن القناة يجب أن تأتي بالجديد، ليس على رأس كل سنة، بل في كل شهر، وسنقدم للمشاهدين الجديد أيضا في رمضان المقبل، لأننا نتوخى أن يكون هذا الشهر متميزا على قناة تمازيغت. نقطة أخرى، هي أنني شخصيا أعتبر الجانب الجمالي، وبالضبط على مستوى نوعية الصورة، من الأمور التي من الواجب أن يضرب لها ألف حساب، خاصة حين يكون الهدف تقديم مواد جيدة، وعلى هذا المستوى، أعتقد أن هذه القناة متميزة، مع الوضع في الحسبان أن الثامنة لم تستوف السنة بعد على انطلاقها.