قال المستشار المحترم حكيم بنشماش الذي يشغل منصبا متقدما في حزب الأصالة والمعاصرة إن «الوزير الأول وحزبه ينتميان إلى زمن بالٍ قطع معه المغرب». ويمثل هذا الخروج الجديد لهذا الرجل الجديد فرصة للحديث إليه عبر هذا الركن. أولا الحزب البالي الذي قطع معه المغرب هو «الفديك» والذين لفظهم الشعب المغربي هم بقايا «الفديك» من أمثال بن شماش الذي يعتبر ظهوره المباغت في المشهد السياسي الرسمي ولادة ثانية لمنهجية الفديك في بلادنا، وهي على كل حال ظاهرة مؤقتة لا تعمر طويلا إذ ما أن يقضي أصحاب الحال الغرض منها حتى يلقونها في القمامة. والمستشار المحترم بن شماش لن يكون الأخير ولم يكن الأول الذي سيلقى نفس المصير بحول الله في المدى المنظور. ما هو الحزب الذي ينتمي فعلا إلى زمن بال؟ المغاربة يحفظون التفاصيل عن ظهر قلب، فهناك حزب حصل على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية في سنة 2007، أم الحزب الذي لم يكن موجودا أصلا - أو لنقل أنه كان مجرد مشروع - لكنه اليوم يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد النواب والمستشارين بعدما استخدم مكنسة الضغط والابتزاز لاستقطاب الوافدين؟ من يستعمل مثل هذه الأساليب؟ من يمكن أن يجسد هذه الظاهرة غير بقايا الممارسات السابقة الحزينة، المؤلمة والتي وجدت أمثال بن شماش متطوعا للقيام بها. إن المستشار المحترم الذي يبرم شفتيه وهو يتحدث، آخر من يمكن أن يعطي الدروس في مجال الممارسة السياسية وتقييم أداء الفاعلين السياسيين، لأن الانتهازيين والوصوليين ولصوص المكاسب لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا صالحين لأداء هذا الواجب، بل هم دوما صالحون للقيام بما يملى عليهم من الأسياد. أما حزب الاستقلال يا بن شماش فإنه لا يتأثر بما تقوم به الخفافيش في الظلام وفي النور على حد سواء.