استخدمت قوات الأمن المصرية القنابل المسيلة للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان التحرير، وقد شنت الشرطة هجومها عند الساعة الواحدة من فجرأمس الاربعاء وانتهت عمليات التفريق من منطقة وسط القاهرة بالكامل مع حلول الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي، حيث قام رجال الشرطة بمطاردة المحتجين في مناطق عدة بالشوارع بالإضافة الى محاولة جديدة لاقتحام مبنى الحزب الوطني الرئيسي . وأفادت مصادر طبية وأمنية أن أربعة أشخاص قتلوا من بينهم رجل أمن وأصيب العشرات في اشتباكات بين الشرطة وعشرات آلاف المشاركين في احتجاجات غير مسبوقة شهدتها كبرى المدن المصرية في "يوم الغضب" الذي دعت إليه المعارضة المصرية والذي وافق عيد الشرطة ، وأعلن مصدر أمنى مقتل المجند أحمد عزيز من قوات الأمن المركزي متأثرا بإصابة في الرأس نتيجة قذفه بالحجارة بالإضافة إلى إصابة 36 من أفراد الشرطة بإصابات مختلفة وذلك خلال الاشتباكات مع المحتجين بالمنطقة المتاخمة لميدان التحرير وشارع قصر العيني وسط العاصمة المصرية . وأكدت جهات أمنية وطبية أن قتيلين سقطا بطلقات مطاطية مساء الثلاثاء في مدينة السويس في شرق البلاد وتوفي آخر متأثرا بجراحه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وأضافت أن اكثر من 100 شخص أصيبوا في المظاهرات التي دعا إليها نشطاء عبر الانترنت وعمت أنحاء البلاد في وقت قياسي . وطالب المتظاهرون بإنهاء حالة الطوارئ بشكل فوري في البلاد، وإلغاء مجالس الشعب والشورى والمجالس المحلية، وإلغاء نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وحل المجلس، وإجراء انتخابات فورية نزيهة، بجانب تنفيذ أحكام القضاء في ما يخص الحد الأدنى للأجور ب1200 جنيه شهريا، وطرد الحرس خارج أسوار الجامعة، ووقف تصدير الغاز المصري إلى اسرائيل، وتعديل الدستور المصري . واندلعت الاحتجاجات تباعا في عدد من المدن المصرية منذ الصباح الباكر على شكل مجموعات شبابية صغيرة تخرج من بين الأحياء ويتم التنسيق بينها من خلال "غرفة عمليات" عبر الهواتف النقالة وتلتقي في مراكز المدينة الرئيسية وتجوب الشوارع وتتنقل من منطقة لأخرى بطريقة سريعة ومنظمة ، مما أربك الشرطة المصرية وشتت مهمة السيطرة على المحتجين .