شهدت بعض المدن التونسية تدهورا أمنيا خلال الأيام الأخيرة بعد سقوط قتلى وجرحى في تجدد للمواجهات بين متظاهرين وقوات الشرطة ، تنديدا بتعيين الحكومة المؤقتة لمسؤولين في المحافظات يقول المواطنون إنهم من أتباع الرئيس المخلوع. ففي قبلي (400 كلم جنوبتونس)، سقط قتيل وجرح 11 آخرون في مواجهات بين قوات الحرس الوطني ومحتجين على تعيين محافظ من الحزب الحاكم سابقا (التجمع الدستوري الديمقراطي) . وقال مصدر بوزارة الداخلية إن الرجل قتل بعد أن أصيب بقنبلة غاز مسيل للدموع خلال الاشتباكات مع الشرطة. وفي الكاف (200 كلم شمال غرب تونس) جرح نحو عشرين شخصا خلال مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن, وذلك عقب تشييع جنازة شخصين قتلا برصاص الشرطة . و أعلنت وزارة الداخلية اعتقال مدير أمن المحافظة خالد غزواني. وفي قفصة (350 كلم جنوبتونس) اضطر المحافظ الذي عُين مؤخرا إلى مغادرة مركز الولاية تحت حماية عناصر من الجيش أمنت خروجه في سيارة عسكرية، وسط تجمع حاشد من المواطنين المطالبين برحيله. وفي تطاوين إلى الجنوب من قفصة، دعا متظاهرون من سكان الولاية المحافظ إلى المغادرة، مؤكدين أنهم لا يعترفون بسلطته التي ترمز لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. ويأتي هذا الانفلات الأمني ليعكر صفو حالة الهدوء التدريجي التي بدأت تعود للبلاد، بعد أسابيع من الاضطرابات التي سبقت الإطاحة ببن علي، وبعد أيام من التدهور الأمني الذي أعقب فراره إلى السعودية يوم 14 من الشهر الماضي. وقتل أربعة أشخاص وجرح 17 حسب نقابيين وشهود عندما أطلقت الشرطة النار على متظاهرين احتجوا على ما اعتبروها إهانة لسيدة في مدينة الكاف، شمال تونس، في وقت أوقفت فيه السلطات شرطييْن على خلفية مصرع سجينيْن احتراقا في مدينة سيدي بوزيد التي اندلعت منها شرارة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقال نقابيون وشهود إن مئات المتظاهرين هاجموا مركز شرطة في الكاف احتجاجا على صفع المسؤول الأمني فيه سيدة جاءت لتقديم شكوى، فأحرقوا سيارة أمن وأحرقوا المركز، وردت قوات الأمن بفتح النار لتفريقهم. وقال بيان للداخلية إن مئات هاجموا المركز بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأضرموا النار في سيارتين، وإن رجال الشرطة أطلقوا النار في الهواء بداية، ثم على المهاجمين الذين حاولوا اقتحام الموقع. وحسب وكالة الأنباء التونسية، فقد طلب المتظاهرون عزل رئيس المركز، واسمه خالد الغزواني، الذي أُحرِق بيته لاحقا، حسبما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن بعض المصادر.