كرم أخيرا المنتدى المغربي للإبداع وإنعاش الذاكرة الوطنية بسلا، نخبة من الفنانين من جيل رواد الأغنية المغربية، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى ال 67 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. ويتعلق الأمر بكل من الشاعر والإعلامي محمد البوعناني ، الرئيس الشرفي للمنتدى، والملحنين محمد علي، وعبدالواحد التطواني، وعبدالله الجوايلي، المحافظ السابق للجوق الملكي ، وعبدالحي الصقلي، والمطربة سعاد محمد، والفنان الأمازيغي محمد الدامو. وشكل هذا الحفل، الذي نظم تحت إشراف وزارة الثقافة والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعمالة سلا وبتعاون وتنسيق مع رابطة الوحدة والتضامن، مناسبة لاستحضار إبداعات وإسهامات هؤلاء الرواد في المجال الفني والثقافي . وقدمت خلال هذا الحفل ، الذي نظم تحت شعار "تكريم جيل الرواد هو اعتراف وتقدير ووفاء" باقة من أروع الأناشيد والأغاني الوطنية لجيل الرواد والتي أداها عدد من الفنانين منهم على الخصوص، محمد الغاوي . وأكد رئيس المنتدى المغربي للإبداع وإنعاش الذاكرة الوطنية السيد الحسين أبو ريكة ، في كلمة بالمناسبة، أن تكريم جيل رواد الأغنية بمناسبة الاحتفاء بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تشكل حدثا تاريخيا ومرحلة حاسمة في نضال الشعب المغربي، هو اعتراف وتقدير لعطاءات مبدعين بصموا تاريخ الأغنية المغربية. وأشار إلى أن اللقاء مناسبة لأسرة الفن والإبداع لاستحضار الملاحم من أجل نشرها وإشاعتها لدى الناشئة والمحافظة على الذاكرة الوطنية والعمل على إنعاشها وصيانتها والتعريف بالهوية المغربية الأصيلة. و أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، أن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال هي "محطة بارزة في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية وقد جسدت قمة الالتحام بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عن المقدسات الدينية وثوابت الأمة". وأشار السيد المكثيري إلى أن تخليد هذه الذكرى يشكل مناسبة للاحتفاء بصفوة من الفنانين المبدعين المغاربة في مجال الفن والشعر والموسيقى والثقافة عامة ، وذلك اعترافا بما أسدوه للقضية الوطنية من جليل الأعمال من خلال إبداعاتهم الفنية التي كانت تطفح بدروس التوعية والتحسيس بمواصلة النضال من أجل عزة الوطن وتحرير البلاد. وأبرز أن هذا اللقاء يجسد الحرص على توطيد أواصر العمل المشترك مع المثقفين والمبدعين المغاربة، مؤكدا أن مجال الأعمال الإبداعية، وفي طليعتها الشعر والغناء، يجب أن "يحظى بنصيب أوفر من الاهتمام بالنظر إلى الأثر الكبير لهما في النفوس وشحن الهمم والعزائم "، مشددا على الدور الحاسم للأدب والفن في بناء الوطن وتحصين الشخصية الوطنية وإغنائها برصيدها التاريخي وما يطفح به من دلالات وقيم ومعان سامية وتأهيل الأجيال للإسهام الفعال في إعلاء صروح الوطن". و أبرز الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد أحمد كويطع ، أن تكريم جيل رواد الأغنية المغربية مبادرة تستحق التنويه لما للكلمة واللحن من دور في إذكاء روح النضال والمقاومة من أجل الكرامة والاستقلال ، مشيرا إلى أن هذا الدور لم ينتهي بجلاء الاستعمار بل يجب أن يستمر. وأكد على أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تحتفي بجيل الرواد ، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد الانخراط في تجربة دعم الأغنية المغربية الرامية إلى الرقي بالإبداع وجعلها مرآة لتاريخ وحضارة المغرب. وتميز الحفل بتوزيع شواهد تقديرية وهدايا رمزية على المكرمين.